الهاشمين من الأسر الاكثر إنتشاراً في اليمن ومن أكثر الأسر تنوعاً ومن أقدم الأسر وعياً وثقافةً ومؤهلات وقد خرج من هؤلاء الهاشمين الكثير من القضاة والأعلام والمفكرين والمجال لا يتسع لذكر الشخصيات الشهيرة منهم ونحن إذ نسلط جزء من الإضاءة على مستوى وطبيعة هذه الأسر الهاشمية ننبه إلى أن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته هذه الأسر في مسيرتها في الماضي هو التكتل على نفسها والانزواء تحت مسميات محصورة وممارسة تقاليد وعادات تُشعر المجتمع بعنصرية هؤلاء وتمترسهم حول أنفسهم وتعاليهم على غيرهم ولما كانوا كذلك استثارت تصرفاتهم المجتمع ليكون كتلة واحدة ثائرة عليهم وعلى حكمهم وتعاملاتهم فانتكست هذه الأسر جميعها سياسياً وعسكرياً بسبب غباء سياسة آل حميد الدين عندما حكموا البلاد بالرغم أنهم كانوا يملكون من السياسيين المحنكين الكثير لكنهم انخدعوا باصطفافهم وراء مكون سياسي فاشل منهم وانتكست هذه الأسر مجتمعياً بسبب الممارسات المجتمعية الخاطئة التي انتهجتها أغلب الأسر الهاشمية في حياتهم اليومية لكن الجميل في الأمر أنهم فقهوا الدرس واستفادوا منه فاندمجوا بشكل كبير مع المجتمع وانخرطوا فيه وشاركوا في تنوعاته وعاداته وأصبحوا جزء لا يمكن وصفه بأنه طائفة أو تكتل لأنهم تخلصوا من تلك السلوكيات التي تمنعهم من الاندماج مع المجتمع اليمني الا القليل والنادر منهم وشاركوا بفاعلية في كل المكونات اليمنية السياسية والتعليمية والثقافية والاجتماعية وغيرها, ولكن الكارثة الحقيقية التي أقول أنها ترقى إلى مستوى اغتيال لهذه الأسر اليمنية العريقة هي الانجرار وراء شخص طفولي مراهق لا يمت لهذه الأسر بصلة يريد أن يحول قضاة وعلماء ومشائخ علم ووجهاء الهاشمية إلى متهمين بالخراب والقتل والتشريد وإلى طائفة قد تحاسب مستقبلاً على كل جرائم هذا الشاب ومخططاته وحماقاته ولتتحول بعد أن اندمجت واختلطت وتعايشت مع المجتمع اليمني إلى طائفة منبوذة غير مرحب بها في حياة اليمنيين بالإضافة إلى أنها قد تدرج ضمن الجماعات الإرهابية التي تعادي السلام العالمي وتصبح تحت الرقابة الدولية والمحلية فيحاسب كل هاشمي على نسبه ولقبه وتتحرى بشأنه كل مطارات العالم وتحاصره كل أجهزة الاستخبارات في كل مكان ليس لأنه حوثي ولكن لأنه هاشمي بسب أخطاء وممارسة الحوثي وبهذا أنا أحذر الهاشمين من بقاء حالهم كما هو عليه من استفزاز الحوثي لهم باسم الهاشمية وآل البيت ليكون الناطق باسم الهاشمية والمتحدث بالنيابة عنها ليجرهم إلى مستنقع تأريخي لن تحمد عواقبه وعليهم أن يستدركوا الموقف بإعلان موقف واضح وصريح مما يعمله الحوثي وميليشياته لكي يخرجوا أنفسهم من الحرج ويعلنوا بهذا أن الحوثي ومن يناصره لا يمثل الهاشميين ولا يمكن أن يمثلهم إلا أحدهم ولا يتحدث باسمهم غيرهم , وإن كانوا بحاجة إلى إعادة تكوين أنفسهم فلديهم القضاة والقادة والحكماء والعلماء وهم في غنى عن أن يقودهم متهور لا يفقه من أي العلوم والمعارف والحياة إلا كيف تراق الدماء البريئة وتزهق الأرواح التي لم تذنب.