ما جرى لصحيفة " عدن الغد " . كان غير مستبعد وكن وارد في حسابات كل الشرفاء في الشمال والجنوب , لان الناشر ورئيس تحرير صحيفة " عدن الغد " الشاب المتألق فتحي بن لزرق احد تلامذة اعرق صحيفة في الجزيرة والخليج ومدرسة الصحافة المهنية الشريفة التي لا تجيد عن قول الحقيقة , ومنبر من لا منبر له . " صحيفة الأيام " العدنية العريقة المقهورة التي تعرضت لا بشع صنوف القهر والاضطهاد والظلم من " الخلف والسلف " .
لا لشيء إلا المهنية صحيفة الأيام وأخلاق ناشريها العالية " الشهيد هشام باشراحيل " رحمة الله عليه , وتمام باشراحيل أطال الله في عمره وقوفهم المهني والإنساني في صف المقهورين والمظلومين في شمال والجنوب دون تمييز , وواجبهم الأخلاقي والوطني مع شعب الجنوب وثورته والشعبية الجنوبية السلمية ( الحراك الجنوبي ) منذ بداية انطلاقته المطالبة في حقه الرافض للاضطهاد والظلم واستعادة دولة المنهوبة أرضا وإنسانا من النظام الذي حول حلم الوحدة إلى احتلال وقهر بعد اجتياحه الجنوب صيف 94م بكل ما تحمله كلمة احتلال من معنى .
وكان بداية قهر وظلم أل باشراحيل الكرام وصحيفة الأيام بداية النهاية لنظام ( هيلا سلامي السنحاني ) وما تتعرض له صحيفة عدن الغد ورئيس تحريرها فتحي بن لزرق نفس السيناريو القديم الجديد لان صحيفة عدن الغد تسير على طريق صحيفة الأيام التي رسمته لكل صحافي شريف يحترم نفسه وأخلاق المهنة , ومهما حاولوا البائسين لن يستطيعوا حجب صوت الحق والتغطية جرائم القتل وتكتيم الأفواه وفرض مخرجات حوار على أراده وطنية راسخة رسوخ الجبال ولن يستطيعوا قهر أرادة شعب لان أرداه الشعوب لا تقهر .
على هؤلاء البائسين قراءة تاريخ الثورات التواقة للحرية والكرامة , فليقرؤوا تجربة الشعب الاريتري الذي تعرض لما يتعرض له الشعب الجنوبي من تجاهل لمشاعره من قبل المجتمع الدولي والإقليمي , ففي أرتيريا حين أرغمت الإدارة الوطنية على القبول بالدخول في اتحاد كون فدرالي مع أثيوبيا في عام 1952م ما لبث ان تحول إلى نوع جديد من الاستعمار .. ولكن استعمار أفريقي هذه المرة . وكان يعبر الإرتيريون عن المراحل الاستعمارية المختلفة التي مروا بها في سخرية مريرة حين يقولون : كان الايطاليون يقولون لنا : كلوا واشربوا وتكلموا .. ثم جاء البريطانيون ليقولوا كلوا وأشربوا ولكن لا تتكلموا وأخيراً جاء الإثيوبيون ليقولوا : لا تأكلوا ولا تشربوا ولا تكلموا , ولان في ميكانيكيه الثورات نجد الدروس تكرر , اعتقد إننا في الجنوب نمر بنفس الظروف والدليل أخيرا ما جاءت به مخرجات حوارهم ليقولوا لنا : لا تأكلوا ولا تشربوا ولا تكلموا ولا تروا إلا ما نراه : ( رغم وضوح حق شعبنا الجنوبي الصابر في الحياة الكريمة والاستقلال ) !
ورغم ما عانته أرتيريا التي تجاهلت مشاعرها كل الأمم وضاع حقها في الاستقلال بين تقاطعات الصفقات الدولية والتوازنات الاقليمية , انتصرت وسجلت ملحمة التحرير يكاد من يعرف بداياتها لا يصدق أنها انتهت إلى ما انتهت إليه من أنصار , حين رفع الراية ثوار لم يلقوا أسلحتهم لثلاثة عقود كاملة دون انتظار لاعتراف من أحد , ولم يكن هناك من يدعي انه الممثل الوحيد للحركة الشعبية الاريترية , بكل هذه المآثر تمكن الاريتريون من إسقاط عدوهم مرتين : هيلا سلامي في أول الأمر ومنجستو من بعده وكانت الحركة الشعبية الوحيدة التي تمكنت من تحرير كامل ترابها قبل إن تبدءا التفاوض , وقبل إن يجري استفتاء تقرير المصير الذي كان قد تقرر بالفعل على الأرض الاريترية المحررة , قياسها البائسين إذا اعتقدتم إنكم قادرون على تفتيت الجنوب وفرض حلولاً لا يرضاها شعب الجنوب فأنتم واهمون لان إرادة الشعوب لا تقهر .
وليلة النور نعطيها على أطوالها وليلة الشر باتجزع كما كل ليلة