أشبال المسيرة وملزمة خطر دخول أمريكا إلى اليمن، وملزمة حسين بدر الدين الحوثي القران الناطق، وغيرها من الكتب التي حفظها الطفل عزام عن ظهر قلب خلال 3 أشهر قضاها الطفل مع رفاقه الأطفال ال(8) في معسكر تدريبي بمديرية بني حشيش شمال العاصمة صنعاء. عزام ذو 13 عاماً من عمره فقط، يقول بلكنته البدوية إنه و8 أطفال آخرين بقوا برفقة قائدهم الملقب "أبو مساعد" والذي يعمل مشرفاً حوثياً في منطقة حريب نهم، التابعة لمحافظة صنعاء والذي ينحدر منها عزام، الذي تحدث: "لقد بقينا في المعسكر 3 أشهر قبل ما نسير إلى الجبهة, كنا في المعسكر ما نخرج من الغرف إلا وقت الطعام ووقت الصلاة ووقت تسميع اللي نحفظهم من الكتب والملازم". يقول عزام الملقب "أبو تراب": إن المشرف أبو مساعد أخذه من منزله، ويضيف بلسانه: "يشتوني أروح معهم بالغصب واتهموا أبي بأنه من الطابور الخامس وداعشي وحبسوه في الدكان يومين, وفكوه بعد ما وافق أبي أروح معهم، ورحت معهم وركبت على بودي الطقم". ويحكي عزام درهم عز الدين -وهو ال11 من ترتيب أخواته العشر (كلهن إناث)- قصته قائلا: إن المشرفين الحوثيين" كانوا بعد كل صلاة فجر يدربونا على السلاح في معسكر في بني حشيش، كنت مع أصحابي: علي, ونصرالله, ثم هربوا وبقيت أنا و ثلاثة آخرين كلهم من بني حشيش، كانوا (المشرفين) يخلو كل واحد منا بغرفة وحده يرقد, وكنت أحيانا أسمعهم يصيحوا (يصرخوا) في الليل، لا أدري لماذا!!". تعذيب وسجن يقول عزام، إنه بعد نقله ورفاقه إلى جبهة القتال في حريب نهم، تعرض للتعذيب والحبس في الحمام لمدة 3 أيام من قبل أبو مساعد المشرف الحوثي، ويوضح عزام ذلك بقوله: " كنت ظمآن في الليل سرت فتحت الترمس(دبه الماء) وشفت داخله حبوب بيض ورويت أصحابي في الجبهة وبعضهم هربوا وصاحوا، والمشرف أبو مساعد دخل للدشمة (غرفة يستريح فيها الجنود) وعرف إني علمتهم أنا ثم حبسني في الحمام، وكان يعاقبني ويحط المسند فوق رأسي ويدكي على راسي والمسند". عمل عزام بتوجيه المشرف الحوثي في الإمداد لنقل الذخائر والطعام والماء إلى "المجاهدين" في المواقع العسكرية المتقدمة. الإدمان قال الطفل عزام (مغمضا عينيه ببطء): إن المشرفين الحوثيين في الجبهة "كانوا يعطوني (حبوب بيض صغار) وكنت أنا أضبح وأشتي أروح بيتنا، ولما عرفوا إني أضبح أعطوني (حبوب صفر صغار) أيضا، وبعدين اتعودت، وكنت لما أضبح أشرب حبة وارتاح ونسيت أهلي، كنت أفكر فقط بالحبوب ولما يقطعوا عليا الحبوب كنت أضبح وأسير للنقطة حق الجبهة ويدولي حبة وأشربها وارتاح، وكنت أجلس لوحدي ولو أجلس مع أحد كنت أضيق كثيراً". في مركز تأهيل الأطفال تلقى عزام دورة إعادة تأهيل الأطفال المجندين في محافظة مأرب لمدة شهر؛ لإعادة تأهيله نفسياً واجتماعياً؛ حيث قال الدكتور مهيوب المخلافي -الأخصائي النفسي في مركز تأهيل الأطفال-: إن عزام حين وصل المركز كان يعاني من حالة نفسية حرجة، وكذا يعاني من فقر دم وتوتر عصبي كبير وشرود ذهني وعزلة نفسية، وإن عزام كان يحمل عدوانية تجاه الآخرين . وأضاف المخلافي: إن عزام خضع لجلسات تفريغ نفسي؛ حتى عاد الطفل إلى حالته الطبيعية السوية، ولكن بعد جهود كبيرة بذلها الأخصائيون في المركز التأهيلي . وأوضح الدكتور مهيوب، أن عزام كان مدمن حبوب، وصفها بغير المعروفة لديه وربما تكون صنعت خصيصا للمقاتلين في صفوف الحوثي -حد وصفه، مؤكدا أنه كان مدمناً بشكل كبير . وقال مهيوب: إنه عالج إدمان عزام بالسماح له بشرب نصف حبة دخان كل يوم، رغم أن الدخان محضور داخل المركز، وهذا كان مفيداً لعزام في بداية الدورة؛ حتى يتمكن الطفل من الاقلاع ونسيان إدمانه على الحبوب -حد وصفه . سر وقد حكى عزام في أذني سراً لكنني سأتناوله معكم لأهميته حين قال: إنه عندما هرب من جبهة القتال إلى منزله في نهم والقريب من الجبهة التي كان يعمل فيها إمداداً، وهرب به والده العجوز مع مهرب إلى مأرب وقال مخفضاً صوته: "لما وصلت مأرب سرت دورت في الصيدليات حبوب مثل اللي كنت أتناولها في الجبهة، وما حصلت، وكنت أضبح وهربت من مركز التأهيل مرتين عبر النافذة الخلفية -قبل أن يتم قبولي- إلى المجمع للبحث ولم أجد تلك الحبوب، ورجعت وقدنا ماشي دعاني صاحب صيدلية وأخذني إلى خلف السوق وجاب لي 6 حبوب بستة ألف ريال، والآن في المركز بطلت تماماً، لكن عادنا ما زلت أضبح كثيراً وأفكر، لكن لم أعد أتناول الحبوب". جندي بصفوف الجيش الوطني قال عزام: إنه منقطع عن الدراسة منذ بداية الحرب، وإنه لم يستطيع مواصلتها منذ أن كان في الصف الثالث الابتدائي الذي توقف عنده قبل 4 أعوام، والآن هو جندي في صفوف الجيش الوطني، وهو ما أكده ابن عمه أحمد، الذي سجل عزام جندياً في كشوفات الجيش الوطني لاستلام راتب لإعالة أسرته (حد قول أحمد) الذي يسكن عزام معه في مخيم الخانق للنازحين من محافظة صنعاء غرب مأرب. وكان قيادي في جماعة الحوثي اعترف بتجنيد 18 ألف طفل للقتال في صفوفهم منذ العام 2014م، اقنعتهم الجماعة بالقتال في صفوفها بعد أخذهم من مزارعهم ومدارسهم وقراهم، حسب وكالة الاسوشييتد برس .