ماهذا الذي يحدث اليوم ؟؟؟ اشعر بالأسى وأنا اتابع الأخبار تصلني تباعاً عن صور موجعة لم تكن تخطر على بال . هل غاب الرشد عن ذهن ابناءها واهاليها ووافديها وأضحى الغي بديلاً؟؟ ماهذا الذي الذي يحدث إخوتي واحبائي .. ابناء مدينتي الجميله والوديعه؟؟ راهن الجميع عليكم .. انكم ابناء ثقافة مدنية راقيه ورأس حربة في المشروع المدني المأمول في وطن الغد الواعد .. وأنه بفضلكم لايمكن ان تطاله أو تؤثر فيه مزامير أصحاب مشاريع الرقص على أطلال التخلف. اليكم دون غيركم .. ابناء عدن .. أوجه حديثي. إن مايجري اليوم انما يتم على أرضكم .. في عدن .. عدن الإخاء والمحبه، عدن تعدد الأعراق والأديان والمشارب لوافديها وقاطنيها، عدن الآمنه لأبناءها والحارسه لضيوفها القادمين من كل صوب، غربها وشرقها، والساهره لخدمتهم حتى باتت تسجل في عناوين أخبار المعموره ب "جنة عدن" لكرمها ووداعتها وطيب تعامل ومعشر ابناءها. سابقاً وقبل عقود خمسه تقريبا نكبت مدينتكم أخوتي بنيران الفتنه التي اذكاها مستعمر لاتغيب عن امبراطوريته الشمس واراد من وراء فعله إضعافكم وتشتيتكم بغية إصطياد اضعفكم إرادة وجره الى طاولة التنازلات والخنوع. فكان له ما أراد فخضبت ارضكم الطاهره بدماء انبل ابناءكم وللأسف على يد بعضأ أيضا من ابناءكم وأهاليكم ممن أعمت المشاريع المغلفه ببريق الشعارات بصيرتهم فأنهالوا يكيلون لبعضهم النعت بأبغض الصفات ووأوغلوا في كرههم لبعضهم وتردت الأساليب الى الإفتاء السياسي بالتخوين الأعظم وحل الدم والحكم بالإعدام. فذهب ضحية ذلك .. شهداءنا علي حسين القاضي، السلفي، سعيد حسن، مدرم، شمشير ، سريب .. قائمه يصعب حصرها من خيرة الابناء الطاهرين لهذه المدينه الفاضله. وبكيناهم كثيرا وأكثر منا بالطبع بكاهم أهاليهم .. أمهاتهم وزوجاتهم واباءهم وأخوانهم .. لكن أتدرون ما أبكانا أكثر من ذلك؟؟ وبعد ذلك !! ضياع الوطن الحلم .. الصحيح والغير معتل. وحل بدلا عنه وطن تسيده الفريق المنتصر دون غيره .. فريق اغراه النصر المنتشي بعزة إقصاء الغير .. فأستأثر بالحكم والقرار دون شركاء نضاله .. فكان له مأاراد وطن له وحده مشفوعا بلعنة فوبيا التربص الدائم له من قبل الأعداء الإقليميين والدوليين "خصوم التجربه" فخاضت هذه المدينه دورات صراعات دمويه غير منقطعه لم يكن بالطبع ضحاياها فقط انصار التجربه ولكن ايضا كانوا كثير من الأبرياء من ابناء هذه المدينه.. عدن. لقد خصيتكم دون غيركم بخطابي هذا يا ابناء عدن ،وأدرك ما سينالني من نقد بسببه، لأنكم المعنيين اليوم دون غيركم بمحتواه. أخصكم انتم بعد أن خذلنا الرعيل الأول من رواد الحركه الوطنيه لهذه المدينه في تيه خلافاتهم وأيا كانت مبرراتهم لها .. فغاصوا فيها وامعنوا .. ولو بقدر متفاوت من المسئوليه قادوا مكونيين رئيسيين نضاليين (جبهتي التحرير والقوميه) تصارعوا وتقاتلوا من أجل تحقيق هدف وشعار مشترك !!! الإستقلال التام او الموت الزؤآم. تدخلت الأصابع الخفيه لتعزيز الخلاف معتمدة على غياب البصيره وجموح الطموح بالتفرد بالسلطه وفي سبيل تحقيق أغراضها الدنيئه لم تعدم الوسائل لبث الفرقه والخلاف وإذكاء البغيضه والدفع بالعنف المتبادل وإهدار الدم وكان لها ماارادت فتحقق الإستقلال ولكنه كان موصولا بالموت الزؤآم. لم تكن عدن ومكوناتها النضاليه تعدم من الأبناء الخيريين منها بل العكس من ذلك تماما حظيت عدن، منارة إشعاع التطور السياسي والثقافي والإجتماعي في المنطقه، بصفوة من المع وأفضل الشخصيات المميزه بذكاءها ورقي أداءها المكاوي باهارون والبيومي وقحطان والأصنج ومحمد سالم علي وفيصل الشعبي وباسندوه والعبيد وطه مقبل وعبده خليل وسيف الضالعي ومحمد صالح العولقي والشاعر والعرجي وحسين باوزير وإدريس حنبله وباشرين وفي الجانب الآخر نخبه من مثقفي العهد الذهبي ممن أضفوا على هذه المدينه نكهة رائعه لقمان والعميد باشراحيل ومسواط وجراده ولطفي امان وفاضل ودعاتها وفقائها البيحاني وباحميش وغيرهم كثيرون ممن يتعذر ذكرهم، نعم لم تكن عدن تعدم من الأبناء الخيرين القادرين على إستيعاب أبعاد مايخطط لهم وإداراك سؤ العاقبه. فكانت هي .. كارثيه بكل المقاييس. صراعات دمويه متعاقبه دفعت فيها عدن وابناءها ثمن يفوق غيرهم إقصاءاً وتهميشاً وتخويناً، ثم لم نصحو منها الإ وقد وجدنا انفسنا في وحدة أندماجية كامله مع الشقيق الشمالي دونما تدقيق أو حساب، وهنا ايضا دفعت عدن أكثر من غيرها الجزء الأكبر من الثمن الباهظ .. أنتهكت مدنيتها واستبيحت أراضيها وطمست معالمها وعمد الى تغيير طبيعتها وديموغرافيتها على نحو بشع، حتى صارت "يحكى انه كانت هنا مدينة عدن". اليوم أخوتي ابناء عدن للأسف يسدل التاريخ البغيض فصلاً جديداً من تراجيدته على هذه المدينه، بطله الظاهر هدف مسخ وافد جديد اسمه السيطره على ساحات فعاليات مدينة عدن. وبصرف النظر عن فهمنا لطبيعة الصراع الحقيقي بين أطراف السيطره ودوافعها الا ان النتيجه تكاد تكون واحده.. مزيدا لتدمير هذه المدينه بمميزاتها والنيل من ابناءها في مدنيتهم. انا لايعنيني طبيعة الخلاف بين أطراف الصراع في هذه المدينه علما بأنني مدرك تماما بأن عناصر بقايا نظام الرئيس المخلوع علي صالح هي التي تقف وراء الأحداث التي جرت مؤخرا في عدن وتحديدا ماحدث من إحراق لساحة الحريه بكريتر من خلال نجاحها في إحداث اختراقات في صف الحراك وتشجيعه لجناح متشدد لمواجهة تمدد النفوذ الإصلاحي في مدينة عدن ومن جانب آخر إستفزازات بعض المتطرفين الإصلاحيين في توجههم لإنجاح الإنتخابات الرئاسيه في عدن، انما ما يعنيني إستيعاب ابناء عدن لما يخطط له الغير لمدينة عدن ومايتربص بها من مخاطر. حقيقة إن ما دفعني للكتابه وإستعراض ماسبق والتذكير به هو رد فعل على تواصلي مع بعض الشخصيات الإجتماعيه من ابناء عدن ومالقيته من ردود مخيبة للآمال على تساؤلاتي حول ما يدور اليوم في عدن. حالة من الإحباط الكلي إعترتني وأنا اتلقى إجابات متباينه كثيره وسلبية يصعب جمعها. جلها تشير الى تشتت في الرأي ونكوص وتردد في تحمل المسئوليه. أحبائي وأخوتي وفيكم اخونا الكبير هشام باشراحيل في بيتنا الكبير (الأيام) والمحافظ القدير الأستاذ أحمد القعطبي والآخرين من أبناء عدن في كافة المكونات مشترك وحراك ومؤتمر وتحرير ورابطه ومنظمات مجتمع مدني وعلماء ودعاة والآخرين المستقلين .. انها مدينتكم .. انها عدن الغاليه على قلوبنا جميعا نحن ابناءها قبل غيرنا، الى متى ستظل مقدراتها بيد آخرين غيركم، إنها تحترق .. إنه يجري تدميرها والقضاء على مقوماتها التي طالما عرفت وافتخرنا بها دوماً، ما حالة اللامبلاه هذه التي وصلتم اليها في تعاملكم مع أحداث تقع على قرب من مضاجعكم، ماذا تنتظرون لتستفيقوا وتأخذون بزمام المبادره لقيادتها والتحكم بمجريات امورها وكبح جماح العنف المستشري والمتنامي في كل أرجاءها. اليكم دون غيركم ابناء عدن اكتب اليكم واخاطبكم .. افيقوا .. فالأمر بيدكم أولاً ودون غيركم لإعادة الوجه المشرق لهذه المدينه وحالتها الآمنه مهما بلغت سطوة أطراف الصراع عليها، فهم الغرباء البائسون بمشاريعهم ولكم المشروعيه والغلبه بمقاصدكم. والله من وراءه أقصد وبه استعين