وقلنا يا نار لا تحرق الحلم النبيل ... لا تشعل الأرض حقدا بين عروق الشعب ... لا تحول الأجساد جمرا .. فالنار حين تشتعل لا تذر صغيرا أو كبير. لكن شباب ساحة الحرية قالوا : يا نار لا تتوسعي بأجسادنا العارية سوف نطفئ حقدهم ولو سقط منا ألف ألف شهيد. هذه هي المحرقة وهؤلاء هم شباب الثورة ... الذين بعثوا من الأخدود ألف ساحة في كل منعطف وحي وفي كل بيت قريب كان أو بعيد. عام قضى نحبه من ليلة التاسع والعشرين من مايو وثلاثمائة وستون يوما ولدت من جديد ولدت على شريعة الحرية والكرامة وترعرعت في كنف العدالة الإجتماعية والنواة الأولى للدولة المدنية ... هنا في ساحة الحرية بمدينة تعز ولدت ثورة الحادي عشر من فبراير وفي ذات الليلة ولدت في مخيلة الديكتاتور المخلوع ألف وسيلة للتعذيب والتنكيل . أربعة أشهر مضت منذ انطلاق ثورة الحادي عشر من فبراير التي عمت نفحاتها الثورية كل ربوع الوطن فيما كان الزعيم النازي ينشر شره المستطير في كل زاوية يقال فيها ان الحياة حرية وان الحرية تستوجب خلع ثلاثة وثلاثين عاما من الفوضى والفساد. لم يبقى في جعبة الحاوي من وسيلة الإ وجربها في محاولاته المستمية لوئد الثورة ... قتل مباشر ... ضرب عنيف ... سحل في الشوارع ... وأخرى كثيرة أستخدمها هنا وهناك ... لكن وسيلة أخيرة لم يكن قد جربها في العلن ... لم يستخدم النار المتوهجة ... فأرد ان يحرق كل الأماني و المشاريع الوطنية التي خرج من أجلها شباب الثورة . لكن .. هيهات له ان يستجيب القدر. عشرات هنا صمدوا واحترقوا وتبرخت أجسادهم لترسم في سماء الوطن علامة للنور مثلها كمشكاة يكاد زيتوها يضيء. حلم بات اليوم يتحقق تباع فمن رئيس وزراء من قلب الثورة جاء , الى رئيس دولة اختاره الشعب وحمله أمانة تحقيق أهداف ثورتهم فيما ظلوا هم في الساحات لتقويم أي اعوجاج.