تحضّر الحكومة اليمنية ووزارة المغتربين هذه الأيام لعقد المؤتمر العام الرابع للمغتربين والذي قيل أن ميزانيته تزيد عن 400 مليون ريال ، في الوقت الذي يرحّل فيه عشرات الآلاف من المغتربين اليمنيين من المملكة العربية السعودية ، وهم الذين يشكلون أكثر من نصف المغتربين اليمنيين حول العالم ، الأمر الذي يجعلنا نتسأل ما فائدة هذا المؤتمر وما الهدف منه ؟ أليس الهدف منه مجرد صرفيات وأكل وشرب وتبادل الصور والكروت والضحكات والكذب والدجل وإبرام الصفقات وزيارات للشخصيات والمسئولين ، وكلها على حساب المغترب اليمني في الوقت الذي يتجرع فيه المغتربون أشد أنواع العذاب و الإهانة . لك الله أيها المغترب اليمني نحن ارتضينا ذلك قدراً ,, ورفعنا رؤوسنا لتعانق السماء وأعلنا أننا نقبل أكل التراب خيراً لنا من المذلة لأحد أو الانحناء لغير مولانا .. ناشدنا الحكومة والدولة كثيراً لتنظر لأحوالنا فقالوا إنهم مشغولون بهمومهم ومشاكلهم الداخلية وإن اليمن فيها الكثير من الأزمات ، قدرنا الوضع الذي تعيشه اليمن ، وقدرنا حال المسئولين فيها , وقلنا إنهم مشغولون بأمور أهم من ملايين اليمنيين الذين سيتضررون من الحملة السعودية لترحيل العمالة ، ولكن للآسف تفاجئنا قبل أيام أن وزارة المغتربين وبمباركة من السيدين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ترتب لإقامة المؤتمر الرابع للمغتربين بتكلفة إجمالية قدرها 400 مليون ، فأي مؤتمر ولأي مغترب يقصد هذا الوزير الأجوف . المغتربون يرحّلون أفواجاً والوزير يخطط لإقامة مؤتمر للمغتربين ، فواعجباه أي مؤتمر يخططون له ، لا تستغربوا كثيراً إذا أخبرتكم أن ميزانية المؤتمر الكبيرة تم اعتمادها من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ، فيما يتجاهلون صيحات مليوني مغترب ويسمعون لكلام الوزير القهالي ، والله إنها قمة المهزلة ، فقد ناشدناهم أن يرسلوا باصات ومخيمات ومواد غذائية إلى منطقة حرض لغرض استقبال المرحلين وتوصيلهم إلى محافظاتهم فتجاهلوا كل مناشداتنا ، ولكن عندما طلب منهم الوزير المبجل ميزانية لإقامة مؤتمر وهمي للمغتربين اعتمدوا له 400 مليون ريال , سحقاً لكم ، هل هذه قيمتنا عندكم أيها السادة ؟ , كنا نظن أنكم ملائكة الرحمة فاتضح لنا العكس فأنتم ملائكة العذاب . سيدي الرئيس عبدربه منصور هادي قتلتنا بصمتك سابقاً ، وتقتلنا الآن ألف مرة بدعمك لوزير المغتربين ومؤتمرة الوهمي ، أي مؤتمر سيعقد بعد أن يصبح المغتربون جميعاً في اليمن ، أخبرونا بالله عليكم ، هل يوجد استخفاف بعقولنا أكثر من ذلك ؟ . نحن نحمل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء مسؤولية إقامة مؤتمر الوزير القهالي المزمع انعقاده في صنعاء , ونحملهم مسؤولية ما يتعرض له المغتربون ، وليعلم الجميع أن الصبر ينفذ ، وأن صيحات الأسود لا توقفها أفعال النعاج . * خليل السفياني - الرياض