يعتبر مستشفى الرازي العام الذي أفتتح في 30 نوفمبر 1989م أبرز وأهم وأكبر المرافق الصحية في محافظة أبين، كونه قبلة لأعداد كبيرة تتوافد إليه من مديريات أبين الإحدى عشر.. ولتسليط الضوء على جهوده في تقديم الخدمات الصحية لمواطني أبين وأبرز مشاكله وهمومه والمعوقات التي تواجهه وجوانب القصور فيه.. قامت صحيفة "أخبار اليوم" بزيارة استطلاعية إلى هذا المرفق الصحي وخرجت بالحصيلة التالية: * المستشفى والبعثات الطبية الصينية: منذ افتتاح المستشفى في العام 1989م وإلى عامنا هذا لعبت البعثات الطبية الصينية دوراً كبيراً في تطوير الخدمات الصحية في م/ وأبين ، كما لعبت دوراً كبيراً وبارزاً في تطوير أداء الكوادر الطبية اليمنية وهذا الدور مستمر منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، ونتيجة لسوء الأوضاع في أبين والأحداث المؤسفة والاختلالات الأمنية غادرت بتاريخ 26/3/2011م البعثة الصينية المكونة من ثلاثة عشر طبيباً في تخصصات "الجراحة العامة، وأمراض نساء وولادة، الأطفال، العظام ، المسالك البولية، العيون، الأذن والحنجرة، الأشعة ، التخدير" ، الأمر الذي أوجد فراغاً كبيراً في مستشفى الرازي بشكل خاص ومحافظة أبين بشكل عام. وعن مقدار الفراغ والمشاكل الماثلة اليوم أمام مستشفى الرازي العام التقينا الأخ/ عبدالله خضر البديلي ممرض في المستشفى والذي تحدث قائلاً: بكل تأكيد هناك فراغ ومشاكل كبيرة وماثلة جراء ذهاب الأطباء الصينيين وهناك ضغط كبير ومسؤوليات مضاعفة أمام إدارة المستشفى والطاقم الطبي.. صحيح هناك كفاءات وكوادر طبية يمنية ولكن الكفاءات الصينية أكثر خبرة وممارسة وتأهيلاً ونأمل الوقوف أمام هذه المشكلة الماثلة اليوم بشكل ملح وكبير ونثمن ونقدر الإجراءات والتوجهات التي قامت وتقوم بها الإدارة في سبيل تغطية هذا الفراغ ومحاولة حل هذه المشكلة، كما نأمل عودة الهدوء والأمن والاستقرار للمديرية. * تركة ثقيلة: ويضيف الأخ/ عبدالله بلعيد طبيب عام عن مغادرة البعثة الصينية للمستشفى وعدد من المواضيع الأخرى قائلاً: أحزننا كثيراً مغادرة البعثة الصينية للمستشفى، لما كانت تقدمه من خدمات صحية وطبية كبيرة ومتميزة وإن جئنا هنا للحديث عن وضع المستشفى فأستطيع أن أقول كطبيب أن هناك تحسناً إلى الأفضل والأحسن فيما يتعلق بتفاعل إدارة المستشفى الجاد والعاجل في تقديم المتطلبات الضرورية والأساسية وهو ما لم نجده في سنوات سابقة وللأمانة ومن منطلق الصدق وعدم المجاملة نقول بأن الإدارة الحالية لم يمض على توليها مهامها إلا أشهر قليلة ورغم ذلك استطاعت أن تعمل صح وتبدأ بداية موفقة وأمامها تركة ثقيلة ومسؤوليات جسيمة.. لا أحد يستطع أن يقول بأن كل الأمور تمام وعال العال، هناك مشاكل وهناك صعوبات وجوانب قصور والمطلوب اليوم تكاتف جهود كل العاملين في المستشفى لما فيه خدمة المواطن، كما نتمنى التفاعل مع متطلبات واحتياجات المستشفى من الجهات ذات العلاقة. * جهود كبيرة ومتواصلة رغم الأوضاع المؤلمة: وعن مدى ومقدار الجهود المبذولة من قبل الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات تحدثت الدكتورة/ سيلة عوض خميس رئيسة قسم النساء والولادة في مستشفى الرازي العام قائلة: نشكر نزول صحيفة "أخبار اليوم" إلى أكبر مرفق صحي في محافظة أبين وهنا اسمحوا لي أن أتكلم بصراحة ودون حواجز، ولعلي هنا سأتحدث وأقول بأن مستشفى الرازي العام يعاني جملة من المشاكل والاحتياجات والهموم، فإن كنا نريد لهذا المستشفى أن يقدم الخدمات الصحية والطبية على أكمل وجه، فلا بد من التفاعل مع احتياجاته ومتطلباته بشكل كامل ومتكامل ومن كل النواحي والجوانب وحديثنا هذا نقصد به أن مستشفى الرازي وكادره العامل والمتواجد يؤدي مهاماً كبيرة ومسؤوليات جسيمة في ظل الظروف التي تعيشها خنفر جعار، باعتبار الأحداث المؤسفة والواقع المؤلم وكذلك في ظل المشاكل والصعوبات الموجودة والماثلة أمام المستشفى وحقيقة نثمن ونقدر ونثني على إدارة المستشفى الحالية المتواجدة معنا ليلاً ونهاراً رغم ما تعانيه المديرية من واقع مخيف بعد الغياب الكامل للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية.. وإن كان من شيء أقوله كطبيبة فأنا أقول بأني أقسمت يميناً على كتاب الله عند تخرجي بأن أؤدي عملي على أكمل وجه وسأظل أؤدي واجبي في المستشفى رغم كل الظروف وهذا موقف عدد كبير من الطبيبات والأطباء الذين عملوا وما يزالون يعملون ومناشدة ورسالة نرسلها عبر صحيفتكم لكل زميل وزميلة متقاعس في الأزمة وفي ظل الفراغ الموجود بعد رحيل البعثة الصينية من مستشفى الرازي العام بأن يتفاعلوا مع احتياجات ومشاكل الإدارة والكادر الطبي والصحي في المستشفى. * حاجة ماسة لسيارات إسعاف: أبرز ما يلاحظه المرء عند زيارته لمستشفى الرازي العام بمحافظة أبين وأول ما يراه هو افتقار المدخل الرئيسي لبوابة رغم اكتمال الأعمال الأسمنتية في ذلك المدخل.. كما يشاهد الداخل من البوابة سيارة إسعاف في وضع يرثى له وأخرى جديدة صرفت للمستشفى بعد جهد جهيد ضمن مشاريع خليجي 20 . وعن مقدار حاجة المستشفى لعدد من سيارات الإسعاف التقينا الأخ/ النخلي علي عمر رئيس قسم الطوارئ في المستشفى والذي تحدث قائلاً: بكل تأكيد ومن دون أدنى شك هناك حاجة ماسة وملحة إلى مضاعفة سيارات الإسعاف في المستشفى، فهاتان السيارتان لا تلبيان حاجة المستشفى، خصوصاً وأن المستشفى يستقبل في أحيان كثيرة حالات طارئة ويصبح في موقف لا يحسد عليه فنأمل.. نأمل مضاعفة عدد السيارات للمستشفى خصوصاً مع ضخامة هذا المستشفى ..وفيما يتعلق بصيدلية الطوارئ فهناك جوانب قصور حصلت في فترات سابقة، أما حالياً فهناك توفير لكثير من المستلزمات الطبية الضرورية للحالات الطارئة، بمعنى أن هناك تحسناً إلى الأفضل ونأمل من جهات الاختصاص الأخرى التفاعل ورفدنا بكل ما نحتاجه ونتطلع إليه، شاكرين لكم هذه الزيارة وتسليط الضوء على هموم ومشاكل وبرامج عمل المستشفى. * عيادات وأقسام جديدة تنتظر الافتتاح: من الأشياء المؤلمة التي يلاحظها المرء في مستشفى الرازي العام وجود عدد من العيادات والأقسام الحديثة المبنية بطراز حديث ووفق أعلى المستويات وهي شامخة وللسنة الخامسة على التوالي دون أن يتم الاستفادة منها، ما يدعو للتساؤل عن سبب عدم افتتاح هذه العيادات والأقسام.. توجهنا لنحصل على الإجابة من الأخ/ محمود هيثم رئيس نقابة المهن الصحية والطبية في المستشفى وسألناه عن هذه العيادات والأقسام وعن العمل النقابي وما تحقق للعاملين في المستشفى فتحدث قائلاً: هذه العيادات والأقسام مكسب للمستشفى ومن شأنها أن تعطي دفعة للخدمات الصحية والطبية المقدمة ولقد استكمل إنشاؤها قبل أكثر من "5" سنوات وما تحتاجه بعض التجهيزات والأمور البسيطة ونأمل من جهات الاختصاص سواءً المركزية أو على مستوى المحافظة مساعدة إدارة المستشفى في افتتاح هذه الأقسام وحقيقة الإدارة الحالية تبذل جهوداً حثيثة في سبيل افتتاح هذا الأقسام وعن العمل النقابي في المستشفى أقول بأن هذا العمل ساده الخمول وغياب التواصل في سنوات سابقة، أما اليوم فالعمل النقابي موجود على أرض الواقع وهناك تفهم لمشاكل وقضايا العاملين في المستشفى وهناك انسجام موجود حالياً وإن كان من شيء نشير إليه فنحن نثمن ونشيد باسم جميع العاملين في المستشفى بجهود إدارة الشؤون المالية والإدارية في المستشفى والتي استطاعت أن تحقق نتائج طيبة خصوصاً حصول العاملين في المستشفى على الإستراتيجية الثالثة للأجور قبل أسابيع ماضية، إضافة إلى قرب استلام فوارق العلاوات السنوية.. هذا من جانب ومن جانب آخر استطاعت هذه الإدارة أن تنشط وتحفز الكوادر والعاملين في المستشفى بشكل يومي، حيث يتم صرف حوافز مالية للعاملين والأطباء المناوبين كنوع من التشجيع فمثلاً: الطبيب الذي ينفذ نوبة يومياً من الساعة الثانية ظهراً إلى الثامنة مساءً عند نهاية نوبته يستلم مبلغاً وقدره خمسة آلاف ريال مع علاوة عشاء قدرها سبعمائة وهذا ينطبق على الممرضين المناوبين باختلاف المبلغ.. مثل هذه الخطوات والتوجهات موجودة اليوم ولاقت الاستحسان وساعدت على سير العمل، كما أن هناك خطوات أخرى سيتم التوجه إليها ونأمل تكاتف الجميع لما من شأنه خدمة هذا المرفق. * مسؤولية كبيرة: الحاج/محمد علي شخصية اجتماعية تحدث قائلاً: شهد المستشفى خلال سنوات ماضية جملة من التجاوزات والاختلالات والعشوائية والتخبط الذي انعكس على أداء وعمل المستشفى وإن جئنا لنرى المستشفى اليوم سنجد تحسناً ملحوظاً ورغبة جادة وحقيقية نحو إصلاح ما أكل الدهر عليه وشرب في هذا المرفق.. أستطيع القول بأن هناك إيجابيات كثيرة موجودة اليوم بعكس ما كان سابقاً وبكل تأكيد القائمون على إدارة المستشفى أمام مسؤولية كبيرة وننتظر منهم تحسين صورة المستشفى بما يخدم المواطن المريض وهناك صعوبات ومشاكل وتركة ثقيلة ملقية على كاهلهم ولكننا نتطلع خيراً خصوصاً مع جملة من الإيجابيات وبرامج العمل التي نشاهدها من قبل الشؤون المالية والإدارية التي عملت وتعمل بجد وإخلاص وتفانٍ وباستمرارية رغم الواقع المؤلم.