إن الثورة اليمنية ليست كأي ثورة فلها أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وقلبت كل الموازين وأعادت صياغة البنية الأساسية للمجتمع وأحدثت تفاعلا على مستوى كل الأصعدة وأنضجت حراكا فكريا احتدم بشدة خاصة بين التيارين الإسلامي والليبرالي بكافة اتجاهاته . ثورة اليمن ستغير أسس الحكم في الدولة وتعيد هيكلة كل المؤسسات بما فيها المؤسسة العسكرية ، التي أصبحت مثل القطاع الخاص حسب العرض والطلب ،و ستعيد القبيلة إلى مكانها الطبيعي كشكل من أشكل التركيبة الاجتماعية وليس كدولة مصغرة داخل الدولة . إن ثورة اليمن وهي ماضية تمر بعقبات ومحن كثيرة وتحديات كبيرة وهي بذلك تكتسب صلابة وتخرج قادة من الشباب أكثر تجربة ومراس في الجانب السياسي والعمل الميداني لن يحصلوا عليه ولوتدربوا في أعلى أكاديمية في اليمن . ثورة اليمن ستعيد الثقة للمواطن العادي في إمكانية التغيير وستعطيه نموذجا عمليا رائعا للنضال ضد الفساد والظلم ، وتفتح أمامه رؤية جديد وتطلعات نحو المستقبل . كما أنها ستعيد الاعتبار للمرأة التي طالما ساندت في كل مراحل النضال الوطني وقدمت الكثير لخدمة الوطن ولم تلق المكانة التي تليق بها كشريك في عملية البناء والتنمية .ولا يمكن إقصاء المرأة لأنها ركيزة هامة في دعائم الجسد اليمني ودورها هو أحد المعايير التي يحدد من خلالها تقدم المجتمع ورقيه وأيقنت كل الاحزاب والتوجهات بأهمية النهوض بالمرأة لتأخذ دوري الطبيعي في المجتمع . وفي أثناء الثورة تفجرت إبداعات شبابية على مستوى القيادة والحوار السياسي و الأدبي والفني ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الشباب اليمني لديه مكنون واسع من الإبداع ينتظر الأخذ بيده إلى النور لينافس به القدرات العربية والعالمية بجدارة . في الثورة أيضا ظهر دور الإعلام جليا وشهدت الساحة الإعلامية صراعا يحسب في الأخير للثورة لانه عرى النظام من خلال رؤية الإعلام الرسمي الذي تحول إلى إعلام أسري للدفاع والذود عن الاسرة الحاكمة وعصابتها ، وفي الجهة الأخرى إعلام المعارضة والمستقلين الذي قدم نموذجا جديدا للإعلام . إن المارد اليمني يتململ ولن يعود إلى سباته مرة أخرى وعندما ينهض ويخطو ستنحني له كل الأقزام .