استشهد أكثر من 10 جنود وأُصيب آخرون في تجدّد المواجهات المسلحة بين قوات الجيش والأمن ومسلحي تنظيم القاعدة بمديرية ميفعة محافظة شبوة. وقالت مصادر قبلية ل"أخبار اليوم": إن تجدد المواجهات جاء بعد قيام مسلحي القاعدة بمهاجمة ثكنات عسكرية ترابط في مدينة عزان وجول الريدة في وقت كانت فيه القوات تتهيأ لمهاجمة منطقة الحوطة المحاذية لعزان والتي تعتبر من أهم معاقل عناصر التنظيم. وبحسب المصادر فإن جماعات من القاعدة استولت على مركز شرطة جول الريدة ومدينة عزان قبل أن يشن الجيش ضربات جوية استهدفت أماكن تمركز مسلحي التنظيم أسفرت عن مقتل عشرة من تلك العناصر وإصابة آخرين بحسب الإعلام الرسمي, فيما مصادر محلية للصحيفة قالت: إن القتلى في صفوف المسلحين جراء أحداث الامس في شبوة لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة . وذكرت المصادر أن عناصر مسلحة تابعة للقاعدة اختطفت مجموعة من الجنود أثناء المواجهات التي دارت أمس بين الجانبين. وذكرت مصادر محلية أن قوات الجيش تمكنت من إعادة السيطرة مجدداً على المدينتين. وفي السياق أكد مراسل الجزيرة باليمن مقتل ثلاثة ضباط وسبعة جنود صباح أمس في هجوم لتنظيم القاعدة على منطقة عزان بمحافظة شبوةجنوب البلاد، بينما نفت وزارة الدفاع اليمنية مقتل مستشار للوزير في المعارك المتواصلة والتي استخدم فيها الجيش طائرات حربية ومدفعية ثقيلة. وذكر مدير مكتب الجزيرة سعيد ثابت أن الجيش نجح في صد الهجوم الذي خلف أيضا مقتل وجرح نحو عشرين من عناصر القاعدة، موضحا أن الهجوم على عزان كان الهدف منه صرف نظر الجيش النظامي عن الحوطة التي يستعد لاقتحامها. وأفاد ثابت بأن الخدمة الإخبارية الخاصة لوزارة الدفاع اليمنية حذرت قناة الجزيرة ومراسليها من نشر أخبار الاشتباكات بعزان، وشدد على أن طاقم القناة يؤدي مهامه الإعلامية بمهنية، محملاً السلطات مسؤولية سلامة صحفيي القناة. وأشار مراسل الجزيرة حمدي البكاري إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بمنطقة عزان، موضحا أن الجيش يريد أن يمشّط المنطقة بشكل كامل قبل الانتقال إلى الحوطة التي توصف بأنها آخر معاقل القاعدة بمحافظة شبوة. ونقل مراسل الجزيرة نت سمير حسن من شبوة عن شهود عيان قولهم إن مسلحي تنظيم القاعدة سيطروا على مركز شرطة عزان، ورفعوا عليه شعار أنصار الشريعة، أحد فروع التنظيم. وقال أحد سكان بلدة عزان -ويدعى صالح حسين- إن الاشتباكات شملت كلا من عزان وجول الريدة، مؤكدا في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أنه رأى عربات تمر في الشارع الرئيسي بعزان وعلى متنها مسلحون يرفعون أعلام القاعدة وهم يكبرون، بعد ساعة من اقتحامهم مقر شرطة عزان. وأضاف حسين أن قسم الشرطة الذي سيطرت عليه القاعدة كان خاليا من عناصر الأمن، مبينا أن المدخل الجنوبي لمدينة عزان أصبح بالكامل تحت سيطرة مسلحي التنظيم. من جانبه أكد العميد الركن صالح الزنداني نائب مدير دائرة العمليات الحربية أن ما أشار اليه مراسل إحدى القنوات بشأن استيلاء عناصر القاعدة على موقع لقيادة اللواء الثاني مشاه بحري هو محض افتراء ودعاية خطيرة لها أهداف تخدم الشراذم المتبقية من عناصر الارهاب القاعدي. وأوضح العميد الزنداني المتواجد في قيادة اللواء الثاني مشاة بحري بأن من المستحيل على القاعدة وأعوانها أن تسيطر على وحدة عسكرية مثل اللواء الثاني مشاة بحري واللواء الثاني مشاه جبلي والوحدات الفرعية من اللواء 314 والأمن والذين وجهوا ضربات ساحقة لعناصر القاعدة وقتلوا وجرحوا منهم العشرات ولا تزال الجثث لدينا وسيتم تزويد وسائل الإعلام بها. وقال الزنداني: نحن نلاحق فلول القاعدة والضربات متوالية لمواقع تواجدهم ونحن في الميدان وفي قيادة اللواء ولا وجود لعناصر إرهابية في هذه المنطقة.. ودعا الزنداني الجهات المختصة إلى تحمل المسؤولية تجاه ما يروّج له الإعلام المضلل والذي يأتي بالكذب من العيار الثقيل مثل سيطرة القاعدة على لواء أو وحدات عسكرية ولا يحركون ساكناً.. وقال: القاعدة كُسرت شوكتها ودُمرت مواقعها في كل الاتجاهات بالمحفد بأبين ومحافظة شبوة.. وقُتل غالبية قادتها وسوف يجتثها رجال الجيش والأمن من اليمن مهما كلف ذلك من ثمن. إلى ذلك هز مدينة عتق عصر أمس انفجار عنيف تبيّن أنه ناتج عن سقوط قذيفة مجهولة المصدر على حي سكني بالسوق القديم بالمدينة. وأوضح مراسل "أخبار اليوم" أن الانفجار ناتج عن سقوط قذيفة صاروخية مجهولة المصدر عصر أمس الأربعاء وسط حي شعبي مأهول بالسكان وسط مدينة عتق مركز محافظة شبوة في حالة هي الأولى من نوعها بالمدينة، مشيراً إلى أن القذيفة سقطت على مبنى صالة رياضية تقع بجانب مسجد ذيبان في الحي القديم بمدينة عتق، حيث لم تسفر عن سقوط ضحايا بشرية في حين أحدث فجوة بالمبنى والمباني السكنية المجاورة له التي تهشمت نوافذه. وقال: إن عناية الله كانت حاضرة، حيث كادت أن تتسبب في إبادة جماعية سيما وأن مكان سقوطها موقع اعتاد الأهالي من كبار السن والأطفال على ارتياده لقضى ساعات العصر لكن كانوا يؤدون صلاة العصر. حادثة سقوط القذيفة بالصورة العشوائية أثار الخوف والهلع في أوساط النساء والأطفال والعجزة ودفع الأهالي إلى التجمهر للمطالبة بالتحقيق لمعرفة مصدر القذيفة ومحاسبة المتسببين في سقوطها. وتحدثت مصادر قبلية عن غارة جوية استهدفت مساء امس 3 مواقع تابعة لعناصر القاعدة في منطقتي الصعيد ويشبم بمحافظة شبوة , لكنها أفادت بأن لا أنباء عن سقوط ضحايا جراء الغارة الجوية. إلى ذلك أكد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن/ أحمد سيف اليافعي مصرع ستة عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قياديان وجُرِح العشرات. وأوضح اللواء اليافعي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن "وحدات من المنطقة وصلت إلى منطقة عزان محافظة شبوة لدعم ومساندة الوحدات العسكرية والأمنية المرابطة في المحور لتطهير واجتثاث عناصر الإجرام والإرهاب التي تعتمد على نصب الكمائن ومحاولة توجيه ضربات يائسة وبائسة على الوحدات والدوريات العسكرية كلما سنحت لها الفرصة في تلك المناطق والأودية والجبال في محاولة منها للظهور أمام الرأي العام أنها ما تزال متواجدة في تلك المناطق وهي في الأصل تتكبد مرارة الهزيمة وويل الضربات الساحقة والقاسية لأبطال القوات المسلحة والأمن" - حد قوله. وأشار قائد المنطقة العسكرية الثالثة إلى أن عشرات الإرهابيين فروا من عزان فيما لقي أكثر من ثلاثين عنصراً مصرعهم منذ فجر اليوم .. لافتاً إلى أن الجثث التي تناثرت في عدة مواقع توضح أن القاعدة تجبر الأطفال على القتال إلى جانبها وهذا ما ستؤكده الصور والوثائق التي سيتم إيصالها إلى وسائل الإعلام قريباً حسبما أفاد .