هناك صفحات مطوية عن معاملة إيران للعرب، وعن نظرتها إليهم حتى وإن كانوا شيعة اثنى عشرية وهناك حقائق تاريخية يجهلها أبناء الأمة الإسلامية عن هذه القضية، لن أتكلم بل سأنقل كلام الشيعة العراقيين العرب الاثنى عشرية في أول بحث موثق من نوعه فإلى التفاصيل في الحلقة الثانية : إيران والشيعة العرب صدق الشيعة العرب وبالأخص العراقيون الشعارات الإيرانية عن الإسلام والثورة الإسلامية وتيقنوا أنهم سيجدون كل ما يحلمون وما لا يحلمون به في ظلال جمهورية إيران الإسلامية فغادروا العراق زرافات ووحدانا وفي الطريق إلى إيران كانوا يستمعون ألإذاعة الإيرانية وهي تتحدث عن الإسلام والمستضعفين والوحدة الإسلامية والأهم من كل ذلك حديثها عن الشيعة والتشيع فتحملوا كل المصاعب وسلكوا أوعر المسالك في سبيل الوصول إلى جمهورية إيران الإسلامية وبعضهم أخذ عائلته معه واعتبر نفسه وأسرته من المهاجرين وإيران هم الأنصار وقد وصلوا بالسلامة بعد رحلة مضنية وحطوا الرحال ولهانين فرحين حالمين بالإسلام الذي تردده الإذاعة الإيرانية ليلاً ونهاراً فماذا وجدوا ؟ وكيف عوملوا ؟ وكيف عاشوا ؟ لبيان كل ذلك نستمع إلى ثلاثة من الشيعة العراقيين الذين أجرت معهم صحيفة الحياة في عددها رقم 14055 الصادر بتاريخ 20/ جماد الآخر 1422ه الموافق 8/9/2001م مقابلة كشفوا فيها كل شيء أولاً / موفق الربيعي يتحدث موفق الربيعي - أحد قادة حزب الدعوة العراقي كان هارباً ومعارضاً ومقيماً في إيران وبريطانيا ثم تولى منصب مستشار الأمن القومي العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق حالياً - تحدث عن أحوال الشيعة العراقيين العرب في إيران وذكر ما شاهده بعينه وهو شيعي اثنى عشري فماذا يقول : إجراءات تعسفية ولا إنسانية إن كنت يا مسلم لا زلت مخدوعاً بالشعارات الطنانة والكلمات الرنانة التي تصدرها الحكومة الإيرانية عن الإسلام والوحدة الإسلامية فاستمع إلى موفق الربيعي وهو يتحدث عن معاملتها للشيعة العراقيين العرب يقول موفق الربيعي [ أنه زار إيران والتقى بالمسئولين الإيرانيين وناقشهم في أحوال العراقيين والإجراءات التعسفية اللا إنسانية المتخذة ضدهم ثم يقول أن ظروف هؤلاء العراقيين محزنة جداً، وتبعث على الأسف، خصوصاً أننا نعول على أصدقائنا الإيرانيين أن يحتضنوا هؤلاء الضحايا، ولكنهم بدلاً من ذلك زادوا في مأساتهم، بل وتعاملوا معهم كأعداء ]أقول لكل مسلم مخدوع استمع إلى قول الربيعي :[ وتعاملوا معهم كأعداء ] هذا وهم شيعة اثنى عشرية فكيف يكون تعاملها مع غيرهم ؟ جردوا من الحقوق الإنسانية كافة إيران التي تتشدق بالإسلام كان لها معاملة مؤلمة مع من لجأ إليها وحلم بالعيش فيها ذكرها موفق الربيعي فقال [ لقد تحدثت مع مجموعات منهم حينما زرت مخيماتهم أخيراً، وحكوا لي صورة مؤلمة جداً لتعامل السلطات الإيرانية معهم، حيث جردوا من الحقوق الإنسانية كافة، لمجرد أنهم عراقيون، وهذه في حقيقة الأمر نزعة غريبة تلمستها شخصياً في إيران ]وإن شاء الله يعرف الشيعي وغيره الحقيقة من الزيف عن هذه الجمهورية. تتعارض مع الشريعة الإسلامية يا قوم الإسلام ليس مجرد شعار يضحك به على الذقون ويذر باسمه الرماد على العيون الإسلام إذا لم يطبق على أرض الواقع في كل شئون الحياة فإن الدولة التي تتغنى به وتسمي جمهوريتها بالإسلامية هي دولة مخادعة لها مآرب أخرى غير الإسلام ومن أهم القضايا التي لا يعلم الكثير عنها شيئا هي قضية معاملة الجمهورية الإيرانية الإسلامية للشيعة العرب ؟ لأن هذه القضية تكشف حقيقة الشعار المرفوع في إيران وهل هو حقيقة أم زيف ؟ تعالوا نشاهد كيف عاملت إيران الشيعة العرب يقول موفق الربيعي [ ممنوع عليهم العمل لأن الحكومة الإيرانية أصدرت قرارات نقلتها وسائل الإعلام، تتوجه لأصحاب الأعمال بعدم تشغيل العراقيين بعقد عمل، ومن يخالف ذلك تتخذ ضده إجراءات قانونية، لذلك امتنع أرباب العمل عن استقبال العراقيين، وكذلك الحال بالنسبة إلى السكن، فقد أحيط الجميع علماً بان من يُسكن عراقياً في بيته يُعرض نفسه لأشد العقوبات ] ويقول [ بيد أن أقسى هذه الإجراءات هي منع العراقيين من الزواج بالإيرانيات، ومن سبق له أن تزوج بإيرانية فسوف يعرض نفسه إلى المساءلة القانونية. إن هذه القضية تتعارض أيضاً مع الشريعة الإسلامية ] أقول : أليس هذا يتناقض مع الشريعة الإسلامية كما قال الربيعي ؟ من الخميني وحتى خاتمي حتى لا يظن أي شيعي أن هذه التعسفات والإجراءات الغير إسلامية بل ولا حتى إنسانية قد حصلت في أيام خاتمي بين موفق الربيعي أنها بدأت منذ العام 1984م وكان المرشد والقائد والإمام هو الخميني وذكر الربيعي أن البطاقة التي كانت تمنح للشيعة العراقيين من قبل السلطات الإيرانية بدون تاريخ ومكتوب عليها [ هذه الوثيقة ليس لها أي اعتبار قانوني )) وبالإيرانية (( اعتبار نادري )) ] وذلك حتى تتجنب مسألة أي منظمة إنسانية دولية كما يقول الربيعي والمنظمات الدولية متعارفة على أن من حصل على بطاقة وأمضى أربع سنوات متواصلة في البلد الذي يلجأ إليه يحق لحاملها الحصول على الوضع القانوني وإيران خدعت الجميع وأعطتهم بطاقات بلا تاريخ بل وأضافت عبارتها المشهورة [ اعتبار نادري ] وفوق كل هذا يقول الربيعي [ وازدادت المضايقات على العراقيين، إذ منعوا من العمل والسكن والزواج. وتصاعدت الحملة نهاية حكومة رفسنجاني، ولكنها بدأت تتفاقم شيئاً فشيئاً في ولاية محمد خاتمي الأولى. فارسية لا إسلامية إذا كان خاتمي الرئيس الإيراني الذي يوصف بالمعتدل والإصلاحي قد صرح دون مواربة وفي أكثر من مناسبة بأنها دولة فارسية وأن القضية قضية قومية فما بالك بغيره من المتشددين والمحافظين بل صرح أحد وزراء خاتمي بضرورة تنقية الدماء الإيرانية من خلال منع زواج الشيعي العراقي وغيره من الإيرانية هذا ملخص لما نقله مستشار الأمن القومي العراقي بعد الاحتلال موفق الربيعي ولكي يدبر الشك عنك ويأتيك اليقين استمع إلى كلام موفق لربيعي بالنص يقول الربيعي [ بدأت وسائل الإعلام وبخاصة وزير الثقافة والإرشاد مهاجراني يطرح التوجهات بشكل جديد وغريب عن المنهج الذي يفترض أن يطبع سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه اللاجئين العراقيين، ففي مقال نشره مهاجراني في إحدى الصحف الإيرانية قال : ( نحن نمنع زواج العراقي بالإيرانية، لأننا لا نريد أن يختلط الدم الإيراني، بدماء أخرى، ولا نريد أن تختلط الثقافة الفارسية بثقافات أخرى ) هذه النزعة الغريبة ربما تجعلنا ندرك تركيز السيد محمد خاتمي في خطاباته وأحاديثه ومؤتمراته على البعد القومي الفارسي. ] أرأيت أخي القارئ من المتعصب للجنس الفارسي (( العجم )) ضد قومية (( العرب )) ؟ وهل سمعت قوله : [لا نريد أن يختلط الدم الإيراني، بدماء أخرى ] فيا لله كم نحن مخدوعون بالشعارات. طرد من العمل وجائزة للمخبرين في بلاد الغرب يعمل المسلمون من مختلف الجنسيات في مختلف المجالات بل وكثير منهم يحصلون على جنسية الدولة التي يعملون بها وبعضهم قد نال شهرة عالمية مثل الدكتور المصري البريطاني مصطفى يعقوب أشهر جراح قلب في العالم وعالم الفلك الدكتور المصري الأمريكي فاروق الباز والجزائري الفرنسي زين الدين زيدان واليمني البريطاني نسيم حامد وغيرهم وبما أن إيران ترفع شعار الإسلام فلا شك بإن المسلمين سينالون حقوقاً أعظم مما نالوه في البلاد الغربية أو على الأقل الشيعة العرب فماذا يعمل الشيعة العراقيون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما هي الحقوق التي كسبوها في الجمهورية الإسلامية استمع إلى موفق الربيعي يحدثنا فيقول : [ حتى أولئك الذين يشتغلون في مؤسسات الدولة الإيرانية من أصحاب الخبرات مثل الأطباء والمهندسين والموظفين الحكوميين والإذاعيين ومقدمي البرامج العربية في التلفزيون والإذاعات والصحف أصبحوا الآن بلا عمل بعد أن صدر قانون صرف العراقيين من العمل، ووضعوا جائزة لمن يخبر السلطات الإيرانية عن أي عراقي يعمل في أي وظيفة حكومية أو مدنية ] هذه هي الجمهورية الإسلامية لمن أراد أن يعرفها على حقيقتها. سنبصق عليكم اشتدت معاناة العراقيين الشيعة في إيران فقرر موفق الربيعي الذهاب للسفير الإيراني في بريطانيا لعله يخاطب حكومته فتخفف الوطأة وتزيل الغمة على العراقيين لا سيما والكل شيعة فماذا حدث ؟ استمعوا إلى موفق الربيعي يحكي الحادثة يقول [ أخبرت السفير أن وضع العراقيين في إيران سيء للغاية، وقلت له أيضاً نحن شيعة مسلمون وأنتم شيعة مسلمون وليس بيننا مشكلة أو عداء، بل كلانا لديه مشكلة مع النظام العراقي، وقد وقفنا معكم، فلماذا تعاملوننا وتعاملون اللاجئين في إيران بهذه الصورة الغريبة، فإن لم تحلوا المشكلة فإننا سوف نتحرك، وكتبنا رسائل إلى السيد خاتمي ورفسنجاني ولكننا لم نستلم أي رد منهما لذلك سنلجأ إلى طرق أخرى ونعلن اعتصاماً ضد الحكومة الإيرانية. أجابني السفير الإيراني قائلاً : ( لدينا " مجاهدي خلق " أيضاً، وهؤلاء اعتصموا أكثر من عشرين مرة هنا أمام السفارة وكنا نمر عليهم ونبصق في وجوههم ) بهذه العبارة فهمت أنه سوف يبصق على من يتجرأ أن يعتصم من العراقيين لمساعدة أشقائهم في إيران وكان الأجدر به أن يتذكر أن هؤلاء كانوا أول من ساند الثورة الإيرانية فأي منطق دبلوماسي أو إنساني يتحدث به سفير إيران في بريطانيا ] هل ركزت أخي القارئ على قول الربيعي : [ نحن شيعة مسلمون وأنتم شيعة مسلمون ] وهل ركزت على قوله : [ إن هؤلاء كانوا أول من ساند الثورة الإيرانية ] ؟؟ هل رأيت جواب السفير الإيراني في بريطانيا ؟؟ ولا تنسى أن موفق الربيعي هو مستشار الأمن القومي العراقي حالياً وهو شيعي جعفري وهذه شهادته في إيران صريحة وواضحة فتأملها ماذا بعد ؟ سنواصل الحكاية ونروي الشهادات التي تدمي القلوب وأصحابها شيعة اثنى عشرية وعرب من العراق ومنهم السيد حسين الصدر أحد العلماء البارزين وكذلك يحكي لنا الصحفي الشيعي مهدي السعيد وهو عراقي عن المخيمات التي هي أشبه بالمعتقلات وكيف تم التخلص من عشرات الآلاف بطردهم بطريقة مزرية وسنقرأ قصة المواطن الشيعي العراقي والتي حكاها بنفسه وكيف عاش أكبر مأساة ثم قال الحقيقة - بعد أن روى تعاسته في إيران - لكل مخدوع بالشعارات الرنانة : [ هذا هراء، الناس هناك يعانون من واقع مر وقاس، نحن العراقيين. . . . ] تابع معنا في الحلقة المقبلة قصة هذا الشيعي العراقي المحزنة وغير ذلك. إيران الشيعية وقفت مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية هل يعقل أن تقف إيران المسلمة الشيعية مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان المسلمة الشيعية ؟ هل يعقل ذلك ؟ ولمن لا يعلم فأذربيجان هي الدولة الشيعية الثانية بعد إيران التي غالبية سكانها اثنى عشرية ويحكمها الشيعة الاثنى عشرية ومن الصفحات المطوية وقوف إيران مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان المسلمة الشيعية التفاصيل غداً بسبب ضيق المساحة والله الموفق.