اختارت المتاعب طريقا وقدرا ؛ لم يكن ذلك عبثا .. بل كان لتنمية المعرفة ولقيادة الفكر السياسي والثقافي إلى مواقع الذكاء ؛ بواسطة الإعلام , كشريك فاعل وأساسي لتنمية المجتمعات ..وقد حققت برؤيتها للوطن الكثير ..بكل اللغات كانت مميزة بين الجميع .
في المؤتمرات ,في المحافل ,في قاعة المحاضرات .. تشتد إليها الأعناق , ويخيم الصمت .. ويزداد الاهتمام وينتعش المكان ؛ وما لغريب في ذلك فعلى الجميع إن يصمت , فالتي تتكلم هي الدكتورة القديرة رءوفة حسن أستاذة الإعلام و رائدة التنمية الثقافية ومن كرست وقتها ونشاطها لحفظ الموروث الثقافي للوطن اليمني. على الدوام ,كانت الرقم المدهش والمؤثر .. الرقم القادر على اخذ كل من حوله نحو التغيير .. والى كل ما هو خلاق ومثمر ؛ وكلية الإعلام بجامعة صنعاء ستظل تقترن برءوفة حسن ، وفي ذاكرة كل الصحفيين والإعلاميين كمؤسسة لقسم الإعلام ,وكأستاذة قديرة تخرج على يديها مئات الصحفيين ..واشعر بالاعتزاز لأني كنت واحدا من خريجي مدرستها . أستاذتنا الفاضلة .. سنفتقدك كما سيفتقدك اليمن الجديد الذي يتشكل اليوم وكان بأمس الحاجة إلى إعمالك . ما أقسى إن نقول كانت .. لكن حب الناس لها والأعمال الخالدة التي تركتها ,ستبقى عزاء الساحة الإعلامية والأدبية ؛ فهي التي سطرت حياتها بصمات وإضافات جديدة وخلاقة , وخدمت مجتمعها وأضاءت الحياة بمعرفتها وقدراتها .. أثق بان نقابة الصحفيين ستقوم بما يليق بالإعلامية الأولى في اليمن ..وان جامعة صنعاء ستسمع الجميع أخبارا جيدة ؛ لما يكرم أكاديمية بحجم رؤوفة حسن .. ويقدر امرأة تركت في أعماق الذاكرة الإعلامية والاجتماعية الكثير من الأعمال والمواقف التي أثرت حياتنا وأثرت في تحريك ما يمكن تحريكه لخدمة التنمية في اليمن ؛ ليس بالمصفحات وأرتال الدبابات , أو بلغة التحريض والتعبئة التي تبلغ أحيانا حد الفجور؛ لقد ساهمت أستاذة التغيير في اليمن بالكلمات وفنون الصحافة ؛ كلغة مهدت الطريق وتجاوزت العقبات واخترقت الحواجز .. ليسقط باستيل حكم الفرد , وليبلغ الشعب سدرة الحكم بنظام برلماني نزيه وعادل . إن الخسارة لفادحة برحيلك المفاجئ وعزاؤنا انك تظلين ملء القلوب والعقول وفي ذاكرة الأجيال عظيمة وملهمة ورائدة .