عصام بلغيث: هددونا بالقتل وشتمونا بأقذر الكلمات السوقية وعذبونا أشد التعذيب الجسدي حسن عناب: سأروي لكم قصة القلم مع يحيى سريع الذي حول ظهري الى كتلة دموية داكنة هشام طرموم: الحوثيون مارسوا معنا التعذيب النفسي من الوهلة الأولى واعتبرونا عناصر خطرة وعاملتنا ببشاعة هشام اليوسفي :1955 لاقينا فيها الألم والمعاناة والبؤس والمرض في سجون لا توفر أدنى معايير الإنسانية هيثم الشهاب: عناصر الحوثي كانت تعمد تعذيبنا أثناء زيارة أهالينا ليتسببوا بالأذى النفسي لنا ولأسرنا اخبار اليوم /أحمد حوذان بعد شهر ونصف من استنشاقهم لعبق الحرية وبعد خمسة أعوام مضت وهم يقبعون داخل السجون وفي زنازين مظلمة ومعتمة وتعذيب وحشي وقاتل. يسرد الصحفيون قصص المعاناة والتعذيب الجسدي والنفسي أثناء فترة السجن حسن عناب وزملائه في مؤتمر صحفي عقدته نقابة الصحفيين ومنظمة صدى يوم الخميس بمحافظة مأرب. فضح الصحفيون من خلال حديثهم وكشفوا عن الغطاء والمستور الذي يتعرض له المختطفون داخل اقبية سجون الحوثي. وكشف الصحفيون الخمسة المفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي «عصام بلغيث وهشام اليوسفي وهيثم الشهاب وهشام طرموم وحسن عناب» ملامح بسيطة من المعاملات القاسية والضرب والصفع والسب على مدى خمسة أعوام ونصف وهم يتجرعون مرارة الألم الجسدي والنفسي في سجون الحوثي متنقلين بين أكثر من 27زنزانة. نبذة وغيض من فيض في اقبية السجون بداية تحدث الصحفي عصام بلغيث في روايته سرد بعض ما تعرض له مع زملائه منذ ما قبل الاختطاف، موضحاً أن مرحلة ما قبل الاختطاف كانت قاسية للغاية مع موجة القمع والاختطافات والهجمة الواسعة التي شنتها مليشيات الحوثي بحق الصحافة والصحفيين عقب الانقلاب. وضاف بلغيث شعورنا بالمسؤولية كصحفيين ونحن نرى المليشيات الحوثية تجرف الحياة العامة وتفرغ العاصمة من الإعلام لتمارس القمع والاعتقالات دون دراية من العالم، ما جعلنا أمام مسؤولية ايصال ما يجري للعالم ونقل الوضع الإنساني. وأوضح بلغيث أنه تواجد مع زملائه لتغطية الوضع الإنساني بصنعاء وقرروا العمل من أحد فنادق صنعاء، وكان ذلك بعد 19 يوماً فقط من مقتل الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري في حادثة هران الشهيرة بعد إن جعلتهم المليشيات الحوثية دروعا بشرية لغارات الطيران وهو تعبير عن نقمة الجماعة ضد الصحفيين الذين تعتبرهم العدو الأول والأخطر. بداية الاعتقال ومداهمة الفندق يقول بلغيث فجأة داهمت عصابات الحوثي الفندق بجميع أنواع الأسلحة والمدرعات وحولت الخارج الى ثكنة في مشهد اعتقد الشهود العيان والذين يمرون بالفندق أنهم يقبضون على عصابة خطيرة وليس صحفيين لا يحملون سوى أقلامهم، ووجهوا أسلحتهم على رؤوس الصحفيين ومنعوهم من إصدار أي صوت قبل أن يقتادوهم بوحشية الى المعتقل مع صراخ باتهامات وشتائم بذيئة يتحاشى المرء ذكرها لبذائتها. 1955 و 247 يوميات كلها عذابات لا تحتملها الحيوانات والبهائم اما الصحفي هشام اليوسفي يقول إن فترة بقاءه مع زملائه في السجون الحوثية كانت 1955 يوماً، كان كل يوم بمقدار عام من الألم والمعاناة والبؤس والمرض في سجون لا توفر أدنى معايير الإنسانية. زنازين مظلمة وتعذيب وحشي واضاف اليوسفي لاقينا في السجون التي جرى نقلهم اليها خلال فترة الاختطاف الممتدة لأكثر من خمس سنوات، حيث نقلتهم المليشيات الحوثية في بداية الأمر الى قسم الحصبة وجرى توزيعهم الى مجموعتين، ولاحقاً أودعت المليشيات كلاً منهم في زنازين مظلمة وبمساحة 2*3 متر يجمع فيها 11 شخص ودورة المياه جزء من الزنزانة نفسها بوضع مزرٍ للغاية وغير آدمي، ولا يوجد منفذ للهواء. لاحقاً يقول اليوسفي إن المليشيات أقرت نقله وزملائه الى سجن البحث الجنائي، وفي 13من يوليو2016م جرى نقلهم الى سجن احتياطي الثورة، ثم توزيعهم على زنازين انفرادية هي الأحرى مزرية وغير إنسانية وتم قطع التواصل بينهم، وهناك قضى الصحفيون المختطفون 247 يوماً كلها عذابات لا تحتملها الحيوانات والبهائم. فلترنا الماء الوسخ بالقماش لننهي العطش والمعاناة وتحدث اليوسفي انهم استخدموا قطع القماش للأناء المتأكسد والمتسخ كي يشربون وهم بتلك الزنازين التي لا رحمات تصلهم اليها سوى الجلادين الملغثمين. وعن الأكل فليس أحسن حالاً يقول «إننا كنا نفضل الجوع على أن نأكل ذلك الطعام السيء». وأشار الى أن المليشيات نقلتهم في وقت لاحق الى سجن احتياطي هبرة الذي قضوا فيه 69 يوماً، وبسبب الأضراب عن الطعام قررت المليشيات معاقبتهم بنقلهم الى سجن الأمن السياسي الأكثر بشاعة من سابقيه، وهو السجن الذي قضوا فيه المدة الأطول والتي تمتد ل 1592 يوماً. وأوضح إن اجمالي الزنازين التي تنقلوا فيها 27 زنزانة أصغرها بمساحة 1*2 متر، بالإضافة الى البدرومات الوحشية المظلمة. أمراض متنوعة والدكتور بيطري من جانبه شرح هيثم الشهاب التعذيب البشع وضروب المعاملة القاسية التي انعكست على الحالة الصحية له وزملائه حيث أصيبوا بالعديد من الأمراض في سجونهم ومنعت عنهم مليشيات الحوثي العلاج وإدخال الدوية والأطعمة والزيارة. وأضاف كنا نطلبهم علاج للرأس يعطونا حبوب المعدة ويتعمدوا ذلك والدكتور بيطري. وأكد الشهاب تعرضهم لأمراض الملاريا وضعف النظر والقولون والتهابات المعدة والأمعاء والتقرحات الجلدية وهشاشة العظام بسبب منعهم من التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة والربو بسبب نقص كمية الأكسيجين في الزنازين الانفرادية، بالإضافة الى الأضرار النفسية البالغة التي لحقت بهم جراء هذه المعاملة والتعذيب المروع. وخلال شهر رمضان، أكد الصحفي الشهاب إصابة الصحفيين المختطفين بوباء كورونا الذي تفشى في سجون مليشيات الحوثي، وأوضح إن الجماعة مارست بحقهم الإهمال المتعمد رغم شكاواهم المستمرة من الأعراض المطابقة لأعراض الوباء. ومن أساليب التعذيب التي تطرق اليها هيثم الشهاب، إن عناصر المليشيات الحوثية كانت تعمد لتعذيب المختطف أثناء زيارة أسرته له في المعتقل ليتسببوا بالأذى النفسي للمختطف وعائلته. تعذيب نفسي ممنهج الصحفي هشام طرموم هو الآخر تعرض لأبرز أساليب التعذيب النفسي الممنهج الذي اتبعته المليشيات بحق الصحفيين المختطفين، وأوضح إن الجماعة مارست منذ اللحظات الأولى لاقتحام الفندق واختطافهم الضغط النفسي بصورة ممنهجة. هشام طرموم الحوثيون مارسوا معنا التعذيب النفسي من الوهلة الأولى واعتبرتنا عناصر خطيرة وعاملتنا ببشاعة. وقال إن العذاب النفسي جعلنا نموت في اليوم الواحد أكثر من مرة، مشيراً الى أن قيادات في العصابة الحوثية نفذت زيارات لهم وأعطتهم وعود بالإفراج عنهم دون تنفيذها ضمن حملة الضغط النفسي عليهم. وأشار الى أن المليشيات الحوثية اعتبرتهم عدوها الأخطر وعاملتهم ببشاعة منقطعة النظير بسبب عملهم الصحفي. عناب يروي قصة القلم ووقاحة سريع شاوش السجن لم يكن يعلم الصحفي حسن عناب ان جانبا وانبوبا صغيرا من القلم ستحول جسمه الى بقع داكنة في قصة مؤثرة يظنها القارئ من وحي الخيال لكنها حقيقة عاشها الصحفي عناب وهو يسردها أمام وسائل الإعلام ويؤكد شهود عيان من السجانون كانوا يرحمون لحالتي وبأتون لي ويقولون ما رأيك نقول ليحيى سريع نحن أعطيناه ولكني رفضت ذلك. لا رحمة ولا إنسانية تعرض حسن عناب الضرب بالهراوات من أعلى الراس الى أخمس القدم، الذي نفذه يحيى سريع بنفسه، استمر من الساعة 9 والنصف مساء حتى 3 ونصف فجراً، و»تحول ظهري الى كتلة دموية داكنة تشبه لون الكبد، واستمرت آثار الدم الداكن والتعذيب على جسدي لمدة 25 يوماً لبشاعة التعذيب». واختتم حسن قصته بوفاة والدته وانهار باكيا كان يشرح وقع خبر وفاة والدته وهو في المعتقل والتي كانت بأمس الحاجة اليه وكافحت طويلا من أجل إطلاق سراحه. غيض من فيض وفي تعقيب أخير ذكر الصحفي عصام بلغيث إن ما جرى استعراضه في جلسة الاستماع ليس إلا غيضاً من فيض مما جرى له وزملائه، مؤكداً «لا نستطيع نفسياً أن نستعرض كل ما حصل لنا. ووعد بلغيث بالمزيد من الجلسات لاستعراض تفاصيل أكثر عن وقائع ما جرى للصحفيين في سجون مليشيات الحوثي، حيث لا يمكن إجمال كل شيء في جلسة، مطالباً المنظمات الدولية واتحادات الصحافة عبر العالم والمجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط للإفراج على بقية الصحفيين المختطفين الذين يواجه أربعة منهم أحكاما بالإعدام بعد محاكمة هزلية على خلفية عملهم الصحفي.