كتب / محمد الربع يذكرني هذا التصرف بيوم كنا أنا وهو معزومين عند أحد الأخوة بصنعاء فكان قبل الغداء يناقشنا عن العدالة والإخوة وأن الخوف ليس من الوحدة فنحن عايشين في ظلها بل من الانفصال وما بعده ،ولم تكن يوماً الوحدة مشكلة للشعوب والأمم على مر التاريخ والحاضر بل كانت أساس لقوتها ونهوضها فيما التشرذم من أهم أسباب ضعفها ونشوب الحروب فيما بينها ، والوحدة ليست المشكلة ولكن المشكلة في العصابة المكونة من الشمال والجنوب التي سرقت بريقها وأهميتها وأفرغتها من مضامينها أو حسب ما قال .
المهم قمنا للغداء ورجعنا لجلسة المقيل ،،احضروا القات ولأني لا أتناوله وضعت نصيبي على قات المناضل محمد على احمد واستمرت الجلسة والحوار وما أن اقترب المغرب حتى بدأت آراءه تتغير بدأها بجملة "كنا قبل الوحدة مرتاحين " شوية شوية إلى أن قال نهاية المقيل أن "مافي حل غير الانفصال وكل واحد يأخذ نصيبه من البلاد هذه ويدبر نفسه "ولو انه قالها بطريقة المزح .
ذكرني هذا اليوم بانسحابه من مؤتمر الحوار مؤخرا دخل الحوار من بدايته وهو يعرف انه تحت سقف الوحدة ،،وان الداخل والخارج غير مقتنعين بيمن منقسم مجزأ ..وشارك على هذا الأساس .
ستة أشهر فلوس واعتماد مالي قيل انه يصل إلى أكثر من 63مليون شهريا وصرف له سيارات ومرافقين وفلتين بصنعاء وفنادق وتغذية وطلعه ونزله ويوم يزعل يراضوه "بشيك " وينسحب ويراضوه باعتماد ، ولما اقترب موعد إنهاء جلسات الحوار وفوائده المادية أعلن انسحابه وتذكر ان الجنوب يريد طرد الاحتلال..الاحتلال اللي صرف له سيارة وفلتين ومرافقين واعتماد مالي يكفي ان يقوت أكثر من عشره ألف مواطن محتل يعاني من سوء التغذية .
انا احترم من يطالب بالانفصال مهما اختلفت معه على الأقل صاحب موقف ولكن ان نجد أشخاص يوم وحدوي للنخاع عشان الوحدة نهاية الشهر بتصرف له شيك ،واليوم الثاني يطالب بالانفصال عشان الوحدة ماغيرت له سيارة جديدة.
علماً ان 98% ممن يطالبوا بالانفصال لن يستفيدوا منه إن حصل بل تلك الوجوه الانتهازية القديمة وحدها المستفيدة قبل الوحدة وبعدها، وجاهزة للإستفادة بعد إفشالها والبقية ليسوا سوى وقود لمصالحها .
طبعاً محمد علي احمد هو احد الذين لجئوا إلى صنعاء واحتضنتهم بعد ماكان الموت مصيره في عدن قبل الوحدة .ومازال يستلم مبلغ شهرياً من السفارة البريطانية إلى اليوم بحجة انه " لاجئ ".
وسنظل نرحب به بأي وقت فهو في بلده حتى وان صار يسخر منا ويقول "ان لنا الأولوية قبل الصوماليين والبنقال في الشغل عنده بعدن "