• الجيش تعرض لعملية استقطاب الى الحد الجنوبي في عملية ممنهجة لإفراغ الجبهات • يجب على الحكومة تحمل مسؤوليتها في دعم الجيش ورفده بالسلاح الثقيل والمتطور أكد رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم»، سيف الحاضري، في حديث خاص ل»عربي21»: تقدم الحوثيين نسبي في أطراف مأرب . وأضاف في تصريح خاص ل»عربي21»: الجيش الوطني ممنوع عنه «المعدات الثقيلة والسلاح المتطور»، مؤكدا أن ثمة حصارا مفروضا على قوات الجيش من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، على «التسليح وتزويده بالذخائر المطلوبة»، وهذا يعد الجزء الأكبر من أسباب ذلك التراجع . فضلا عن ذلك، انقطاع المرتبات والإمكانيات المالية الأخرى، بالإضافة إلى أن التحالف هو مسؤول عن تسليح الجيش اليمني وكل ما يخص الجانب اللوجستي . وأشار الحاضري إلى أن التحالف لا يقوم بواجبه، ولا يلبي كل الطلبات والإمكانيات لقوات الجيش لمواجهة الحوثي، وهو ما أثر على فعالية الجيش وقدراتها . وبحسب رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم»، فإن الجيش اليمني تعرض لعملية استقطاب إلى مناطق الحد الجنوبي من المملكة، في عملية ممنهجة لإفراغ الجبهات والوحدات العسكرية من أهم المقاتلين المنتسبين، نظرا للإغراءات غير العادية المعروضة في ظل انقطاع المرتبات على قوات الجيش في الداخل اليمني . وأوضح المتحدث ذاته أن هناك رغبة لدى التحالف في سير الأمور بهذه الشكل على الواقع، وأن يحصل هناك تقدم للحوثيين، تزامنا مع تحركات سياسية وتفاهمات تحت الطاولة يدفع الجيش والشرعية ثمنها . وأكد أن ما يعيق الجيش الوطني في حسم المعركة، وقلب الموازين على الأرض، هو «عدم توفر الإمكانيات العسكرية التي تعينه على ذلك؛ سواء المعدات الثقيلة من دبابات وأسلحة متطورة أخرى من «صواريخ حرارية وطائرات مسيرة والمدرعات»، لافتا إلى أن هذه كلها لا تتوفر لدى الجيش إلا ما كان لديها في السابق، وصادرها خلال معاركه مع الحوثيين . وأوضح الصحفي الحاضري أن قدرات الجيش ماتزال محدودة، ومع ذلك يقدم بطولات، ويواجه الحوثي بكل استبسال الذين يتملكون كل أصناف السلاح، بدءا ب»الكلاشنكوف، وانتهاء بالصواريخ الباليستية ». واستطرد قائلا: خلال المعارك، يزج الحوثيون بكثير من هذه المعدات والآليات، يقابله استبسال من قبل قوات الجيش بإمكانياته المحدودة . ودعا إلى تزويد قوات الجيش بالمعدات والذخائر على وجه السرعة؛ حتى يتمكن من قلب المعادلة، مشددا على أن صمود الجيش بإمكانياته المتوفرة عمل جبار ولا يستهان . ووافق الحاضري، فإنه ليس هناك تغيرا في استراتيجية الجيش لكي يتحول من الدفاع إلى الهجوم.. فهناك عوامل كثيرة فرضت عليه ببقاء الوضع كما هو عليه . وأردف: «الجيش منع من مواصلة تقدمه نحو صنعاء منذ ثلاث سنوات، في وقت تعرض لنوع من الغربلة السلبية التي اتخذها التحالف، وقطع المرتبات عن أفراده التي لا تزال تمثل مشكلة كبرى .. واعتبر أنه إذا ما توفرت الأسلحة المطلوبة والذخيرة للقوات الحكومية، فالوضع سيكون متغيرا على الواقع، مبينا في الوقت ذاته أنه ربما هناك توجه لإيجاد بدائل بعيدا عن التحالف وكسر الحصار الذي يفرضه على قوات الجيش باحتكاره الدعم اللوجستي لها، سواء كانت أسلحة أم مواد تموينية غذائية . وأتهم الصحفي اليمني التحالف بعدم القيام بمهامه وتعهداته التي قطعها ضمن اتفاق بينه والحكومة الشرعية على «تقديم كافة أنواع الأسلحة من المتوسطة إلى الثقيلة ». واستدرك قائلا: ما قدمه التحالف للجيش، سواء أسلحة عادية مثل «العيارات المتوسطة وبعض الأسلحة الخفيفة والذخائر الخاصة بهذه الأسلحة ». وقال: حتى في مسألة مشاركته في العمليات العسكرية، لا تتجاوز الضرب بالمدفعية المتوفرة الخاصة بالتحالف ذاته، وضربات الطيران التي لم تكن مشاركة بالشكل المطلوب بشكل عام في المعارك التي جرت منذ بداية العام الجاري . وكشف عن أهداف السعودية من وراء تحكمها بقرار وقدرات الجيش، حيث قال: لم يعد هناك شك، أن السعودية انجرت وراء دولة الإمارات في مخطط إضعاف الشرعية وجيشها، لصالح توسع المليشيات المسلحة، سواء في الجنوب أو في الشمال . وانتقد عدم تحمل الحكومة مسؤوليتها في أن تكون المصدر الأساسي لتلبية طلبات قواتها، وتوفير الأسلحة والمعدات، وكل أنواع الدعم اللوجستي، بدلا من رهن ذلك للتحالف، الذي يتحكم بقرار العمليات العسكرية وتسليح الجيش، وتحديد أماكن نشوب المعارك وإيقافها»، والذي أدى في النهاية إلى توقف الجيش في أبواب صنعاء، قبل أن يتراجع خلال الأشهر الماضية .