قديما قالوا إنه من رحم المعاناة يولد الإبداع، وهو ما تجلى على أرض الواقع خلال مسيرة الأخضر الضالعي في دوري الدرجة الثانية لهذا الموسم، حيث شحة الإمكانيات لدى النصراوية لم تقف عائقاً في طريق سعيهم لمقارعة فرق ذات إمكانيات ضخمة مقارنة بالكيان النصراوي، بل تعدى الأمر إلى التفوق عليهم والمنافسة الشرسة لخطف إحدى بطاقات الصعود إلى دوري الأولى.. فكان أبناء النصر في الموعد وكافحوا حتى النهاية ليخرجوا مرفوعي الرأس نظيراً الأداء الثابت والمتوازن والرائع خلال تلك المنافسات. الحماس والإصرار سلاح ضالعي كالعادة *********** مع انطلاق منافسات دوري الثانية ومغادرة البعثة النصراوية لمدينة الضالع باتجاه صنعاء كانت الإدارة النصراوية بقيادة الأستاذ فضل عبده صالح تحاول قدر الإمكان تهيئة الظروف الملائمة للفريق الأول من أجل تحقيق نتائج إيجابية وتقديم عطاء يليق بمكانة نادي النصر وأبناء الضالع على وجه العموم، وكان الجهاز الفني هو الآخر تحت إشراف المدرب القدير محمد حسن البعداني يرسم خطة عمل تمكنه وفريقه الشاب من خطف الأضواء والصعود إلى مصاف الكبار متسلحاً بخبرة تدريبية طويلة ومعتمدا على إمكانيات وحماس لاعبيه الشبان من أجل الوصول لتحقيق الهدف المنشود. ومع انتهاء مرحلة ذهاب الدوري في تجمع صنعاء كان الفريق النصراوي يحتل وصافة جدول الترتيب بفارق نقطتين أمام وحدة صنعاء ومتقدما على فرق الرشيد ونصر عدن و22 مايو وتضامن شبوة وسيئون وشبام وخنفر وأهلي الحديدة.. ليعود الفريق لقضاء إجازة شهر رمضان التي استغلها للمشاركة في مسابقة المريسي الرمضانية بعدن من أجل ديمومة الجانب البدني واللياقي قبل خوض غمار إياب الدوري في عدن. الإياب.. مهزلة كروية تمنع الأخضر الضالعي من التأهل!! ******** مرحلة الإياب دخلها الفريق وهو يدرك حجم المنافسة الشرسة على بطاقتي التأهل فكان الضغط النفسي يثقل كاهل اللاعبين لكنهم واصلوا مسيرة الانتصارات متمسكين بالمركز الثاني دون خسارة تذكر قبل أن يقعوا في شركها مرتين متتاليتين أمام نصر عدن ورشيد تعز الذي خطف المركز الثاني. ومع اشتداد المنافسة عاد تلاميذ المدرب محمد حسن لخطف الوصافة مجددا قبل جولتين من النهاية إلى أن جاءت مواجهة شبام حضرموت الساعي للنفاد بجلده من شبح الهبوط الذي يتهدده ووسط ازدياد حجم الضغط النفسي على أعضاء الفريق كانت الفرص تضيع برعونة غير متوقعة وبمساعدة حكم درجة ثالثة قدم في مهمة يبدوا أنها تكليفية لعرقلة الزحف الضالعي نحو دوري الأضواء حين تغاضى عن أخطاء بإمكان غير الرياضي احتسابها بكل سهولة ويسر.. الأمر الذي كلف الفريق فقدان نقطتين ثمينتين!. ثم استكملت المهزلة الكروية في الجولة الأخيرة والحاسمة حينما غادر فريق تضامن شبوة التجمع الكروي وعدم لعب مباراته الأخيرة أمام رشيد تعز المنافس على بطاقة الصعود ليتم احتساب النتيجة للفريق الحالمي دون أن يكلف نفسه عناء خوض اللقاء المصيري بعد أن أهديت له ثلاث نقاط مجانية جعلته يرافق وحدة صنعاء في التأهل رغم فوز نصر الضالع على 22 مايو!!. لهؤلاء عبارات الثناء والإشادة ********** (أحمد، هديل، زاهر، ملهم، عسكر، جهاد، أدهم، فتحي، ناصر، رامي، محمد ويسلم.. وبقية أعضاء الفريق النصراوي).. وإلى جانبهم المدرب الخلوق محمد حسن البعداني ومساعده الكابتن حسين ومسئول البعثة الكابتن عبدالغني أبو جهاد وطبيب الفريق فضل جعبل.. لهؤلاء جميعهم كل التحية والتقدير ولهم ترفع القبعات إجلالا واحتراما لكل تلك الجهود التي قدموها خلال منافسات الدوري وتحليهم بالروح الرياضية الكبيرة رغم الظلم الفادح الذي ارتكب بحقهم.. فهكذا هي أخلاق الكبار تسمو دائما!.