span style=\"font-size: medium;\"بكلام مختصر ....لو رفعت واشنطن ودول الجوار يديها عن نظام علي عبدالله صالح ، لأصبح في خبر كان، منذ زمن بعيد ، ولاستراح الشعب اليمني الشقيق من هذه المعاناة ..ومن النزيف الخطير الذي يتعرض له يوميا.. بسقوط الشهداء والجرحى بفعل نيران الحرس الجمهوري ، وبلطجية النظام ، او في الخسائر الباهظة التي لحقت وتلحق بالاقتصاد اليمني، وبشل جميع مرافق البلاد ، بحيث لم يعد اليمن دولة فاشلة فحسب ، بل اصبح عمليا دولة عاجزة ، مهددة بالانهيار التام. فليس سرا، أن استمرارصمود العقيد علي صالح طوال هذه المدة ، يعود لما اشرنا اليه ، حيث أن “17”محافظة من اصل “20”، وغالبية القوات المسلحة أعلنت تأيدها للثورة ،ولم يبق مؤيدا له الا الحرس الجمهوري الذي يقوده نجله “الجنرال أحمد”، وقوات الأمن المركزي التي يقودها ابن شقيقه ، وقطاعات عسكرية هنا وهناك ، وهي القوات المتمركزة حول القصر الجمهوري ، وفي تعزوعدن ..الخ. الدعم الاميركي ، ودعم دول الجوار والمتمثل باستمرار تدفق الاسلحة على ميناء عدن ، وسيل الاموال المتدفقة لشراء الذمم، هي سبب بقاء صالح هذه المدة كلها في الحكم، وسر استمراره في المناورة والكذب. وبعبارة أوضح، فان مبادرة مجلس التعاون الخليجي ، قدمت اصلا لحماية صالح وانجاله واقاربه من الملاحقة القانونية ، واعطته هامشا كبيرا للمناورة، وكسب الوقت لتثبيت أوضاعه ، وهو ايضا ما هدف اليه قرار مجلس الامن الأخير . ومن هنا نسأل ونتساءل .. الى مدى يستمر هذا الوضع الخطير المتفجر؟؟ والى متى يبقى صالح يناور ويكذب؟؟ في تقديرنا سيستمر العقيد على نهج مسيلمة الكذاب ،ولن يتخلى عن السلطة طوعيا ، وهوالذي دبر اكثر من “15” حربا داخلية للبقاء في الحكم ، وورط دول الجوار في بعضها “قتال الحوثيين”، ما دامت واشنطن ودول الجوارمتمسكة به، وتدعمه بالسلاح وبالمال، وهذا يستدعي من الثورة والثوار التمسك بالنهج السلمي ،وعدم الانجرار الى حرب أهلية كما خطط ويخطط ، كسبيل وحيد لاقناع ما تبقى من وحدات الجيش الانضمام للثورة وحمايتها،وانقاذ اليمن وشعبه العزيز من شروره، ومؤامراته ، بعد أن جعل من اليمن مزرعة له ولانجاله وأقربائه ، وسلم مفاتيح سيادتها للاميركيين، فاصبح مجالها الجوي مسرحا لطائراتها ، تغتال وتقتل من تشاء بحجة مكافحة الارهاب. باختصار.....رغم أن المؤامرة على الثورة اليمنية خطيرة جدا، الا انها ستفشل حتما ، كما فشلت في أوائل الستينيات من القرن الماضي، بعد أن قرر الشعب اليمني ان يكون سيد نفسه . أملين من دول الجوار التي تقف مع نظام الطاغية، ان لا تنسى انه زائل لا محالة ، وأن الشعب اليمني هو الباقي. [email protected] span style=\"color: rgb(0, 0, 255);\"* جريدة الدستور