بني!.. إياك!.. أن تتكلم في الأشياء، وفي الناس، إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر، وإذا جاء ك أحد بنبأ، فتبين! قبل أن تتهور..وإياك!.. والشائعة.. لا تصدق كل ما يقال!.. ولا نصف ما تبصر!.وإذا ابتلاك الله بعدو، فقاومه إحسان إليه..(ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة، كأنه ولي حميم).. أقسم بالله!.. أن العداوة تنقلب حباً.. تصور!..إذا أردت أن تكتشف صديقاً، سافر معه!..ففي السفر ينكشف الإنسان، ويذوب المظهر، وينكشف المخبر..ولماذا سمي السفر سفراً؟.. إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر!..وإذا هاجمك الناس وأنت على حق، أو قذعوك بالنقد، فافرح!..لأنهم يقولون لك : أنت ناجح، ومؤثر!..فالكلب الميت لا يُركل!.. ولا يُرمى إلا الشجر المثمر!..بني!.. عندما تنتقد أحداً، فبعين النحل تعود أن تبصر!..ولا تنظر للناس بعين ذباب، فتقع على ما هو مستقذر!..نم باكراً، يا بني.. فالبركة في الرزق صباحاً وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن، لأنك تسهر وسأحكي لك قصة المعزة والذئب، حتى لا تأمن من يمكر!..وحينما يثق بك أحد، فإياك ثم إياك!. أن تغدر..سأذهب بك لعرين الأسد..وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة، لأنه يزأر! ولكن لأنه عزيز النفس، لا يقع على فريسة غيره، مهما كان جائعاً يتضور..لا تسرق جهد غيرك، فتتجور، سأذهب بك للحرباء، حتى تشاهد بنفسك حيلتها!..فهي تلون جلدها بلون المكان..لتعلم أن في البشر مثلها نسخ تتكرر وأن هناك منافقين، وهناك أناس بكل لباس تتدثر، وبدعوى الخير تتستر! تعود يا بني!.. أن تشكر..اشكر الله! فيكفي أنك مسلم..