( على مثلك يا ابا احمد فلتبك البواكي ) . لقد رحل ابو احمد عن دنيانا الفانية وغادرنا إلى رب رحيم رحمن . أجل.. لقد رحل ولكن مآثره لاتزال ماثلة للعيان كيف لا وهو الاستاذ القدوة والمربي الفاضل والتربوي الناجح والموجه القدير والإداري المتميز والمصلح الإجتماعي الحاذق . عرفته مدارس موديه ومدرسوها وطلابها وسكانها.. عرفوه استاذاً وعرفوه إدارياً وعرفوه موجهاً وعرفوه مصلحاً وعرفوه إنسانا . عرفوا بساطته المتواضعة وعرفوا بسمته الحانية وعرفوا سجاياه الجميلة وعرفوا خلقه النبيل وعرفوا سلوكه الرزين . وهكذا عرفه أبناء محافظة ابين وهكذا عرفه كل من عاشره وعايشه وسايره وجالسه لا يعرف الكلمة النابية ولا العبارات البذيئة ولا الألفاظ الغير لائقة .. عاش عزيزاً ومات كريما وغادر شريفاً . لقد آلمنا فراقه وأبكى مآقينا موته وأحزن قلوبنا رحليه... لكنها إرادة الله وقدر الله وقضى الرحمن الرحيم . ونحن لا نملك إلا أن نقول :( إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله ). وهكذا هو حال الدنيا وهكذا تتبدى حقارتها وتفاهتها ودنائتها وزيفها وقبحها .. فهي كمثل ظل الانسان... إذا طلبه تباعد وإن تركه تتابع . تزرع الاحزان في النفوس وتورث الحسرة في القلوب وتؤرق المآقي والجفون . تعطي لتأخذ ,وتنمح لتسلب , وتزيد لتنقص , وتفرح لتحزن , وتجمع لتفرق . جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفواً من الأقذاء والاكدار ومغلب الأيام ضدطباعها **متطلبا في الماء جذوة نار . فما أتعسك ايتها الدنيا عندما تغطفين مثل تلك الوجوه النظرة ...كما يقطف صبي أجمل زهرة في بستان . ولا حول ولا قوة إلا بالله فلا إله الا الله ما أعظم حكمتك ربنا . فلك الحمد على ما أعطيت ولك الحمد على ما أسديت ولك الحمد على ما أخذت وأبقيت.. فليس لنا ربنا الا التسليم والرضاء بالقضاء . وبهذا المصاب الجلل نعزي الاستاذ احمد الميسري وجميع إخوانه وأسرته ونعزي أنفسنا برحيل الشخصية الإجتماعية والتربوية المرحوم عبدالقادر احمد عبدالله . ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه الفردوس الاعلى وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان