من نير الانتظار وضوء الانتصار ومن حبر الاستقلال ودمع الاقتتال تطل الذكرى. والهاجس واحد والقلب نابض يسترجع نبض نضالات وبطولات وانتصارات مع اختلاف الغاصب وتطابق الصورة ،نضال وبطولة شهادة وحرية واستقلال . ذكرى الثلاثين من نوفمبر ،التي تعود وان كانت راسخة في أذهان الجنوبيين ،وتعود هذا العام بطعم خاص، مع روح التفاؤل الذي ينتابني رغم الأجواء الصعبة التي تسيطر على العالم عامة والعالم العربي خصوصاً والجنوب وجوانبه تحديداً. تفاؤل ينبع من شعوري بنهاية مطاف العذابات والشدائد التي ينوء بها كاهل الجنوب منذ وقت طويل، مع احساس بمرارة عدم الاحتفال بقدومها بفرح عارم وتجمع حاشد اعتزازاً بانتصار الاجداد بكل حضارة وفخر، نظراً للظروف القسرية التي يعيشها الجنوب والتي تعيق مظاهر الاحتفال مع الاحتفاظ بجوهره في النفوس والمجتمعات المنتظرة المترقبة تتحين فرص القطاف. تفاؤل استشفه من تفاصيل تاريخ الجنوب ومسيرة رجالاته التي تنهي ببطولة وانتصار كل نضال من أجل الارض والوطن ،تفاؤل بأن ترسم صورة جديدة بثوابت راسخة للاستقلال والحرية تصنعها عزيمة من أحاور وخاصة من الجنوب عزيمة ترجموها اصراراً على استمرار التحرك، رغم كل المعوقات، لانتزاع النصر وكتابة صفحة جديدة مشرقة من تاريخهم ، تفاؤل تفرزه أصواتكم وصوركم ، أفراحكم وأتراحكم ،كلماتكم ونظراتكم،خطواتكم ومسيرتكم ،أفكاركم وأحلامكم ،تعابيركم وملامحكم ،عبراتكم وعباراتكم،كلها تحمل مضمون الذكرى ومعايير الانتصار وسبل الاستمرار والاستقرار والاستقلال والمستقبل الافضل . جميل صدى الذكرى والأجمل الصبر على الملمة لأجل غدٍ مشرقٍ زاهٍ والثقة كبيرة بتحقيقه ولملمة تفاصيل صوره. ومع بزوغ الذكرى هذه إطلالة على الجنوب الذي يستعيد اليوم بعض هدوئه وطبيعته مستمراً بالحراك السلمي مقدماً النموذج عن حراك حضاري واثق من بلوغ اهدافه حتى النهاية مصراً على حل المعضلات سياسياً وليس بلغة السلاح وخاصة بين الاشقاء ، وإطلالة اخرى على فلسطين معجن النضال وخزان العبر،على ارض عربية محتلة تقاوم بسبل بدائية آلة حرب غاشمة متطورة وحشية، وها هي تسطر بطعنات ثاقبة وداهسة بطولات تؤرق وتهز كيان العدو، وتسير لا تكل ولا تهدأ في نضال متجدد للوصول الى مساحات أكثر حرية وثبات .مبشرة بغد مشرق يدعو الى التفاؤل بثقة المتأكد من حصول النصر والتحرير. هذه هي الذكرى مسيرة اليوم الى الغد الى المستقبل الى الأفضل . عاش الجنوب حراً أبياً مستقلاً.