ينبغي أن يتدخل المجلس المحلي في محافظة تعز، لوقف مذبحة تعليمية على وشك الحدوث في الدائرة "35"، يدخل هذا في نطاق اختصاصهم.. ست مدارس يهددها قرار وزاري غير حكيم بالإلغاء، معنى ذلك وقوع ما يقارب 12ألف تلميذ أساسي تحت طائلة الأمية والفقر، ولا حاجة لتأكيد عجز أولياء الأمور عن توفير نفقات إلحاقهم بمدارس أهلية. ليس وضع هذه المدارس «الست» مثالياً، إنها محشورة في الطوابق السفلية لمساجد عتيقة، ومفتوحة مباشرة على الاسفلت والضوضاء وعجلات السيارات، ولا أسوار لها.. وفصولها أقرب شبهاً بالزنازين والأقبية، ولكم أن تتصوروا، صوب أي هاوية نفسية سحيقة تسير العملية التعليمية والتربوية في معتقلات كهذه، ومع ذلك يبقى إلغاء هذه المدارس، حتى وهي في وضعها النشاز السالف قراراً غير حكيم البتة، بالنظر إليها من زاوية كونها الملاذ الوحيد في دائرة «ودود ولود» كثيفة النسل. أين سيذهب 12 ألف تلميذ، وأقرب مدرسة إلى حيهم تبعد حوالي كيلومترين، مروراً بشوارع يربض فيها ملك الموت تحت عجلات لا مبالية؟!. كما أن المدارس الأهلية، علاوة على كلفتها، ليست أحسن حالاً منها مبنى ومعنى!!. في ثمانينات القرن الفائت، لم تكن وزارة التربية والتعليم تتمتع بالحكمة التي تتمتع بها اليوم، حين سمحت بتفريخ مئات المدارس المسلوقة على عَجَل، من هذا النوع، ويبدو أن تبعات إعادة النظر في الوضع النشاز، ستقع كلياً على عاتق الغلابى المثقل أصلاً، بما لا يحتمل المزيد. فلنختلف في كل شيء سوى التعليم، فلنتقاتل بكل سلاح سوى المنهج المدرسي والمبنى والمعلم.. لا نريد لأبنائنا أن يفتحوا أعينهم باكراً على معارك تفتقر إلى التهذيب، ودون قدرتهم على تفسيرها.. معارك يتخندق في ساحتها القلم ضد قنينة الحبر، والفرُشاة ضد اللوحة، وعلبة اللون والسارية ضد العلم، ويتناهش خلالها «الذين كادوا أن يكونوا رسلاً» بالأنياب والأظافر!!. مثل هذه المعارك لم تكن تندلع من قبل، على نحو سافر، ولا نريد لأبنائنا أن يمقتوا ديمقراطية وضعتنا كما نلقنهم في قلب العصر. لا نريد أن نسقط من علو شاهق كهذا، لنرتطم بلا وقار، على مرأى من العيون البريئة التي تأمل بعد أن نرتفع بها إلى مصافنا، كباراً بلا خدوش إنه ليس من الحكمة، في المثل الشعبي اليمني أن «تضرب القمالي بصميل» وهذا ما تفعله وزارة التربية بقرارها إلغاء المدارس الست السالفة، بدل أن تشرع في انشاء ستة مبانٍ أنموذجية تستوعب مجاميع الغلابى الصغار الذين يوشك أن يعصف بهم قرارها. إنها ليست ضربة معلم البتة يا وزارتنا الكريمة.. ويا مجلسنا المحلي إفعل شيئاً.. تذييل سل صفحة الأيام تنبئك عن إقدامي واسأل جميع الناسَ عن عز متي وبأسي العلم قد سقانيَ عقيدة الشجعان لبيك يا بلادي يا نعمتي وزادي - صفحة من مقرر قديم