( النصر قادم لا محالة / الاستقلال من طرف واحد بات قاب قوسين أو أدنى / تقرير المصير قريباً / سنعلن الاستقلال الناجز يوم عاشورا / دولة حضرموت الكبرى في لمساتها الأخيرة / مملكة المهرة وسقطرى سترى النور يوم الفاتح من سبتمبر / استعادة الدولة الجنوبية بات قريباً وفي غضون يوميين / الساعات القليلة القادمة من مساء اليوم ستشهد ميلاد دولتنا / أبشروا سنستعيد دولتنا يوم استشهاد الحسين في كربلاء / يوم ميلاد الإمام الخميني سيكون يوماً مناسباً لإعلان دولتنا لاعتبارات عدة منها رابط النسب بينه وبين البيض فهم من نسل الشاه.... الخ). كل ما سبق ليس إلا جزء من مفردات وجُمل وعبارات الوهم والخيال الزيتية التي سئمنا سماعها من قبل عناصر المنظمة الانفصالية الإرهابية المعروفة بقيادة علي البيض لتزحف على بطنها غولاً خصوصاً وأن أبواق دعايتها قد صاغت هالة طوباوية للتزود بطاقة التحقق على الصعيد الوهمي مع تزيين الخطاب الرخوي بالثرثرة النسونجية التافهة . فعادة ما نرى مهرجون انفصاليون متوهمون للزعامة الديكورية يجترون نفس الكلام ونفس الخطاب في مناسباتهم الغنيسية لمدة شهور إن لم نقل لسنوات وذلك باتخاذ الأسلوب السفسطائي المدعم بلغة ناعمة كوسيلة فعالة لمغالطة الناس و التلاعب بالألفاظ عبر الدق على الأوتار الحساسة للدهماء مع غسل أدمغة متوسطي الثقافة ومعدوميها . نعم لقد أصاب العطب كل أركان التفكير عند مُدمني الاستبداد والشمولية المفرطة نتيجة لغياب الرؤية التي لا تأتي من عقول جامدة لم يدخلها نور العلم والثقافة ، بل يسيطر عليها العجرفة والصلف والقرمطة لترفض كل الآراء وترى أنها الأبخص، وهذا المبدأ إنما نابع من الاحتقار المتأصل في نفوس المتخلفين الانفصاليين من المتبجحين بانتمائهم إلى النخبة المستأثرة بالحكم يوماً ما ، لتحيك أقذع أنواع الفبركة التآمرية الخاضعة لأقبح قواعد اللعبة السياسية التي تهتدي بهدى الاملاءات الشيطانية النابعة من الينبوع الصفوي العفاشي الرافض لكل الأخلاق الفاضلة في عملية مدنسة ترتكز على تزييف الحقائق و قلب المفاهيم وخداع الناس وتوظيف السلاح توظيفاُ تخريبياً لا يستحي من أحد ولا من الضمير مما يدفع بالديناصورات الساسة لأن يزدادوا تضخماً في الجنون ووهماً بالخلود مع شيء من السادية النيروانية. ختاماً / في حقيقة الأمر أن تيار البيض الانفصالي في الجنوب وهو يواجه مخاطر المتغيرات الإقليمية والدولية على ديمومة اتكاءه وتكسبه المادي من إيران بحاجة إلى كل عناصر شدّ العصب الجهوي والمناطقي التي يكفل بقاءه ويحافظ على مرتزقته أمام ارتيابات جمّة غير منظورة تكتنف التحوّلات التاريخية الكبرى التي تشهدها المنطقة ، ولذلك فلا مناص أمامه سوى الإيغال في الخطاب العنصري لتكتيل الحلفاء من قوى وجماعات وشخصيات في معركة قد ينظر إليها بأنه حاسمة وشاملة وهي بالحقيقية أوهن بكثير من بيت العنكبوت.. فكفى وهم وخيال؟؟!!