عندما تتكلم عن عدن التاريخ والجمال فأنت تتكلم عن عدن الماضي زمن الذكريات التي تشاهدها في صور العجائز والشيذر والبخور العدني وعندما ترجع بالزمن عبر صور حُفظت للزمن الجميل في عدن تجد أن عدن كانت لوحة جميلة تشمل كل شيء وأعني كل شيء دون استثناء فكل شيء يعكس واقع الحال الذي هو جزء لا يختلف عن صورة الحقيقة التي تم نقلها منها أو من الأصل في الغالب. عدن التاريخ كانت وستظل جزءا من كيان كل من سكن عدن وعرفها قديما وستظل نقطة مقارنة لكل الأجيال نقطة مقارنة بينها وبين الحاضر(عدن القرية) والمستقبل فعندما ترى الجمال في صورة الزمن الجميل لعدن لا شك أنك ستقارنه بصورة حاضر عدن اليوم الذي يعكس مدى سوء الحال الذي وصلت إليه هذه المدينة الجميلة والرائعة وكيف تحولت عدن التاريخ والجمال إلى قرية تحتوي في ثناياها ثقافة من نقل القرية إليها لا العكس. وعندما تتكلم عن عدن القرية فأنت تتكلم عن الحاضر زمن القتل والاغتيالات وانعدام الخدمات وزحمة الشوارع والشوارع الضيقة والطرقات التي لم تعد مرممة وذوبان الثقافة العدنية القديمة بثقافة القرية التي لم تتسع اليوم لأحد من سكانها على الرغم من تنوع سكانها الذي ظل زمنا المنبع أو المصدر الحقيقي لجمال الزمن الجميل في مدينة عدن والذي ما زلنا اليوم نتباكى عليه ونتمنى رجوعه يوم تحولت عدن التاريخ إلى قرية لا تقبل التنوع ولا تعترف به رغم ادعاء الكل قبول الكل. عدن التاريخ وعدن القرية من المسئول؟! لا داعي للإجابة فالمتهم معروف والمتهم هو من سيجيب باتهام مضاد كما تعودنا في عدن القرية أن لا متهم في عدن القرية ولا يحق اتهام من يخطئ أو يتسبب به؟! والكل بريء في عدن القرية رغم معرفتنا جميعا من هو المتهم الذي يصر دائما على أن عدنالمدينة ليست مدينة وليست لأحد سواه بل ولا يحق لأحد سواه أن يقرر مصيرها حتى وإن كان الثمن تحويل عدن التاريخ والجمال إلى عدن القرية. وحتى لا يفهم البعض أنه خارج حدود الاتهام في تحويل عدن إلى قرية نقول له إن أغلب سكان عدن اليوم جاء من القرية إذاً فالكل متهم والمعني دائما واحد وهو من لا يقبل الآخر ولا يعترف به ولا يريد أن يحول عدنالمدينة إلى قريته بل يصر تحويل القرية إلى عدنالمدينة لتصبح عدن التاريخ هي عدن القرية التي نشاهدها اليوم لا تسع كل سكانها لا يأمن فيها كل سكانها لا يحبها كل سكانها كل سكانها يريد مغادرتها ويحبب البقاء فيها فقط من يرى عدن جميلة بعينه التي جاء بها من خارج عدن والتي حولت عدن التاريخ إلى قرية لا تسع سواه؟!.