شدد وزير الإعلام اليمني، علي العمراني، على أن التدخل الإيراني في بلاده أخطر من تنظيم القاعدة. وقال في لقاء مع صحيفة القبس الكويتية : «إن طهران تدعم جهات متطرفة وتمدها بالسلاح لتخريب بلادنا وتنفيذ مخطط يخدم مصالحها». وفيما أكد العمراني أن الكويت أكبر داعم لليمن على مدار التاريخ، لفت إلى أن انضمام بلاده إلى مجلس التعاون الخليجي ركيزة لأمن المنطقة، ويدعم الاستقرار. وتابع بالقول «إن فكرة الوحدة العربية تراجعت وانكفأت، وعدنا للقُطْرية، مما ضاعف التحديات في محيط عربي يموج بالأحداث الساخنة والمخاطر». وقال «إن الولاياتالمتحدة الأميركية تسعى حالياً لإعادة ترتيب أوضاع الشرق الأوسط بعد التطورات والمستجدات الأخيرة». اليمن كانت دائما مثار اهتمام اهل الخليج العربي، وتواجد اليمنيون في الكويت والخليج منذ القدم، وهناك روابط تاريخية في الفن والثقافة بين اليمن والخليج التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من جزيرة العرب، وان كانت لا تطل على الخليج العربي. القبس التقت وزير الإعلام اليمني علي العمراني قبيل مغادرته الكويت أمس الجمعة، عقب حضوره اجتماعات مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك، تحدثنا مع الوزير اليمني حول أوضاع اليمن بعد الربيع العربي، والتدخل الإيراني في اليمن، ومشاكل اليمن، وأوضاع اليمن بعد تنظيم عمليات العمالة في المملكة السعودية، وعلاقات اليمن بمجلس التعاون الخليجي والعلاقات اليمنية - الكويتية، واشاد بدور الكويت في مساعدة اليمن في بناء الجامعة والمدارس، والمستشفيات ومشروعات التنمية المختلفة. وفي ما يلي حصيلة اللقاء: أجرى الحوار: محمود حربي ● إلى أين وصلت فكرة انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي؟ لدي كتاب بهذا العنوان «اليمن والخليج الماضي وتطلعات المستقبل»، لا مستقبل إلا بالاتحاد حتى لأوروبا، اليمن بينها وبين الجزيرة وحدة مجتمعية، نعتقد ان وحدة الدماء اقرب من وحدة الماء، وهناك وحدة اقوى هي المستقبل والمصير. مجلس التعاون يمضي نحو الاتحاد، ونأمل ان يكون اليمن عضوا داخله، ولا بد ان تكون نواة لوحدة العرب، فلا مستقبل للعرب الا بالاتحاد والاندماج. وهذه الافكار مطروحة منذ زمن من أجل الوحدة العربية، وكان هناك سعي للاتحاد لكن الانظار تراجعت وانكفأ الجميع للقطرية، لكنها انتهت الى عشائرية وقبلية، لان الملاذ الآمن للعرب اجمعين تطور علاقاتهم نحو الوحدة والتماسك، فالعرب محاطون بأمم كبيرة جداً ايران وروسيا والهند والغرب واوروبا، لا يجوز ان يظل العرب متفرقين ولا يمكن ان يكون هناك مستقبل الا بالوحدة. وهذه رؤيتي لليمن مع مجلس التعاون والامة العربية ولن يكون المستقبل الا بالوحدة بأي شكل من الاشكال. القاعدة في اليمن ● ماذا عن وجود تنظيم القاعدة في اليمن؟ لا مستقبل للقاعدة في اليمن وتواجدت اثناء ضعف المؤسسة الامنية، لكن الآن طرد هذا التنظيم ولا مستقبل له كتنظيم ارهابي متطرف، ومصلحة اليمن لا تقبل المتطرفين، فالقاعدة في اليمن تتكون من يمنيين وعرب من كل مكان وبعضهم عاد لبلده، والأماكن الاستراتيجية انتهت سيطرتهم عليها في أبين تحديدا،ً لكن البعض مختبئ في الجبال الوعرة. التدخل الإيراني ● ماذا عن التدخل الايراني في اليمن؟ العالم كله واوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي واميركا وكل العرب مع اليمن، وايران الوحيدة التي لها دور سلبي في اليمن، ولم نفكر في ايذاء احد، لكن ايران تتدخل في شؤون اليمن وتدعم جهات متطرفة بالسلاح، وليس في مصلحة ايران الاضرار باليمن، من غير شك هناك من يقول ان سيطرة ايران على اليمن يشكل اهمية اكبر من القنبلة النووية، وهناك توجه ايراني للسيطرة على باب المندب. تدهور الأوضاع ● ما أبرز التحديات التي تواجه اليمن حالياً؟ التحدي الاكبر في اليمن اقتصادي ومعيشي، اذا تدهورت الاحوال الاقتصادية فإن ذلك يسشكل خطراً على اليمن، وهناك تخوف من مشاكل في باب المندب لان الجوع كافر، وعلى الاممالمتحدة والجميع دعم اليمن، وهو للاسف دون المستوى حالياً، لا نريد نقوداً بل دعم التنمية في اليمن، وتوفير فرص عمل وحياة كريمة للاستقرار مما يجعل منطقة باب المندب منطقة آمنة، وهذا لمصلحة الجميع. والاهتمام بما يجري في اليمن مطلوب، وأميركا أدركت أهمية عدم انعزال اليمن وضرورة الاهتمام بالعالم، وبعد 11 سبتمبر زاد اهتمام أميركا بالمنطقة من دون شك، وهذا واضح من التحركات الأخيرة للرئاسة الأميركية لترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط، واليمن جغرافياً من المناطق الأكثر خطورة على الأمن. اليمن والكويت ● ماذا عن تطور العلاقات بين الكويت واليمن؟ - العلاقات الكويتية اليمنية في تطور مستمر، وعادت أفضل مما كانت عليه، والعلاقات المشتركة بين البلدين قديمة، ولها دور تاريخي، وقامت الكويت ببناء الجامعات والمدارس والمستشفيات، ومؤزارة الكويت لليمن مستمرة، ونحتاج إلى مؤزارة كل الأصدقاء، والكويت لا تتأخر في دعم اليمن، ولها سجل ناصع البياض في دعم استقرار اليمن ووحدته. العمالة اليمنية في السعودية ● ما رؤيتكم لتأثير تنظيم سوق العمل السعودي على أوضاع العمالة اليمنية؟ - لا بد من تكرار الشكر للمملكة العربية السعودية، وهي الدولة الوحيدة التي تفتح المجال بشكل كبير لأبناء اليمن، وهذا محل تقدير، ولمسنا من القيادة السعودية الحرص على إفساح المجال لأبناء اليمن للعمل في السعودية في كل قطاعات الأعمال السعودية، وهم يقدرون الأوضاع اليمنية، والأخوة في المملكة أكبر داعم للاقتصاد اليمني، ولا أظن أن مقاصد السياسة السعودية تضر باليمن، والعمالة أهم عنصر للاستقرار في اليمن. ولا أظن أن اتخاذ أي إجراءات للإضرار باليمن، وأرى العودة إلى وضع الكفالة قبل عام 90، وإلغاء الكفالة عن العمالة اليمنية ليصبح اليمني كفيل نفسه.