قديماً لخص أجدادنا اليمنيون في مثلهم الشعبي القائل : «العيد عيد العافية» أجمل معاني ودلالات العيد السعيد، والمتمثل في الصحة والعافية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة». وحقيقة ماذا يجدي شراء كل جديد، ولحم العيد، إذا افتقد المرء الصحة والعافية ؟! ألم يقولوا : «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى؟! ثم ألم يقل المتنبي : آلة العيش صحة وشباب فإذا ولّيا عن المرء ولّى ! نعم «العيد عيد العافية» لأن العافية أكبر رأسمال وزينة ينعم بها المرء.. وكم أعجبني قول الشاعر الضحاك! : ماأنعم الله على عبده بنعمة أوفى من العافية وكل من عوفي في جسمه فإنه في عيشة راضية والعافية - ايضاً - وبمعناها الشامل عافية الوطن واستقراره ورخاؤه، لأن عافيته من عافيتنا، ولعل المثل الشعبي اليمني قد جسد ذلك في قوله: «وطني، ولو على نص بطني. ولا شك أن عافية الوطن تمنحه القوة والحصانة والمناعة من كل سوء وحقد قوى الفتنة والتطرف والإرهاب والاجرام.. وليس ثمة مكان أغلى من الوطن،، وهو المبتدأ.. وهو المنتهى.. قال أمير الشعراء أحمد شوقي: وياوطني لقيتك بعد يأس كأني قد لقيت بك الشبابا وكل مسافر سيعود يوماً إذا رزق السلامة والإيابا ولعله من محاسن الصدف أن تتزامن هذا العام أعيادنا الدينية عيد الفطر وعيد الأضحى مع أعيادنا الوطنية «سبتمبر وأكتوبر، ونوفمبر» وهي الأعياد الوطنية التي أخرجت شعبنا من ثلاثية المرض والجهل والفقر الرهيبة.. إلى «عيد العافية» العافية في العلم والمعرفة والبناء والتحديث والديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الإنسان وقيام منظمات المجتمع المدني وحرية الصحافة. وعافية وحب الوطن يبدأ بعافية وحب الأسرة، ذلك أننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا.. وبهذه التوأمة والثنائية الجميلة الحميمة نمضي مع أيام العيد السعيد.. ونزرع خلالها ورد المودة والوئام.. والتآلف والتعاضد لما فيه مصلحة البلاد والعباد.. ومن القلب إلى القلب كل عام وأنتم والوطن في خير وتقدم ويُمن وبركات.