بعد عام وشهرين من الآن ؛ أي في 22/5/2008م، سوف تتشرف محافظة تعز باحتضان احتفالات الوحدة اليمنية المباركة، هذا الحدث العظيم الذي لا يضاهيه حدث في تاريخ اليمن قديمه وحديثه، وهذه الاحتفالات يجب أن ترقى إلى مستوى هذا الحدث.. وبما أن الوقت قصير جداً فإن الواجب يقضي باستغلاله استغلالاً جيداً، بحيث يتمكن المسؤولون وكل أبناء المحافظة من إنجاز أهم المتطلبات التي تقتضيها مناسبة الاحتفاء بالوحدة. ولا شك في أن قيادة المحافظة قد بدأت منذ وقت مبكر في الإعداد والتهيئة، وبلورة الأفكار، وتحديد الأولويات. وقد لمسنا هذا من خلال اللقاء الذي ضم الأخ المحافظ والإخوة أعضاء مجلس النواب في المحافظة، والذي تطرق فيه الأخ الكريم المحافظ إلى جملة الأفكار ومجمل التصورات للإنجازات التي يجب أن تتحقق خلال الفترة المتبقية، وما تم إنجازه أو هو في طريق الإنجاز فعلاً.. وكذا الجهود التي يجب أن يبذلها كل فرد من أبناء محافظة تعز باعتبارهم مشاركين أساسيين في هذا العرس اليماني المشهود. وقد يكون من المفيد أن نشير هنا إلى جملة من القضايا التي يجب أن تحظى بالأولوية بين جملة القضايا الأخرى. ولعل من أهم تلك القضايا ما ذكره الأخ المحافظ وهي قضية استكمال مشاريع البنية الأساسية المتمثلة في الطرقات الرئيسة في مديريات المحافظة، وكذا الشوارع والطرقات الواقعة على مداخل المدينة من نواحيها الشرقية والشمالية والغربية إضافة إلى مشروع المطار، ومشروع دراسة حل مشكلة المياه، إضافة إلى مشاريع أخرى كبيرة تعرض لها الأخ المحافظ في حديثه. وفي اعتقادي أن هناك مشروعين أساسيين يجب أن يكونا في مقدمة المشاريع التي ينبغي أن تنجز خلال هذه الفترة. أما المشروع الأول فهو مشروع البريهي المتعلق بالصرف الصحي والمجاري، وهذا المشروع يكتسب أهميته من اتصاله بقضية البيئة وأثرها في صحة الإنسان. نحن نعلم أن موقع المشروع الحالي هو في صدر المدينة التي تحتضن جميع المشكلات الناجمة عنه، ولا شك أن هذا الموقع قد احتل أجمل جزء من مساحة المدينة وهو الجزء الشمالي، وقد أدى هذا الموقع إلى محاصرة تمدد العمران في المدينة باتجاه الشرق والغرب، وهذان الاتجاهان لا يقارنان بالموقع المتجه نحو الشمال، والذي احتلته مخلفات الصرف الصحي فأدت إلى عزوف الناس وهروبهم منه. ليس هذا فحسب بل إن الدراسات تشير كما ذكر بعض الإخوة إلى انتشار أمراض مختلفة بين أبناء القرى المحيطة بموقع المجاري. ولا شك في أن قيادة المحافظة وعلى رأسها الأخ المحافظ قد أدرجت هذا المشروع ضمن مشاريعها الرئيسة، ولكن الذي نطالب به هو ضرورة أن يكون هذا المشروع في مقدمة المشاريع الأخرى، وأن يكون في مقدمة أولويات المحافظة. أما المشروع الثاني الذي يجب أن يكون مقترناً بمشروع المجاري فهو مشروع مخلفات القمامة، أو المقلب الذي يحتل موقعاً آخر في غرب المدينة، ويقع في مفترق طرق رئيسة قادمة من الحديدة والمخا وشرعب، ولا تقل أضرار هذا الموقع وانعكاساته البيئية على المدينة عن أضرار موقع المجاري لقد حوصرت المدينة بهذين الموقعين حصاراً سيئاً، وأصبح أهلها مجبرين على استنشاق الهواء الملوث بروائح المجاري والقمامة. وإذا كان هناك عذر لمن سبقونا في اختيار هذين الموقعين فإن هذا العذر ينبغي ألا يستمر بيننا نحن أبناء القرن الحادي والعشرين الذين نمتلك من العلم والمعرفة والخبرة ما يمكننا من معالجة مشكلات أكثر تعقيداً من مشكلتي المجاري والقمامة. نتمنى على الأخ المحافظ والإخوة في قيادة المحافظة أن يواصلوا جهدهم المبارك والمشكور الذي بدأ من قبل في حل هاتين المشكلتين؛ وأن لا يؤخروهما مهما كانت الأسباب، وسوف يباهي أبناء مدينة تعز ويبتهجون باستنشاق هواء عليل معطر بروائح زكية .