span style=\"font-size: medium; \"التهديد الذي كانت تمارسه الأمهات ضد الأبناء المتمردين على شرب الحليب، هو نفسه الذي تستخدمه اليوم بعض السلطات العربية، كلما هب حراك سياسي في بلد عربي ما، مع بعض التطوير طبعا في اداة العقاب، بما يتناسب وسن المتمرد، فإذا كانت الأم تلوّح بالغول، فإن السلطات تلوح بالمتشددين وبالفوضى، وبتهم العمالة، إن لم يشرب المحتجون الحليب ويناموا باكرا! span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وقد تروّع الأم ابنها، إن لم يجلس مؤدبا، بأن تهجره لتأتيه زوجة اب بديلة تذيقه صنوف العذاب والقهر والاذلال، وكذلك تفعل السلطات، إذ توهم شعوبها بأنها إذا ذهبت هي، فسوف تأتي زوجة اب سلفية متشددة تمنع عنهم رؤية شاكيرا، وتفتح لهم بدل المجمعات كهوفا كتلك التي في تورا بورا، تقدم فيها عصيدة القمح بالتمر بدلا من «الموكا تشينو» والنادلة الفلبينية التي تعمل فيها اسمها «أم سياف». span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"والمشكلة ان عقول بعض الدول العظمى «صغيرة» أحيانا، فيصدقون هذا الكلام، ويتصرفون على اساسه، تماما كما حاول القذافي ان يأكل الدبس بعقول جيرانه الغربيين من ايطاليا وانت طالع. على الرغم من ان معظم الارهابيين هم صنيعة غربية اصلا، ولكن الغرب، وبعد ان ذاق ايضا من عمليات ارهابية، أصبح يتصرف على مبدأ المثل: «اللي يلتسع من الشوربة ينفخ في الزبادي»، أو وفق الاغنية العراقية: «اللي تلدغه الحية يخاف من جرة الحبل». span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"من الأمور الاخرى التي تخوف بها السلطات المحتجين، هي وصمهم بالعمالة، وبأنهم ينفذون اجندة غربية، في الوقت الذي تجد فيه المواطن المسحوق ليس في بيته حتى نافذة غربية، ولم يسافر بحياته لأبعد من مدينة احلامه التي يرسمها في مخيلته كلما لاحت التفاتة حزن في عيني زوجته وهي تمر بجانب قصور وفلل المسؤولين.. «يستاهل، من قال له أن يمر من هناك؟!». span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لذلك، كان من المضحك ان يخرج احد الزعماء الى جموع غفيرة من شعبه وهم في الشوارع ليقول لهم: «انا مستعد ان اتنازل لكم وحدكم عن السلطة، انتم من تستحقون هذه السلطة، وليس سواكم»! وهذه العبارة حتى الآن تبدو عصية على الفهم، فكيف سيمسك مئات الالوف من الناس بالحكم؟ هل مثلا سيحصل كل مواطن على برغي من براغي المكتب الرئاسي؟ واين سيضع هذا البرغي ان حصل عليه؟ ام انهم سوف يصطفون بالدور امام الكرسي، وكل واحد منهم يجلس عليه خمس دقائق؟! span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"المتشددون قد يرون حلمات آذانهم ولا يرون كرسي الحكم، وفي ظل مظاهر الحداثة التي انتشرت في البلاد العربية اليوم، من دور ازياء ومجمعات مختلطة، ومقاه شيشية، وبيرة من دون كحول، فإن النظام البديل عن اي نظام يخلعه شعبه، يجب ان يفهم ب«الروك أند رول»! span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" div style=\"text-align: left; \"span style=\"font-size: medium; \"span style=\"color: rgb(51, 51, 153); \"* القبس الكويتية