الوقت يمضي اياماً , شهوراً فأعواماً و الحال من سيء إلى اسوء , نعم هذا حالنا اليوم في الجنوب بشكل عام و في عدن بشكل خاص , ثروة تنهب و ارض تحرق و شعب يعذب ويشرد ,, قد يكون للوهله الاوله بأن السبب يصب وحده على وحدة الغدر و المؤامرة التي وقع في غياهبها دولة الجنوب العربي , و التي تسببت في مقتل العديد من ابناء الجنوب بشكل خاص ومن ابناء اليمن بشكل عام و التي تسببت في ظهور النوايا الحقيقيه من وراء هذه الوحدة , حيث كانت وحدة مصالح شخصية و لم ولن تكن يوماً وحده بين شعبين ارادوا ذلك بصدق نيه . فكلا الشخصيتين التي كانت راعيه للوحده انذاك احدها كان يريد حماية نفسه وجماعته من انقلاب مترقب من جهة و جماعه اخرى , فلم يكن امامه الا ان يتحالف مع اي قوة ولو كلفه ذلك ان يتحالف مع الشيطان نفسه و الشخصية الاخرى كانت ثعبان في هيئة بشر , فلم يكن يفكر في حاضره فقط بل كان يفكر في حاضره ومستقبله , يفكر بغنيمه تقدر بنصيب الاسد ,, و كما قال المثل كل ما بني على باطل فهو باطل و الوحدة الجنوبية الشمالية بنيت على اساس نوايا خبيثة مكنونة للطرفين , فإنما الاعمال بالنيات كما قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و السلام .
لهذا فإن حالنا اليوم و المأساة الحقيقة التي يعيشها ابناء شعب الجنوب بشكل عام يتحمل مساوئها و ذنبها القيادات الشمالية اليمنية و القيادات المتفرقه الان من ابناء الجنوب و الذين يمثلون صوت شعب الجنوب في التعبير عن مطالبه و حقوقه بالحريه و الكرامه في المؤتمرات و الاحتفاليات في الداخل و الخارج .
ولكننا للاسف في اكنان انفسهم نرى ان هناك قيادات تتصارع على سلطة وعلى تقسمة مقاعد في وزارات من صنع الخيال لم تُنشئ بعد على ارض الجنوب الى هذه اللحظة , تتخاصم و تجتمع,, تتنازع وتجتمع ,, تتخالف وتجتمع , ولك الله يا شعب الجنوب ,, الوقت يمضي و الدماء ما زالت تسال في البلاد , وأقل الخدمات و اقل الحقوق لا يتحصل عليها المواطن وهو " الامن " , ملئ الفساد ارضنا , المخدرات اصبحت في متناول الجميع و انقطاعات الكهرباء متواصله وسلسلتها لا يعلم نهايتها الا الله.
لسنا ضد المليونات التي تخرج للمطالبه بحرية الجنوب و شعبه بل نحنا معها و شاركنا بها وسوف نظل نشارك بها حتى يصل صوتنا الى مشارق الارض و مغاربها و لكي تُسمِع كلمة الحرية للجنوب من به الصممُ ولكن ما الفائده وقياداتنا التي وثقنا بها و سلمناها ملف شعبنا ودولتنا مختلفين فيما بينهم .
نني اعلنها للجميع جلية واضحة لا لبس فيها إن لم يجتمعوا جميع القيادات الجنوبية التي في الخارج كانت ام في الداخل فإننا لن نعد نريدهم في مقدمة صفوفنا , , لن نعد نريد شخصيات كانت و ستكون سبباً في تسليم البلاد و العباد الى اشخاص ملئ الحقد قلوبهم علينا كما يُملئ البحر بالزباد , إن التنبه للمرحله الحرجه هذه واجب و مسؤولية عظيمة على قياداتنا الجنوبية لأن هناك من القنافذ المنافقه بين صفوفنا من نراهم تاره يطالب بحريتنا و نرفعه على اكتافنا فإذا بايعه الشيطان وراوده عن نفسه بإسم الوحدة الميمونه المباركه تخلى عنا واتبع اهوائه وتاره اخرى يتناسون الورطه التاريخية التي يوقعوننا بها .
حان الوقت الان لكي يعلن الشعب وحده قيادته وسلطته السياديه لنفسه ولن يكون هناك تمجيد لأشخاص بعد اليوم ,فالقائد الحقيقي للشعب الجنوبي هو خادمه ،لأن الجنوب ليس ارضاً و حدوداً ومؤسسات و مباني بل هو انفس طاهره عاشت وما تزال تعيش فيه , تتعرض كل يوم للانتهاكات و القتل و السفك على يد محتل بغيض , يا هل ترى !! هل هناك أمل في وحدة القيادات الجنوبية في الداخل و الخارج كما توحد الشعب الجنوبي داخلياً وخارجياً ؟!, هل من ممكن ان نثبت للعالم بأننا قادرين على تحمل قيادة دولة من جديد في سلام و حكم رشيد ؟! كل ما اتمناه ان ارى خلال المستقبل القريب الاجابة على اسئلتي هذه بالفعل وليس بالقول " نعم نستطيع " إننا من ابناء هذا الشعب الكريم وعشاق لأرضه و بلدنا و امنا الابدية و الازلية هي "عدن الطيبة الجميلة " و لأنني في نهاية الامر مسلم و ما هو باطل سيظل باطل ولو زيناه بكل زينة الدنيا , و ما ضاع حقاً ورائه مطالب , و الحرية و الكرامة ستكون لشعبنا حليف التحقيق بإذن الله , ولكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
فلنبدأ بأنفسنا ولنتوحد معاً وليسعى جميعنا إلى ان ينشر السلام و الحب بيننا جميعاً ولأن يقف للظلم و المنكر الذي نراه و الذي نعيشه في مجتمعنا من فساد اخلاقي او ديني او دنيوي ولتكن مجادلتنا للباطل بالتي هي احسن لكن نظهر للعالم مدى عِظم القضية الجنوبية التي نطالب بها ولرعايتها ومدى عِظم ديننا الحنيف , وما اختم قولي الا بكلمة الله تعالى : ( كنتم خيراً امتاً اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) صدق الله العظيم,,فلنبدأ التغيير وليكن من انفسنا ولا نعتمد على شخصيات أو حركات سياسية معينه لكي تتولى قيادتنا في الخير بحسب مصالحها و سياستها الخاصة وليكن الخير نابع من ضمائرنا وبنا لوطننا .