الكثير منا يعتقد بأن التباينات الجنوبية تعبر عن وضع صحي لا يستدعي القلق طالما والكل يبحث عن الجنوب والوطن والهوية، إذا لم يتحول ذلك التباين إلى خلاف أو صراع دائم يتم توظيفه من قبل السلطة في صنعاء لصالحها بهدف ضرب الحركة الوطنية الجنوبية وحراكها السياسي السلمي. وقد سبق التحذير من الوقوع في هذا المطب ومازلنا نحذر تلك القيادات التي تسعى إلى جر الجنوب مكبلا من جديد إلى باب اليمن ولم تستفيد من الأخطاء السابقة!!
وبما أن الجنوبيون حريصون على تحقيق أهدافهم النبيلة بالطرق السلمية ومصممون على انجازها قد تصالحوا وتسامحوا من المهرة إلى باب المندب وهي الخطوة المهمة الاولى في الاتجاه الصحيح لخلق وحدة وطنية جنوبية من خلال إستعادت الثقة بين الفرقاء السياسين منذ عام67م إلى 86 م وحتى عام 94م، ليبدأ الجميع مرحلة جديدة أساسها الصدق والوضوح والاعتراف بالآخر ورمي الماضي الأليم خلف ظهورنا مستفيدين من الأخطاء السابقة لنتعلم منها الكثير من الدروس والعبر لبناء غد أفضل ومستقبل جميل للأجيال القادمة, خالي من الحقد و الكراهية، ليسود الحب والتعاون والوئام والأخاء بين أفراد المجتمع، ويعم الخير للجميع..
صفحة ناصعة البياض نرسم عليها خارطة طريق جديدة وتاريخ جديد لشعبنا الجنوبي العظيم بأحرف من نور يصنعها الجميع من الشباب والمرأة (مثقفون, إعلاميون، أكاديميون, علماء, سياسيون, دبلوماسيون, مفكرون ومناضلون مخلصون) لا مكان للعقلية العسكرية والقبلية المتخلفة في القاموس الجنوبي الجديد ..ولا مبرر لمن يشككون بمستقبل الجنوب القادم كونها أوهام وكوابيس معشعشة في عقولهم فقط ستصطدم بسيل جامح .. جيل جديد مسالم ومكافح وشعب جبار صقلته التجارب والمحن، لن يقبل الشعارات والركوع والهوان مرة أخرى، فلا داعي للتسابق على المنصات والمناصب الوهمية ياقوم!
وما يقلق الشارع الجنوبي اليوم أن تستمر هذه الخلافات والتبيانات بين القيادات الجنوبية في الخارج والداخل دون الوصول إلى قواسم مشتركة تؤدي إلى وحدة الصف الجنوبي والقيادة الجنوبية في هذا الظرف التاريخي الحساس والدقيق الذي لايقبل التأخير والمساومة أوالتسويف على حساب الشعب الجنوبي..
لهذا ندعوا من جديد كل القيادات الجنوبية دون استثناء بتحمل المسؤولية التاريخية والأنسانية والأخلاقية تجاه شعب الجنوب بالعمل الجاد على نجاح المساعي الهادفة إلى توحيد الموقف الجنوبي تحت قيادة ومشروع سياسي وإعلامي واحد من خلال الأعداد الجيد لعقد لقاء أو مؤتمر جنوبي (متقن ومدروس) واختيار لجنة تحضيرية توافقية من مختلف مكونات الحراك الجنوبي السلمي والقوى السياسية والأجتماعية الأخرى المؤمنة بعدالة القضية الجنوبية، من الكفاءات العلمية والأكاديمية ورجال الساسة والفكر..
كما جاء في مبادرة تيار مثقفون من أجل جنوب جديد بأعتبارها خطوة متقدمة في وقت عصيب لاخراج الجنوب من محنة قياداته التي لم توصل إلى توافق حقيقي ومازالت تدور في دائرة مغلقة حتى الأن ؟!! والأهم من ذلك أن تحقق هذه المبادرة مايطمح إليه شعب الجنوب لانقاذه من محنة الطغاة...(لا تطلب سرعة العمل بل تجويده لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه) إفلاطون