يعرف البنك الدولي المسؤولية الاجتماعية للشركات على أنها "التزام أصحاب النشاطات التجارية بالإسهام بالتنمية المستدامة من خلال العمل مع المجتمع المحلي "بهدف تحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم الاقتصاد ويخدم التنمية في أن واحد". ويعرف مجلس الأعمال العالمي المسؤولية الاجتماعية للشركات على أنها الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقياً والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل. وفي دراسة هارفارد أثبتت أن الشركات التي تطبق مبادئ المسؤولية الاجتماعية نمت بمعدل أربعة أضعاف عن التي لم تتبنى هذا المجال. يقول عراب التنافسية " مايكل بورتر" أن الشركات الناجحة بحاجة إلى مجتمع صحي، والمجتمع الصحي بحاجة إلى شركات ناجحة أو بشكل أعم" أن البيئة التنافسية الناجحة تحتاج إلى شركات ناجحة والعكس صحيح". إن المسؤولية الاجتماعية لا يمكن أن تقوم على قرارات أو قوانين ولكنها شعور بالمسؤولية تجاه هذا الوطن. وبالنظر إلى أن حجم بعض الشركات قد فاق حجم الحكومات هنا أو هناك فقد اصبحت مسألة حسن إدارة الشركات أكثر أهمية من ذي قبل. في المقابل لا تدرك الشركات اليمنية الفوائد التي تجنيها الشركات المسؤولة اجتماعياً مثل" تقليص تكاليف التشغيل، تحسين الصورة العامة لأصناف المنتجات وسمعتها، زيادة المبيعات، إخلاص العملاء وزيادة الإنتاجية والنوعية. وقد أكدت الدراسات أن هناك ارتباطاً طردياً بين تطبيقات المسؤولية الاجتماعية للشركات وتعزيز القدرات التنافسية للاقتصاد، فالتوجيه لمشاريع المسؤولية الاجتماعية يسهم في رفع مستوى المجتمع والاقتصاد، وبناء المجتمعات المتمكنة ومقدراتها البشرية والثقافية والمعرفية يعد أساسياً في مدخلات تعزيز التنافسية للشركات. ثم أن هناك قيم أخلاقية تحكم عمل الشركات، وتعمل على تصدير صورة حسنة عن بلدها حتى يمكن أن يطلق عليها ما عرف اصطلاحاً" بالشركة المواطنة". تشير الإحصائيات إلى أن 73% من قادة الأعمال في أوروبا يؤمنون أن الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية يمكن أن يساهم بشكل فعال في رفع القاعدة الإنتاجية إلى أقصى مداها، في الوقت الذي قام فيه 27% من المستهلكين في نحو 25 دولة بمعاقبة الشركات التي تهمل دورها الاجتماعي لخدمة أفرادها.. كما يعتقد الكثير من الرجال الأعمال اليمنيين أن المسؤولية الاجتماعية تقف عند كتابة شيك لمحتاج أو تبرع لمؤسسة خيرية أو بناء مسجد،.. الخ ولو أن ذلك يعد مستحسناً.. إلا أنه لا يمثل البعد العميق والكبير للمسؤولية الاجتماعية.. لأن ذلك يجب أن ينطلق من الغاية الإستراتيجية لإنشاء الشركة وهي تحقيق" العوائد، الاستمرارية والبناء". لذلك غير خاف على أحد التحديات التي تواجه الاقتصاد اليمني مما يستلزم تكاتف وتعاضد كل القطاعات لمواجهة تحديات التنمية لاسيما واليمن تشهد تحولات جذرية تهدف من خلالها إلى مواكبة المتغيرات والدخول في تكتلات والانضمام إلى منظمات واتفاقيات تفترض جمعيها شراكة حقيقية تجمع القطاع الخاص والعام والمجتمع المحلي. ولذا تتعالى الأصوات التي تدعو إلى أن تسهم الشركات في تنمية مجتمعاتها استشعاراً من مسؤوليتها الاجتماعية لما من شأن ذلك تعزيز علاقتها بمجتمعها وضمان نموها واستمرارها. تساؤلات المؤتمر: يتوخى المنظمون أن يجيب المؤتمر عن التساؤلات الآتية: * كيف تفهم الشركات اليمنية اقتصاد السوق الحر؟ * ما هي المسؤولية الاجتماعية التي تريد الحكومة اليمنية من القطاع الخاص القيام بها؟ * هل أصبح مفهوم المسؤولية الاجتماعية وارداً ضمن اهتمامات الشركات اليمنية؟ * هل هناك قيم أخلاقية تحكم عمل الشركات اليمنية؟ * ما هي أفضل ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات اليمنية؟ * ما درجة ولاء المستهلك المحلي للمنتجات اليمنية من السلع والخدمات؟ * ما دور القطاع الخاص في تصدير صورة اليمن إلى العالم؟ * هل يدرك رجل الأعمال اليمني أن الشركات التي لديها مسؤولية اجتماعية تحقق نمواً واستقرارا أفضل من غيرها؟ وهل يدرك أن ذلك يعزز التنافسية بين قطاع الأعمال؟ * ما مدى مفهوم رجل الأعمال اليمني لمسؤولية الاجتماعية؟ * ما الذي يريده رجل الأعمال اليمني من حكومته؟ * كيف يتم تعزيز شراكة القطاع الخاص والعام؟ أهداف المؤتمر: يهدف المؤتمر إلى : * خلق وعي وتعزيز مفاهيم الاقتصاد الحر والمسؤولية الاجتماعية للشركات اليمنية؟ * تعزيز تنافسية القطاع الخاص؟ * خلق شراكة أمثل مع المجتمع المحلي. * المساهمة في ازدهار الشركات اليمنية، وتحقيقها للعوائد، والاستمرارية ، والبقاء. * نشر ثقافة التسويق الاجتماعي كمفهوم تسويقي حديث. أجندة المؤتمر: سيتم مناقشة وإثراء الموضوعات التالية: - اقتصاد السوق ومفهوم المسؤولية الاجتماعية "اقتصاد السوق الاجتماعي". - علاقة البيئة بمسؤولية الشركات الاجتماعية " الشركات الخضراء والإنتاج الأنظف". - دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في تعزيز التنافسية بين قطاعات الأعمال. - البطالة والعمالة والسلامة المهنية وعلاقتها بمسؤولية الشركات الاجتماعية. - الصحة والشباب والرياضة ومسؤولية الشركات الاجتماعية. - الثقافة والفنون والمسؤولية الاجتماعية للشركات. - دور الاتصال والإعلام في تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات. - التعلم والتعليم والبحث العلمي والمسؤولية الاجتماعية للشركات. - شراكات القطاع الخاص والعالم مسؤولية اجتماعية مشتركة. - دور التسويق الاجتماعي في تعزيز مسؤولية الشركات الاجتماعية. - تجارب عربية مضيئة في المسؤولية الاجتماعية للشركات من كل من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر... إلخ" بالإضافة إلى محاضرين متخصصين من الخارج.