السيدة غالية أحمد 45عاما، تصارع مرض الفشل الكلوي منذُ عشر سنوات. تدريجيا افقدها هذا المرض القدرة على تحمل أي إصابة وإن كانت طفيفة في جسدها المنهك بالمرض, خصوصاً مع عدم حصولها على الرعاية الكاملة وجلسات الغسيل الكلوي التي تحتاجها دورياً في مركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة غرب اليمن. يقول الأطباء إن السيدة "غالية" بحاجة إلى جلستين للغسل الكلوي في الأسبوع الواحد وهي لا تستطيع الحصول أحياننا على جلسة غسل واحدة، نتيجة لتزاحم المرضى على مركز الغسل الكلوي بمحافظة الحديدة وهو ما يفرض على "غالية" الانتظار في الطابور حتى يحين دورها وموعد جلستها. قصة السيدة "غالية" مع الألم وجلسات الغسل الكلوي تفوق قصص دراما الخيال وهي نموذجا لمئات القصص لمرضى الفشل الكلوي الذين يصارعون المرض بظل غياب الرعاية والخدمات العلاجية في مراكز العلاج المتخصصة بهذا المرض في زمن الحرب ازدحام وموت على سرير متهالك تتكئ السيدة غالية في مركز غسيل الكلى ، بمرارة تتحدث لشبكة إعلام السلام قائلة" فر الأغنياء من الحرب وبقينا نحن الفقراء ضحية لهذا الصراع المميت" بلغتها العامية تناشد وتقول "نشتي علاج" لا نريد حرباً". أطباء مركز غسيل الكلى في الحديدة يقولون أنه بات من الصعب جداً رعاية كل المرضى القادمين للعلاج في هذا المشفى خصوصاً مع توافد المرضى القادمين من محافظة تعز التي تشهد معارك طاحنة، والتي ضاعفت الأعباء على مراكز الحديدة الأربعة في مناطق "زبيد وباجل والقناصل" والمركز الرئيسي وسط المدينة، والتي أصبحت على وشك الإغلاق بعد انخفاض نسبة الدعم الحكومي, وقطع التيار الكهربائي ونفاذ المحاليل وتهديد العاملين فيها بالإضراب احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ عام. تجسيد الألم يتجسد الموت والألم في أنين المرضى في الغرف الطبية في مركز غسيل الكلى في الحديدة فكثير من المرضى هناك يفترشون الأرض في حين يعاني بعضهم تورمات في أجسادهم بسبب انخفاض مراقبة نسبة الكالسيوم والفسفور وهرمون الغدة الدرقيةPTH" " في الدم ، كما يقول الأطباء. كزائر أنت لغرف المرضى في مركز علاج الكلى في الحديدة عادة ما تسمع آهات الألم التي يطلقها المرضى وكثيرا ما يزعجك الأصوات المرتفعة للأجهزة الطبية القديمة التي عفا عليها الزمن, وأصبحت جزء من" الخردة". ممرضات مراكز الغسيل الكلوي يبدين امتعاضاً وتذمراً رهيباً من الوضع العام السائد في مستشفيات مشلولة بالإهمال والفساد، يقفن الممرضات عاجزات عن مساعدة هؤلاء المرضى ويبذلن قصار جهدهن في المساعدة "الحرب فاقمت الوضع وحرمت الناس وخصوصاً مرضى الفشل الكلوي من ابسط الاحتياجات الإنسانية الضرورية" كما يتحدثن لشبكة اعلام السلام". ويعاني بعض مرضى الفشل الكلوي بقصور كلوي حاد ، ولا تحتمل حالة المريض إي قصور في الرعاية والعلاج وفي حال تعرض المريض لقصور في الرعاية الطبية يتعرض للموت كما حدث مؤخرا في مركز غسيل الكلى في الحديدة حيث أدى توقف خدمات المركز لمدة ( 72 ) ساعة إلى وفاة خمسة مرضى. ألم لا ينقطع في غرفة الجلسات الجماعية إلى جانب السيدة "غانية" يقعد في السرير الأخر شاب هزيل الجسد يسمى "بكاري" ولهذا الشاب قصة دامية مع مرض الفشل الكلوي منذُ 17عاما، "لا اعرف طوال حياتي طعماً للراحة ولا شيء في حياتي سوى الألم". ويتابع "سافرت للعلاج من منزل أسرتي الكائن في منطقة المراوعة شرق محافظة الحديدة إلى داخل المدينة وأنا لا امتلك شيء، جئت إلى هنا بقصد العلاج للفشل الكلوي الذي أصابني في عمر مبكر لكن حالتي تزايدت سوءاً يوم بعد يوم، حالياً أعاني من فشل كلوي حاد بسبب ضعف الرعاية الصحية في المركز" كما يقول بكاري محمد. كارثة جماعية إدارة مركز الغسيل الكلوي في الحديدة تقول إن 600 مريض منتظم مصاب بالفشل الكلوي في المركز يتلقى كل واحد منهم جلستين للغسل أسبوعيا، وهو الأمر الذي يهدد المريض بالتعرض للموت في حال توقف عمل المركز كما تقول الناشطة الصحية سناء أحمد. وتواصل:" توقف مراكز الغسيل الكلوي لساعة واحدة يشكل كارثة جماعية مشيرة إلى أن الحصار على اليمن يشكل السبب الرئيسي بتوقف خدمات مراكز الغسيل الكلوي". وتتابع قائلة:" إن صمت السلطة وعدم أطلاق حملات تهدف إلى إيصال معاناة مرضى الفشل الكلوي تعتبر جريمة وعلى المسؤولين في السلطة تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية ووضع رقابة وتقييم فعلي على سير العمل في مراكز علاج الكلى وعلى العمل الصحي برمته". وتتوقف أحياننا مركز الغسيل الكلوي أثر عدم توفر المواد والمستلزمات العلاجية والطبية مثل "البيباج والبلدلاين والفلتر" الخاصة بجلسات الغسيل. وبحسب الناشطة سناء أحمد فإنه لا يكاد يمر أسبوع واحد عادة دون حالة وفاة مصابة بالفشل الكلوي،" يتوفى غالبية المرضى بسبب عدم قدرة الأطباء معرفة نسبة الدم في المريض لعدم توفر جهاز يقوم بقياس نسبة الدم بالمركز".