وهكذا .. عطروا الأحلام يا عبقُ حتى انتشى شجنُ الأزهار والقلقٌ كان الندى يا بنات الحيّ عاشقةً ماتتْ على ظمأٍ .. طوبى لمن عشقوا طوبى لمن زرعوا أرواحهم شجراً في واحة امرأةٍ مجروحةٍ وسقوا تساقطوا مطراً في النار وارتفعوا حدائقاً.. أطفأوا الآهات فاحترقوا كانوا هنا.. هذه أذكار خيمتهم بعد الصلاة غناء مثلما نطقوا قصائد شاهقات الحب يكتبها على صدور الليالي الحلم والألقُ توضؤا بالأماني الخضر واغتسلوا بالضوء وانتعلوا التاريخ وانطلقوا ما أذّن الشعب حتى استيقظوا قدراً وضّاء فانكسر الفانوس والغسقُ ناموا على غيمةٍ حمراءَ نازفةٍ حتى ينام على أقدامنا الشفقُ إنّ الكرامة نخل الله في دمنا وهؤلاء بها الأغصان والعذقُ يحلقون كما نهوى ملائكةً ونحن أجنحةٌ خضراء يا أفقُ نمتد ملء فضاء العمْر حرّيَةً لن تكسر الريح فينا حلم من سبقوا نعاهد الدمعة العذراء ساجدةً على خدود عتابٍ أننا.. فثقوا أن نستمر جنوناً ناعماً ومدىً تضيق فيه بمن خانوكمُ الطرقُ قولوا لمن خذلوا الأحلام وانصرفوا إلى الظلام وخانوا الجرح واتفقوا في القادسية مات الموت وانبعثتْ من الرماد عيون الفجر والحدقُ كان السقوط.. سقوط الخوف فاتحةً وكان يعلو احتمال الظل والغرقُ غاب الذي لا تغيب الشمس من دمه خلف الجدار وعاد الحزن فاختنقوا لكنّ شهوة هذا البحر هائجةٌ كأنها غضب الثوار والنزقُ على الرصيف ينام الحب في فمهِ وردٌ ، وفي عينهِ الأشواق والأرقُ وكان في القصر.. قصر الليل آلهةٌ تخشى الدموع وتبكي كلما شهقوا وشهقة الحق يا فرعون في يدنا أفعى النبوة.. أين السحر إنْ صدقوا أين الحبال.. ألا تحميك من دمنا أين الشياطين.. أمْ في صمتنا صعقوا قل للرصاص قلوب النور عاريةً وليس ثمّةَ إلا الشعر والورق لاشيء يهزم فينا ماء رغبتنا وهكذا هكذا العشاق قد خُلقوا نبض الشوارع أبقى والأسى سفرٌ لسدرة المرتجى.. يا بخت من لحقوا يا بخت من علموا الأيتام أغنيةً بيضاء لو أفلتْ شمس المُنى انبثقوا غدا يعود شهيد الأمس مبتسماً لنا ويخرج منّا حين ننطلقُ هيا نكون معاً ذكرى وذاكرةً لباب دمعتنا العالي الذي طرقوا