يخوض الشعب اليمني أقدس معركة في تاريخه وهو يواجه جماعة كهنوتية ظلامية رجعية لا تؤمن إلا بنفسها ولا ترى الحق مختزلاً إلا فيها ومن ينتمي لها، ولهذا كان من المسلّمات أن يتصدر لقيادة هذه المعركة خيرة وصفوة وأنبل رجال اليمن الأحرار الذين تجردوا من كل المغريات وأخلصوا في البذل والتضحية من أجل تحقيق النصر في هذه المعركة المقدسة . وفي معركة عظيمة وتاريخية كهذه، لا يبلغ فيها ذروة سنام المجد إلا من عاش مخلصاً لله وقضى سنوات عمره في خدمة وطنه ودينه ومجتمعه ومكافحاً لكل أشكال الظُلم والغطرسة والاستبداد لأجل إحقاق العدل والمساواة والحرية وحفظ حقوق الآخرين، وهو ما تحقق في شخصية وقامة وطنية عملاقة كالشهيد الشيخ ربيش علي وهبان العليي - رحمة الله تغشاه - .
لقد عرفنا الشيخ ربيش في كل فترات حياته في مقدمة وطلائع الصفوف في السلم والحرب، لا يتردد لحظة واحدة عن تلبية نداء الوطن، منذ أن كان شاباً وحتى نال شرف الشهادة مقدماً مهاباً في ساحات الوغى، وهو في نهاية الخمسينيات من عمره يقارع فلول الكهنوت الظلامي ويدافع عن الجمهورية ومكتسباتها الوطنية . عرفت الشيخ ربيش ورافقته وزاملته في ميادين النضال السلمي في ثورة الشباب الشعبية السلمية عام 2011 وهو يتصدر المواقف مع إخوانه الشباب مطالبا بالتغيير السلمي ثائراً ضد الظلم والطغيان والاستبداد والدكتاتورية والجبروت مضحيا بمصالحه وامتيازاته التي كانت تمنح له من نظام صالح في ذلك الوقت لأجل وطنه وأمته تعلق بالوطنية وخلع ستار واثواب المصالح رحمه الله وكان يتزعم الخروج والمسيرات السلمية مع شباب التغير وهو شيخ من كبار مشائخ اليمن المعروفين أباً عن جد لم يثنيه ذلك من الخروج مع إخوانه الشباب ضد النظام الذي خرج على مبادئ وأهداف ثورة 26 من سبتمبر و 14 أكتوبر عرفت الشيخ ربيش أثناء النزوح الى المملكة العربية السعودية والعودة الى مأرب وهو يسعى في خدمة النازحين وتذليل الصعوبات التي تواجههم او تعترضهم مقدما مصالحهم على مصلحته ومصلحة أسرته التي رافقته في النزوح رحمه الله. عرفته في ميادين النزال والكفاح المسلح ضد الباغي الحوثي وميليشياته وأنصاره ومؤيدييه الخارجين على الملة والدين والأعراف والتقاليد الحميدة الخارجين على الوطن والوطنية والوحدة الخارجين على كل المذاهب السنية بما فيها المذهب الزيدي المعتدل وليس الجعفري والإثني عشري المستوردة لليمن علي مذهب الحوثي الرافضي هذه الجماعة المأزومة المارقة التي ظهرت على اكتاف ثورة الشباب السلمية مدعومة من النظام السابق وفلوله لسحب البساط من تحت أقدام شباب التغيير الصادقين في التغيير ونبرأ كالليث المغوار في ميادين الكفاح المسلح حين دعت الحاجة والضرورة الى ذلك عندما أرادت هذه الجماعة قبل الطاولة والعودة الى نظام الإمامة المدثر بلباس ملالي إيران وشيعة قم الاثني عشرية وقدم أغلى ما يملكه الإنسان حياته وروحه الطاهرة رحمه الله حيث قدّم الشهيد للوطن جّل سنوات عمره ولم يكن يتردد لحظة واحدة في الحضور والقيام بالواجب والوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها وأجهزتها العسكرية والأمنية، ولم تكن تضحيته لأجل الوطن بدافع التظاهر والتفاخر، حيث كان يؤكد دائما وهو في ميادين البطولة أن لا نريد المكاسب ولا المناصب وإنما نريد ان نكون خدّام لهذا الوطن .
وقد كان واحداً من أبرز الشخصيات الاجتماعية المعروفة على مستوى الجمهورية محباً للخير والصلح في مجتمعه ووطنه مسنداً لقيم الخير والصلاح، كما كان برلمانياً وطنياً وسياسياً محنكاً لا يهادن في قضايا الوطن المصيرية .
كما كانت قوة وعمق الشخصية القيادية للشهيد نابعه من عمق افكاره وأصالته، وما يؤمن به من مبادئ ومعتقدات وطنية، وهو ما جعله يترك كل مظاهر الثراء والراحة التي كان ينعم بها ويلتحق بميدان الرجولة والبطولة حاملاً سلاحه متقدماً الصفوف للدفاع عن كرامة وحرية اليمنيين من المشروع الظلامي الحوثي المدعوم من ملالي إيران .
إن الشيخ ربيش- رحمة الله تغشاه - كان صاحب رأي ثاقب وسديد وفراسة في المواقف والرؤى، كريماً في البذل والعطاء، وكانت لديه همة عالية في تحقيق الاهداف التي عمل وضحّى من أجلها .
المجد والخلود للشهداء الشفاء والعافية للجرحى الحرية للأسرى والمختطفين اللواء محمد سالم عبود الشريف وكيل اول وزارة الداخلية