تتزايد هذه الأيام تجنيد الأطفال في عموم محافظات الجنوب العربي، من قبل حزب الاصلاح التكفيري بحجة الجهاد في دماج، وللأسف أصبح هؤلاء لا يميزون بين الكبير والصغير وبين الحق والباطل، أصبح أطفال الجنوب المغرر بهم، ضحية لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل . لقد كثرت الفتاوى والمفتين، لقد تفشى وباء الفتاوى بسرعة النار التي تحرق العشب الجاف في الأرض، فهل كل من تكلم وناقش موضوع اعتبر عالم و مفتي ؟ إخواني الجنوبيين لقد كثر ما يسمى ببعض العلماء، وكثرت فتواهم و تناقضت وأدت إلى ضياع هيبة هذه الفتاوى. والمهزلة الكبرى هو أن كل من كون مجموعة اشترى مجموعة من المفتين للبت في أمورهم الخاصة. أن الفتوى من غير علم و الكذب فهي محرمة ومن الكبائر، ولقد قال مالك ابن انس : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك " انه أمر مبكي ومحزن أن نرى الأقزام يتسابقون في إصدار الإحكام في القضايا الجسام، أن الجرأة على الفتوى لأتدل على العلم الراسخ بل هي إمارة عكس ذلك. لقد وصل الأمر بالتكفيريين إلى الاتجار بالأطفال، في ظل ظروف غير إنسانية لا تحترم قيم الدين الاسلامي الحنيف. وتخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، كما تتنافى مع كل الشرائع والأديان السماوية، وهي تبدأ مع بعض الأطفال بداية فاجعة بتجنيدهم في صفوف المقاتلين، أحياناً في الجيش النظامي التابع للاحتلال اليمني، وأحياناً في الميليشيات التكفيرية التي تقاتل أنصار الله الحوثي تحت راية ما يسمى بالجهاد والقضاء على المذهب الزيدي المقرب من الاثني عشري الذي حكم المملكة المتوكلية اليمنية أكثر من الف عام. لا تتوافر معلومات دقيقة حول الاتجار بالأطفال، ذلك أن معظم هذه العمليات الإجرامية تتخفى تحت ستار نشاطات شرعية ودينية ، يصعب استقصاؤها أو تتبع تحركاتها، في المحافظات التي انهارت فيها السلطة المركزية تنشط حلقات التهريب علناً، وفي أغلب الأحيان، يتستر الاتجار بالأطفال وراء وكالات التوظيف والإغراء بالأموال والاستخدام، وتمارس خلف هذه الواجهة أقبح ضروب الاستغلال ويضلل الضحايا بإقناعهم بأنها جهاد في سبيل الله ويستغلون الأطفال بحكم صغر سنهم حتى يكونوا فريسة سهلة لأولئك القوم . المحتمل والواقع أن هذه العصابات التكفيرية تغرق ضحاياها بالوعود المعسولة التي لا يتكشف زيفها إلا بعد أن ينهوا رحلتهم عبر قنوات مريبة ومحفوفة بالمخاطر في أكثر الأحيان، فتتبدد صورة الفردوس الموعود الذي يريدون الوصول إليه وهو الحكم والسيطرة على اليمن بالمذهب التكفيري المتطرف . يجب أن تعلمون علم اليقين يا أبنا الجنوب، أن الحوثي لم يكن شريك بالحرب الظالمة التي شنت عليكم في حرب صيف 1994م، ولن يكونوا شركاء بالفتاوى الباطلة التي أباحوا دمائكم أمثال الشيخ عبدالوهاب الديلمي وعبدالمجيد الزنداني، وما أشبه اليوم بالبارحة بنفس العقلية وان اختلفت الوجوه، نسمع محمد الأمام والحجوري يحرضون الشباب ضدكم في جميع محافظات الجمهورية العربية اليمنية أن كل من ينادي بالانفصال فهو مرتد ويجب محاربته . أن أولئك شيوخ فتنة وظالمون بكل المقاييس القانونية والمعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية لقد شنت عليكم هذه الفتاوى لأسباب واهية ومزاعم باطلة ولبسوا خلالها لباساً ديمقراطياً زائفاً لكنهم تعروا بسلوكهم وممارساتهم. المسؤولية ملقاة على الآباء والأمهات في الجنوب العربي، لا تتركوا فلذات أكبادكم ضحية في حرب صعدة تحت فتاوى هؤلاء المتأسلمين الذي أباحوا دمائكم في حرب صيف 94، أن هؤلاء القوم لا يهمهم أي شيء سواء نهب الثروات والسيطرة على السلطة ولو على أشلاء الشعوب .