من يملك أرضاً في أي مكان ما في العالم , يعني أنه قد وضع رجله على مستقبلٍ مبشرٍ , فالأرض سوف تمنحك ألاستقرار , وهي كنزٌ محفوظٌ , والعقار إستثمارٌ ممتازٌ , وبكل المقاييس , فقد أصبحت صاحب رأس مال . لكن من يملك أرضيةً في اليمن , فقد بدأ مشوار المتاعب , وعرف طريق المحاكم , وينبغي على من أشترى أرضاً في بلدي , أن يكون لديه رصيداً أضافياً , لنوبات الزمان ,وعوادي الدهر . توفيَ شخصٌ وترك لأولادة خمسة مليون ريالاً , فتشاوروا فيما بينهم , وأتفقوا على أن يشتروا أرضيةً , ويستثمروا فيها هذا المال , فقال أصغرهم , ولكن لا تشتروا بالمبلغ كاملاً , فسألوه ولما , قال نبقي مليوناً نحاكم به على هذه ألأرضية , وصدق والله . كنت في إحدى الدول , فسألت عن العقار , فقالوا : إن ألأرض التي تعرض عندهم للبيع , يُشَّهر عليها في الجرائد , لمدة شهرين , فمن كان له فيها حقٌ , أو له عليها إعتراضٌ , أو عليه منها أذىً , تقدم للمحكمة , وما لم فبعد شهرين تباع , وتسقط كل الحقوق فيها , ولا تقبل فيها بعد ذلك دعوى . أما في اليمن , ماذا في اليمن . في اليمن أرضك هي مصيبتك , وسببٌ في تعاستك , قد تنفق عليها مالك , وتذهب فيها روحك . قل أن تجد أرضاً , ألا وعليها مشكلة , وفيها قضية , وذلك حينما أضاع الناس الحقوق , وضيعوا الشرع , وقل الورع , ظهرت مافيا ألأراضي . عصابات تملك مخططات , تذرع المدن طولاً وعرضاً , إذا وجدوا أرضاً لمسكين , تنادوا كما تتنادى الكلاب على الجيف , وينهشوها كنهشهن , وهم أسوأ . في ظل غياب القانون , وضعف السلطة , يدركون أنهم لن يخرجوا منها خالين الوفاض , فإما نهبوا ألأرض كلها , وإما حصلوا على ما يسمى ( مخارجة ) . يقول ألأفوه ألأودي : لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا سلطانهم نزعا عصابات نهب ألأراضي يستخدمون نفوذهم في الدولة – وما خبر الجنوب عنا ببعيد – أو وجاهاتهم الإجتماعية , أحد أبناء المسئولين , يقول لأحدهم , إذا تعرف أرضيةً وعليها مشكلة دلني عليها وسوف أشتريها , وهو يعرف كيف يصيد في الماء العكر . عصابات نهب ألأراضي , يستخدمون القانون في النهب والسلب , باسم القانون يقولون هذه مرتفعات الدولة , وإذا تمكنوا منها , تحولت إلى أملاك المافيا الخاصة . عصابات نهب ألأراضي عند بعضهم فقه قانوني , وعند ألآخرين فقه شرعي , أسرةٌ منهم نهبت جبلاً كاملاً , مشى ألأب بالقانون فقال هذه مرتفعات الدولة , وسار الابن بالشرع وقال ( من أحيا أرضاً موات فهيَ له ) ويقول أيضاً رواه البخاري ........!!!!! ولا تعليق عندي . عصابات نهب ألأراضي قططٌ سمنت من حقوق المساكين . عصابات نهب ألأراضي , لا تتورع عن نهب ألأرض , ولا تخشى سفك الدم . عصابات نهب ألأراضي , تحتاج وقفة صدقٍ , من كل غيورٍ في المجتمع , على الدعاة والعلماء أن يقفوا موقفاً مشرفاً , وألا يخافوا في الله لومة لائم , وليتذكروا أن ألأمة منحتهم الثقة دون غيرهم , فهم حراس الفضيلة , وحماة الحقوق , وفي الحديث عن النبي r قال ((لا قدست أمة لا تأخذ لضعيفها حقه من قويها غير متعتع )) رواه البيهقي في شعب الإيمان عن جابر t , على وسائل الإعلام أن تفضح هؤلاء , وأقترح إنشاء موقع إلكتروني عنوانه مافيا ألأراضي , يوضع فيه أسم وصورة كل من نهب أرضاً , وينشر فيه شكوى كل صاحب مظلمةٍ , يتابع فيه قضايا نهب ألأراضي في المحاكم , علهم يرعوون . على كل من يملك ذرة نخوة , أن يقول ( لا ) و ( وإلى هنا وكفى ) ويدرك الجميع أن الدور عليهم آت , فيقال : أكلت يوم أكل الثور ألأبيض . على كل صاحب حق أن يدافع عن حقه بما استطاع , وليحتسب عند الله كل ريالٍ أنفقه , أو قطرة دم أريقت على عتبات الحقوق , في ظل غياب السلطة والقانون , وهو بدفاعه عن حقه يكون من الشهداء بإذن الله , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِى قَالَ « فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِى قَالَ « قَاتِلْهُ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِى قَالَ « فَأَنْتَ شَهِيدٌ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ قَالَ « هُوَ فِى النَّارِ ». رواه مسلم حديث رقم 377 فهل سمع أحدٌ منا أن حق ألإنسان يقوده إلى حتفه , وهل سمع أحدٌ منا أن ألمرء يشتري حقه مرتين , وهل سمع أحدٌ منا أن من الناس من يترك حقه نهب العصابات , وهل سمع أحدٌ منا , أن من الناس من عزف عن شراء ألأرض , والكل يعرف مصير من دخل المحاكم , وعليه صاح كل صاحب أرضٍ رافعاً عقيرته وبأعلى صوته , (( أرضيتي هي مصيبتي )) . عبدالله بن محمد النهيدي [email protected]