قال مسئول رفيع المستوى في الأممالمتحدة إن اليمن تواجه وضعاً إنسانياً متدهوراً قد يؤدي إلى زعزعة المكاسب التي حصدتها البلاد على الصعيد السياسي، مشيراً إلى أن نصف سكان اليمن هم في حاجة إلى المساعدة. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مؤتمر صحفي في جنيف: "لن يكون هناك انتقال سياسي إذا لم نتعامل مع الوضع الإنساني". وتمر اليمن بمرحلة انتقالية ديمقراطية بزعامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي جاء الى السلطة في انتخابات 2012 فبراير. في مارس من هذا العام تم افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الذي من شأنه أن يصب في عملية صياغة الدستور وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات عامة في 2014. وبينما عملية الانتقال السياسي في اليمن تسير في مسارها الصحيح، حذر ولد الشيخ أحمد من أن انهيار هذه العملية " إذا لم يتم معالجة" الوضع الإنساني. ووفقاً لمنسق الشؤون الإنسانية، فإن عشرة ملايين في اليمن هم في حاجة إلى مساعدات غذائية، منهم حوالي خمسة ملايين يواجهون نقصاً حاداً في الأغذية وستة ملايين ليس لديهم إمكانية الحصول إلى الرعاية الصحية ويواجه مليون طفل سوء التغذية، منهم 150000 يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد. وقال ان البلاد تواجه أيضا تحديا مع أكثر من 340000 من النازحين، حيث وأن معظمهم من الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب القتال في شمال وجنوب البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 25000 مهاجرا معظمهم من إثيوبيا يواجهون أيضا مختلف المصاعب، فعدد كبير منهم يقعون ضحية للعنف وغيرها من أصناف المعاملة اللاإنسانية من قبل المتاجرين بالبشر. وتشمل المشاكل الأخرى العنف الجنسي وتجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة. لقد سعت المنظمات الإنسانية الدولية إلى حشد 716 مليون دولار لخطة اليمن للاستجابة الإنسانية من أجل توفير المساعدة الطارئة والمبكرة لحوالي 7.7 مليون نسمة في البلاد الأكثر عرضة للخطر. ومع ذلك، فإن الخطة لم تتلقى حتى الآن إلا 28 بالمائة من التمويل. وقال ولد الشيخ أحمد: "لا نزال في حاجة إلى مساعدة كبيرة إذا كنا نود التعامل مع هذا الوضع، الذي كما قلت من وجه نظري إنه خطير". الوكالات الإنسانية ترغب في توفير المياه والصرف الصحي لثلاثة ملايين شخص داخل اليمن والمواد الغذائية لأكثر من سبعة ملايين، وخدمات الرعاية الصحية ل4.2 مليون. وقال ولد الشيخ إن حالة سوء التغذية "خطير للغاية"، مضيفا إن وكالات الأممالمتحدة تستهدف 700000 طفل هذا العام. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وكالات الإغاثة تهدف إلى مساعدة 622000 طفل لتلقي التعليم وتوفير الخدمات ل1.4 مليون شخص في مجال الحماية، من بينهم نصف مليون طفل.