تفجير مطار عدن اليوم يدمي القلوب حزنا وكمدا ، ويعكس مدى الوحشية التي وصل اليها بعض البشر ، فقد جندوا انفسهم للشر ، هل اراح ذاك المنظر الذي ارتمت فيه جثث القتلى والبعض منهم ممزقين جرحى ولحومهم هناك تحترق وتشوى . اي اجرام هذا ؟ ماالذي سيجنيه من ادمى القلوب بفقد عزيز لها ؟
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال :
*لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم*
وقال ايضا عليه افضل الصلاة والسلام :
*لو ان اهل السماء والارض اشتركوا في دم مؤمن ، لأكبهم الله في النار .*
هذا كلام نبينا عليه افضل الصلاة والسلام ، وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ، فماذا انتم بعده قائلون وماالذي انتم له رابحون ؟ فالوعيد من الله شديد ان كان هذا لاجل رجل مسلم ومؤمن فكيف بكل اولئك الذين قتلوا اليوم دون ذنب اقترفوه او جرم ارتكبوه ؟
فالقتلى والجرحى من المسافرين والمودعين الذين اتوا ليودعوا اقاربهم فاذا بهم قد ودعوا الدنيا باسرها ، وفيهم من الموظفين لاجل لقمة العيش لهم ولمن يعولوا .
مابال اقواما سيقفون يوم الحساب ويأتيهم القتلى ملطخون بدماءهم يقولون : يارب سل هذا فيمَ قتلني ؟
لو استشعر من سولت له نفسه القتل ، بهذاالموقف العظيم لما قدم خطوة واحدة لذاك العمل المشين .
قال الله عز وجل :
*( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما )*.
ماذا بعد كل هذا العذاب الذي توعد الله سبحانه وتعالى به قاتل النفس التي حرم الله الا بالحق في آية واحدة .
هاهي الانفس اليوم قد صعدت الى خالقها وستنتظر ذاك الذي تسبب في ازهاقها ، فالحياة اقصر مانتصور ومختصرها ماقاله جبريل لنبينا عليه افضل الصلاة والسلام :
يامحمدَّ عش ماشئت فإنك ميّت وأحبب من شئت فإنك مُفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به.
فحتما هذه الدنيا الذي نتناحر عليها سنتركها في اي لحظة ولن نحس ببشاعتها الا بعد فوات الاوآن فهاهي الدنيا وهل هناك من يعي ؟
يُؤْتَى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية، مُشوهة خلقها، فتشرف على الخلائق، فَيُقَالُ: أتعرفون هذه ؟ فَيَقُولُونَ : نعوذ باللّٰه مِن معرفة هذه، فَيُقَالُ : هذه الدنيا التي تناحرتم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم وتباغضتم، واغتررتم، ثُمَّ تُقذف في جَهَنَّمَ، فَتُنَادِي: أي رب أين أتباعي وأشياعي؟ فُيَقُولُ اللّٰه عزَّ وجلَّ : أَلحِقُوا بها أتباعها وأشياعها .
نسأل الله الرحمة للموتى والشفاء العاجل للجرحى وان يفرغ الصبر على الارامل والايتام والثكلى .