يواجُه المتمردون الحوثيون باليمن، موجة من الغضب المحلي والدولي، بعد التأكد من صدق نشطاء حقوقيين محليين ودوليين، عن استخدام الحوثيين لمعارضيهم من المدنيين العزل كدروع بشرية، بتعمد حبسهم داخل مواقعهم العسكرية، التي تستهدفها قوات التحالف بقيادة المملكة، حتى تقتلهم الغارات الجوية. وبحسب صحيفة "جلف نيوز"، فإنّ الغارة الجوية التي شنتها المملكة في (21 مايو 2015) على بعض المباني الحكومية التابعة للحوثيين في مدينة ذمار الواقعة شمال اليمن، أسهمت في لفت نظر العالم إلى أن الحوثيين يتعمدون استخدام الصحفيين كدروع بشرية. وأفادت الصحيفة، أن الضربة الجوية التي شنتها المملكة على الحوثيين حينئذ، استهدفت مبنىً حكومي قام الحوثيون باحتجاز ثلاثة من الصحفيين العاملين في إحدى الصحف المحلية المعارضة لهم بداخله، ما تسبب في موت اثنين منهم، بينما نجا الثالث من الموت بأعجوبة. ونقلت الصحيفة عن الصحفي الناجي، من خلال مكالمة تليفونية أجرتها الصحيفة معه (الأربعاء 27 مايو 2015)، قوله: "لقد قام الحوثيون بالقبض علي أنا وزملائي الإثنين في (20 مايو 2015) أثناء قيامنا بتغطية مظاهرة شعبية مناهضة لهم بأحد القرى المجاورة". وحكى الصحفي التفاصيل المرعبة التي صاحبت هذا الاعتقال قائلًا: "لقد استوقفونا وقاموا بالقبض علينا دون توجيه أي اتهامات لنا.. وقاموا بعصب أعيننا طيلة فترة الاحتجاز داخل أحد المباني.. وعندما حاولنا الاستغاثة بالحراس وسألناهم لماذا تعمدوا احتجازنا داخل هذا المبنى المستهدف من جانب طائرات المملكة لم نتلق أي إجابة". وبحسب ما قاله الصحفي، فلم يمض أكثر من 24 ساعة على اعتقالهم في هذا المبنى المجهول، حتى بدؤوا يسمعوا دويّ انفجار الصواريخ التي بدأت تدكّ المباني المجاورة لهم، وقال: "لقد أسرعنا حينئذ للباب، وأخذنا ننادي على الحراس ونتوسل لأي شخص موجود بالخارج، أن يساعدنا على الخروج، ولكن المبنى كان خاليًا تمامًا، ولم نسمع سوى صرخات بعض المحتجزين الآخرين المحبوسين في غرف مجاورة لنا". وأكد الصحفي الناجي أنه نجا من الموت بمحض الصدفة، إذ إنه انتقل للجانب الآخر من الغرفة التي كان محتجزًا بداخلها هو وزميليه لإحضار شيء من هناك، وعندها دوّى انفجار هائل بالمكان.. بعدها تمكن الأهالي من إخراج الصحفي الناجي من تحت الأنقاض، أمّا زميلاه المتوفيان، فلم تتمكن فرق الإنقاذ من استخراج جثتيهما إلا بعد 6 أيام. وأفادت الصحيفة، أن الصحفي الناجي طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من أن يعاود الحوثيون القبض عليه، كما أنه هرب من المستشفى التي كان يعالج بداخلها، وفضّل الاختباء في مكان مجهول داخل ذمار، خوفًا من أن يحاول الحوثيون النيل منه. المصدر: صحيفة عاجل