قال محافظ تعز/ نبيل شمسان، السبت، إن تعاطي السلطة المحلية في المحافظة بإيجابية مع أي خطوة جادة من قبل جماعة الحوثي الانقلابية لفتح منافذ المدينة المغلقة من قبلهم منذ خمسة أعوام. جاء ذلك في تدوينه للمحافظة شمسان على صفحته في "تويتر" أكد فيها، انه " متى ما أعلن الحوثيون بشكل رسمي وقاموا بفتح المعابر من قبلهم فإن المعابر من جانبنا ستكون جاهزة لأننا لسنا من يغلق المعابر وقد وجهنا قيادة المحور بذلك.". وكان علي القرشي- القيادي في جماعة الحوثيين المدعومة من إيران- أطلقت، يوم الأربعاء، مبادرة بخصوص فتح الطرقات في تعز. وفي وقت سابق أكدت مصادر إعلامية يمنية، أن رجل الأعمال ومحافظ تعز الأسبق "شوقي أحمد هائل" ومعه وجاهات اجتماعية من محافظتي إبوتعز، يقودون وساطات لدى جماعة الحوثي الانقلابية، وممثلي الحكومة الشرعية في تعز لفك الحصار مبدئياً من خلال فتح بعض الطرقات للتخفيف من معاناة الناس. الخطوة الحوثية في محافظة تعز قوبل بترحيب حكومي وشعبي، فقد رحب النائب البرلماني، ورئيس لجنة المفاوضات بشأن فتح الطرقات/ عبدالكريم شيبان، بمبادرة جماعة الحوثيين، بخصوص "فتح منفذ غرب مدينة تعز المحاصرة منذ خمسة أعوام" متمنياً أن تصدق الجماعة في تنفيذ مبادرتها. وقال شيبان، في بلاغ صحفي، الخميس إن وزير الأشغال في حكومة الإنقاذ التي شكلتها الجماعة الحوثية في صنعاء، تواصل معه وأبلغه وجود توجيهات عليا من الجماعة لفتح الطرقات في مدينة تعز خلال الأيام المقبلة. وأكد شيبان أنهم قاموا بإرسال مسودة الاتفاق إلى جماعة الحوثيين الانقلابية، عبر "غالب مطلق" المكلف بفتح الطرقات، موضح فيها الطرق التي حددتها لجنة المفاوضات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكي يتم فتحها، ومن بينها " إزالة الألغام من الطرفين، وتأمين المنافذ من قبل (الشرعية) ووقف إطلاق النار من الطريق المفتوح من أجل سلامة العابرين والمسافرين". *خطوة أحادية في خضم هذه التطورات أعلنت قيادات عسكرية في مدينة تعز، اليوم السبت، فتح الطريق من المنفذ الغربي لمدينة تعز. مشيرة إلى أنها بانتظار فتح المنفذ من الجهة التي يسيطر عليها الحوثيون. وكانت السلطة المحلية في محافظة تعز، ولجنة التفاوض الحكومية، وصلت إلى منطقة حوض الأشراف، وأعلنت أن طريق عقبة منيف حوض الأشراف من جانبها داخل المدينة مفتوح، وأنها تنتظر فتحه من جانب الحوثيين. من ناحيته رحّب المتحدث باسم محور تعز، عبدالباسط البحر، بتسهيل مرور المواطنين من المنافذ التي ظلت مغلقة لسنوات، وتسببت في معاناة الآلاف. وأشار إلى أن المنافذ مفتوحة ومؤمنة من جانبهم من طرف واحد بهدف إثبات حسن النوايا، وبانتظار الحوثيين لإزالة الألغام وإبعاد الحواجز والقناصين. وعلى صعيد متصل قال مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة تعز "نجيب قحطان"، أن عناصر جماعة الحوثي الانقلابية أطلقت النار على لجنة التفاوض الحكومية، في المنفذ الشرقي لمدينة تعز. وبحسب قحطان، فإن اللجنة تعرضت لمحاولة قنص أسفل عقبة منيف في حوض الأشراف من قبل المتمردين الحوثيين ". وأضاف " تقدمنا إلى أسفل عقبة منيف في حوض الإشراف، لمحاولة العبور نحو فرزة صنعاء، لكن فوجئنا بإطلاق أعيرة نارية من قبل الحوثيين في محاولة قنصنا ومنعنا من الوصول إلى فرزة صنعاء". *استغراب حكومي وعقب حادثة إطلاق النار من قبل المتمردين الحوثيين على لجنة التفاوض الحكومية في المنفذ الشرقي لمدينة تعز، استغرب وكيل محافظة تعز "عارف جامل" من طريقة قيادات السلطتين المحلية والعسكرية في إعلان فتح منفذي شرق وغرب مدينة تعز قبل الاتفاق النهائي مع الطرف الآخر. وأضاف جامل على صفحته في موقع فيسبوك" ما هكذا تفتح المعابر كان يكفي أن تجتمع اللجنة الأمنية، وتصدر بياناً بأننا لا نمانع من فتح أي معبر من قبل الحوثي أما أن يهرول القادة إلى المنافذ وكأننا نستجدي هذه العصابة فهذا لا يليق بتعز ورجالها." وأردف قائلاً: "يكفي أن يعرف العالم كله أننا مع تخفيف معاناة الناس ومع فتح كل المعابر ولكن لن نستجدي أحداً فإذا لم تفتح المعابر اليوم ستفتح غدا بسواعد الأبطال بالجيش الوطني". يشار إلى أن بعض قيادات السلطتين المحلية والعسكرية قامت، صباح أمس السبت، بفتح منفذي حوض الأشراف جولة القصر الحوبان شرقي المدينة والمطار القديم مفرق شرعب الرونة غربي المدينة من طرف واحد بهدف إثبات حسن نواياهم وسد ذرائع جماعة الحوثي الذين يهتمون الشرعية برفض فتح المنافذ. *تشكيك في النوايا من جانبها قالت قيادة محور تعز، السبت، إن "إعلان الحوثيين عن نيتهم فك الحصار عن تعز، مجرد تسريبات للاستهلاك الإعلامي بغية تحقيق مكاسب سياسية". جاء ذلك، في تصريح لنائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العقيد/ عبدالباسط البحر، نقلته صحيفة "الشرق الأوسط". وأوضح البحر أن مزاعم الحوثيين بمناقشة فك الحصار عن تعز فهو تأكيد واعتراف رسمي منهم بجريمتهم ضد الإنسانية وبعقابهم الجماعي للمواطنين". واعتبر المسؤول اليمني حصار المدينة "جريمة حرب مكتملة الأركان يجب محاكمتهم (الحوثيين) عليها لا شكرهم، وكما هي عادتهم وأسلوبهم أن يحولوا جرائمهم إلى منح يشكرون عليها" وتابع "نحن نرحب ونسهل بكل ما من شأنه تسهيل مرور المواطنين، أما من جانب الشرعية والجيش الوطني فالمعابر مفتوحة ومؤمنة تماماً". وقال البحر إن المناقذ الخاضعة لسيطرة الحوثيين مزروعة بالألغام والقناصات والحواجز الترابية والخرسانية والعسكرية. وأوضح أن ما "يجري الحديث الآن عن إحياء تلك الاتفاقات من قبل الحوثيين بشروط يضعونها، في الوقت الذي نرحب فيه بأي حلحلة لهذا الموضوع الإنساني إلا أننا من تجاربنا السابقة مع هذه الميليشيات لا نتوقع حدوث تقدم فيه أبداً". إلى ذلك وصف تقرير أممي ونهاية الشهر الفائت استمرار حصار جماعة الحوثي لمدينة تعز ب" جريمة حرب". وأكد التقرير أن الحصار أثر بشكل كبير على تعز، وتسبب بانعدام السلع الغذائية والمياه وبندرة الأدوية وانعدام الخدمات الصحية وتراجع التعليم وغيرها من أشكال الحياة. وما تزال جماعة الحوثي الانقلابية تحكم قبضتها على أجزاء من محافظة تعز خاصة مداخل المدينة الرئيسية، فيما تحكم قوات الجيش الوطني سيطرتها على مركز محافظة تعز وبقية المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. وكان نشطاء دشنوا منذ مطلع أكتوبر الجاري حملة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة تعز، لدواعي إنسانية بحتة.