في رحلة صيد اعتيادية أبحر أربعة صيّادون من أبناء شقرة منطلقين من شاطئ صيرة يوم الاثنين – أول من أمس – لاصطياد أسماك الثمد، عند حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً. يروي ذلك لصحيفة"الأمناء" الصيّاد عبدالخالق هادي البراكي 22 عاماً نيابةً عن زملائه ما حدث لهم في ذلك اليوم في رحلة العودة ويقول :"كُنّا على بعد 20 ميلاً في خليج عدن ولمحْنا من على مسافة بعيدة بارجتين حربيتين ولم نبالي بها.. وفجأة أحسسنا باقترابها قليلاً.. نحو قاربنا، فزوّدنا سرعة محرك القارب تحسباً لأي طارئ قد يُعرّضنا للخطر لكن ذلك لم يفدْنا بشيء لأن واحدة من البارجتين أبحرت بسرعة نحونا، وأصابنا الخوف والرعب حينها فكل ما نغير اتجاهنا نجدها تحاصرنا وتلتف علينا حتى أوقفْنا القارب تماماً بعد اطلاقهم النار في الهواء. ومضى الصيّاد البراكي: وما إن اقتربت البارجة أصبحنا وجهاً لوجه رفعنا أيدينا إلى الأعلى ونلوح لهم بالاستسلام وفجأة وجدنا رجال عسكريين مصوّبين أسلحتهم نحونا وفي حالة انتشار على طول البارجة ونحن مازلنا رافعين أيدينا.. خاطبونا عبر الميكرفون: من أنتم؟ وماذا تعملون هُنا وهل معكم أسلحة؟ ردّينا: عليهم نحن صيادون.. ورفعنا الأغطية الموجودة في القارب والمعدات الموجودة في القارب.. كان حينها قرابة 100 عسكري ما زالوا يصوبون بنادقهم نحونا. وبحسب رواية البراكي أن قائد البارجة أمر بعض البحارة العسكريين بالنزول إلى القارب لاقتيادهم وزملائهم إلى البارجة بعد أن وثّقوا أياديهم إلى الخلف والبنادق مصوّبة عليهم.. وفي البارجة بدأ التحقيق مع الصيادين من قبل قائد البارجة ولمح أحدهم أن البارجة تحمل العلم الإيراني.. زيادة على ذلك أن القائد كان يوجّه سؤالاً تلو الاخر.. فيما مترجم ينقل سؤاله بالعربية.. ماذا تعملوا هُنا وما الذي جاء بكم إلى بحر العرب.. هل أنتم قراصنة؟ فردّوا عليه: نحن صيادون من عدن .. نحن عرب واستمر التحقيق معهم قرابة 6 ساعات من الحادية عشر حتى الخامسة عصرا من اليوم نفسه. وعن طبيعة التحقيق يقول الصياد البراكي: بعد أن حققوا معنا أخذوا أسمائنا واحداً واحداً وتعهداً كتابياً بعلمنا عليه وأملوا علينا كلاماً بأن لا نشكوا أو نقدم بلاغاً ضد الإيرانيين ثم فتحوا القيد من أيدينا.. ودعونا بعدها إلى الضيافة وتقديم الوجبات والأطعمة ثم أطلقوا سراحنا. ويضيف البراكي الذي بدا عليه الإرهاق والتعب وزملاءه الصيادين الذين زاروا مقر الصحيفة ظهر أمس الثلاثاء .. قائلاً: لقد أصبنا بالفاجعة عند عودتنا إلى القارب. ويروي البراكي الفاجعة: عندما اقتادونا إلى القارب وعند الوصول والنزول فيه أُصبنا بالفاجعة ونحن نشاهد ماكنة القارب نوع (30 سوزوكي) قد تعرضت للتكسير ووجود شرخ في القارب ونادينا المترجم الإيراني قبل أن تتحرك البارجة وأشرنا إلى الأضرار التي لحقت بالماكنة والقارب فرد علينا بصوت عال: خلاص امشوا. وطالب البراكي وزملاءه وهم محمد البراكي (شقيق عبدالخالق) ومحمد صالح محمد وفضل عمر رمانه السلطات اليمنية بحماية إخوتهم الصيادين من هذا البطش في المياه الإقليمية وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية وقالوا: هناك سوابق من هذا النوع بعضهم دُمّرت قواربهم من بوارج أجنبية. كما دعا الصيادون جمعية صيادي خليج صيرة واتحاد جمعيات التعاونيات السمكية إلى السعي مع السلطات فيما لحق بهم من أضرار. وقبل أن يغادر الصيادون مقر "الأمناء" تذكروا أن قائد البارجة الإيرانية أبلغهم عن اتصال أجراه بالسلطات البحرية اليمنية للمجيء باستلامهم.. لكن تأكد لهم بعدها أن ذلك لم يكن شيئا. ويبقى السؤال: إلى متى يظل الصيادون عرضة للانتهاكات والعبث بممتلكاتهم وفي مياهنا الإقليمية؟