إن ما حققه نادي المنصورة في بطولة الجودو للجمهورية التي أقيمت مؤخرا في صنعاء، والذي يمر بنفسه من اتجاه خاص في تاريخ النادي يجب أن يستثمر وبشكل جيد في الفترات القادمة، لأنه يعد انتصارا كبيرا ومفخرة ليس للنادي فحسب بل لكل أبناء المديرية بل لمحافظة عدن، ويستحقون منا الإشادة بما حققوه هؤلاء الأبطال والدفع بهم إلى الأمام لضمان مواصلة العطاء وتقديم أنفسهم على خارطة الرياضة اليمنية بصورة أخرى لرسم عنوان المستقبل القادم. إن التحليق عاليا على مستوى بطولة الجمهورية وإحراز المركز الثالث والميدالية البرونزية ليس بالأمر الصعب على هؤلاء الشباب، فقد كان لهم صولات سابقة على هذا المستوى منها ما حققه هؤلاء اللاعبين قبل عامين من إحراز الذهب لبطولة الناشئين في صنعاء، أما على المستوى الشخصي (الفردي) فقد حقق الناشئ حينها أحمد على المعمري ذهب بطولة غرب آسيا التي أقيمت في صنعاء وبرونزيتين في البطولة العربية وبطولة غرب آسيا التي أقيمتا في لبنان، كما حقق زميله اللاعب علي عبدالله علي ذهبية البطولة العربية وبرونزية بطولة غرب آسيا التي أقيمتا في لبنان، كما حقق ذهبية غرب آسيا في صنعاء، وذلك بفضل حبهم بل عشقهم الكبير للعبة، حيث يعملون بصمت منذ سنوات دون ضجيج، فلم نرى أو نسمع أحدا منهم أو مدرب الفريق أرهق نفسه في مشقة البحث عن رئيس النادي أو مسئول النشاط أو المسئول المالي بقدر ما كان الهم الأكبر بالنسبة لهم هو التحدي مع النفس، وإظهار العزائم، وقهر مل الظروف التي تحيط بهم من أجل تحقيق أهدافهم ورفع من مكانته وسمعة ناديهم، وهو الأمر الذي جعل من الجميع أن يرفع القبعات لهم، وأن ينظروا إليهم بعد تحقيق تلك الانتصارات بما فيهم إدارة النادي التي بالطبع لم تكن خارج عن التغطية لذلك الانتصار، والتي لها اليد الطولى في النجاح والوصول إلى منصات التتويج، وإن كانت - أي الإدارة الحالية - شاخصة بصرها نحو الفريق الأول لكرة القدم فقط حتى تحقق معه أول انتصار والتأهل إلى المرحلة الثانية بعد تسلمها سدة الحكم، ولكن هيهات فقد خذل اللاعبون ومدربهم الطامح لتكرار الإنجاز جماهيرهم ومحبي النادي وإدارتهم التي كانت سند للفريق وتسخير له كل إمكانيات التأهل لكن أتت الرياح بما تشتهي سفن الميناء الذين صعدوا عن جداره واستحقاق. إن هذا الإنجاز الذي تحقق من قبل لاعبين الجودو والسير المنتظم لفريق كرة القدم رغم عدم التأهل ابتداء من الاستعداد المبكر للتصفيات (قبل أربعة أشهر) ووصولا إلى بطولة المريسي (19)، والتأهل إلى الدور الثاني على حساب الوحدة العدني ونصر الضالع، ثم تصفيات المحافظة كلها جاءت بعد أربعة أشهر فقط من تسلم الأستاذ أحمد صالح الحيدري ورفاقه أعضاء الإدارة مقاليد الأمور بعد الانتخابات التي جرت في شهر مايو هذا العام، وهو إنجاز يحسب لهم والذي سيضعهم - أي أعضاء الإدارة - في المرحلة القادمة أمام المحك الحقيقي للعمل في إدارة الأندية وقياداتها لما يخدم مصالح الشباب وتفعيل بعض الألعاب الرياضية ودعم مسيرة فريق الجودو والحفاظ على الفريق الكروي، واستمراره حتى لا تضيع تلك الجهود أو تغيب تلك النجوم التي تعد من أفضل من مثل النادي على مر تاريخه القصير، واتخاذ الترتيبات خوف السقوط والفشل.. والقادم – بلا شك - سيكون أفضل.