يومان في حركة (تاج) ..يوم مضى .. يوم التأسيس .. ويوم نعيشه ..يوم تدشين العمل العلني في الجنوب العربي .. وهذان اليومان يمهدان ويعدان ويهيئان ليومنا الأفضل ..الأجمل .. والمنتظر.. يوم التحرير ..يوم الاستقلال الثاني من الحكم الشمالي الجائر والجاثم على أرضنا منذ ذلك اليوم المشئوم السابع من يوليو عام 1994م . فيوم التأسيس الذي قدر له وفرضت عليه الظروف القاهرة أن تشهده مدينة ليفربول الانجليزية وليس مدينة يمنية جنوبية .. يوم تأسيس وميلاد حزب التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) الذي شهدنه مدينة ومرفأ ليفربول في التاسع عشر من مارس العام 2004م ..بعد ان فاض وبرز إلى السطح ..وخرج من القلوب والأفئدة ذلك الإحساس البغيض بالظلم .. وذلك الشعور بالجور ..وذلك الواقع ألاحتلالي الذي ما زالت تعيشه مناطقنا الجنوبية في عدن الصامدة وباقي محافظات الجنوب المحتل من حضرموت مرورا بالمهرة فشبوة وأبين ولحج .. ونالت عدن الصمود والتضحية النصيب الأكبر والحقد الشمالي الأكثر لكي يشطبوا هوية مواطن وتاريخ وطن .
عندما تجمع أبناء الجنوب العربي ..ورفضوا الانصياع والاستسلام وعدم السكوت والرضوخ لواقع فرض عليهم بالقوة ..فأنشأوا حركة (التجمع الديمقراطي للجنوب العربي المحتل ) ..كأداة رفض وصرخة احتجاج ودفاعا عن وطن مسلوب ..لديه من الرجال والأبناء ما يحجبون قرص الشمس ..ومن العزيمة ما تزلزل أقدام الغزاة ..ومن الثقة بعدالة قضيته ما يجعل العالم كله يغترف لهم وينصت إليهم ويستمع ويقول وطن أبناءه مثل هؤلاء لايمكن له أن يموت ..أو يرفع الرايات البيضاء ..رايات الاستسلام .
ومنذ أكثر من ثمانية أعوام و(تاج) ينشر وينتشر ..ويعرض قضيته العادلة أمام العالم في نضال :حوار/ سلمي /وفترة تعريفية وتوضيحية للعالم ..ورمية حجر في المياه الآسنة .
كانت الأعوام السابقة عرض لما يعانيه الجنوب العربي المحتل وأسلوب إظهار ..وزلزلة للعالم حتى يسمع ذلك الصوت ويعرف قضية الجنوب ..أما حقنا فنحن كجنوبيين كفيلون وقادرون على انتزاعه إذا استدعى الأمر.. وعانى تجمع(تاج)ومنذ البدايات من أعاصير وزوابع أرادت إجهاض ذلك الفكر المستنير ووأده في المهد ..ولكن هيهات ..صحيح ان الضربات كانت موجعة لكنها زادتنا قوة وتصميم .. وسقط من (تاج) رجال أوفياء ومناضلون شرفاء ..سبقونا للشهادة والخلود..وهم يعلمون إن من بقي صامدا .. قادرا على مواصلة المشوار ولديه ثوابت الاستمرار والنجاح .
ولا مبالغة إذا قلنا إن (تاج)كانت الصرخة الأولى والاحتجاج العلني والواضح أمام الغزاة والمحتلين .
أما يومنا الثاني ..يوم العودة إلى الأرض والإعلان الرسمي والعلني بتدشين نضالنا السلمي (المؤقت) لاسترداد ارض نهبت وثروات سرقت وأهالي كتب عليهم العذاب بذنب لم يرتكب غبر ثقافتهم ومدنيتهم وحسهم الحضاري وإنهم أفضل من زبانية نظام ليس له علاقة بأنظمة العالم ..وهم عبارة عن عصابة لصوص ليس إلا .
كان يوم التاسع والعشرين من نوفمبر 2012 م هو يوم التدشين في عدن ..فكما كان يوم الإشهار شوكة في خاصرة الغزاة ..فأن يوم التدشين كان إعصارا وبركانا وتسونا مي يجرف الظلم ..التخلف ..النهب ..ويعيد لمدينة عدن ابتسامتها المسلوبة .
وتجمع (تاج) قد وضع في حسبانه إن مرحلة التدشين ستكون أكثر صعوبة وخطورة من مرحلة التأسيس .. ولكنها مرحلة فارقة ومفرقة بين الأبيض والأسود .
أما اليوم القادم .. فهو يوم الاستقلال يوم الحصاد ..يوم الجلاء الثاني .وتعلم (تاج) إن ثمن وفاتورة نضالنا السلمي سيكون مساويا ومقارنا بيوم الجلاء فكما للحرية حلاوة وطعم لامثيل له فان التضحيات ستكون على ذات القدر والفداحة .
وعدن تستحق عودة ابتسامتها ..وماضيها وتاريخها وحضارتها وسيكتب ذلك النصر في كراريس الأطفال وفي عيونهم وفي قلوب الشرفاء لمن وهبوا أنفسهم رخيصة من اجل التسريع في يومنا القادم .
فأجمل أيامنا تلك التي لم تأت بعد ..رغم أننا اعددنا لها ما يليق بيوم الخلاص والانعتاق ..