شجرة دم الأخوين شجرة مباركة تتميز بها جزيرة سقطرى دون أشجار العالم ،وتعرف أيضاً باسم دم الغزال ،ودم الثعبان ،وصمغ البلاط،ودم التيس ،ودم التنين والأيدع،وجاء في لسان العرب «الأيدع:صبغ أحمر وقيل هو دم الأخوين وذكرت كثيراً في الكتب القديمة،كما أن مادته الحمراء التي استخدمها الثموديون في كتاباتهم ورسوماتهم منذ ما يزيد عن 3000 سنة في كهوف جبل شدا،والتي تؤرخ لعمر هذا النوع من الأشجار. وثمة أساطير تحكي عن هذه الشجرة النادرة تحكي قصة أول قطرة دم وأول نزيف بين الأخوين «قابيل وهابيل» وبحسب الأسطورة فقد كان قابيل وهابيل أول من سكن الجزيرة ،ولما وقعت أول جريمة قتل في التاريخ وسال الدم ،نبتت شجرة دم الأخوين. وهي أيضاً نبتة مقدسة في الديانات القديمة من الحميريين وحتى الفراعنة والآشوريين،وثمة شواهد تاريخية كثيرة تتحدث عنها النقوش القديمة التي سطرت حياة تجار يمنيين اشتهروا في تجارة اللبانيات والجذريات التي تعتبر المادة الأساسية في الطقوس التعبدية القديمة. وعن استخداماتها وفوائدها جاء الكثير في الطب القديم،قال ابن البيطار: «دم الأخوين هو عصارة حمراء ،يحبس ويمنع النزيف ،وينزف الجروح والقروح الطرية ،ويقوي المعدة» وقال داود الأنطاكي:«دم الأخوين بارد يابس ،يحبس الدم والاسهال ويدمل ويمنع سيلان الفضول وحرارة الكبد». فيما تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن دم الأخوين يقوي المعدة، ويقبض البطن نظراً لاحتوائه على نسبة كبيرة من العقص،ويفيد لعلاج تشقق المعدة، وعلاج قروح اللثة وترهلها،وعلى دمل الجروح ،ووقف نزيف أي عضو من جسم الإنسان. كما تدخل عصارة دم الأخوين في عدد من الصناعات ،منها صناعة الورنيش، وصناعة الرخام ،وصناعة المراهم، وحبر الطباعة وغيره. والخلاصة: أن فوائد شجرة دم الأخوين الطبية والصناعية...وبما تجسده من خصوصية يمنية تظل في حاجة أكثر إلى المزيد من الدراسات والابحاث العلمية والطبية،ومن ثم إلى استثمارها بصورة حديثة،وترويج كبير،وتسويق على نطاق واسع.. إضافة على الحرص والاهتمام بزراعة الكثير منها على أرض جزيرة سقطرى وتحسين نوعيتها. ودون شك ستكون مفخرة للصناعة والطب اليمني..وأجمل عنوان لعبارة «صنع في اليمن» والأجمل أيضاً أن صورة شجرة دم الأخوين نفسها ستكون شعار هذه الصناعة المطبوع على مغلفاتها. نعم شجرة دم الأخوين وفوائدها بحاجة ماسة إلى أن تستغل ومن التعاطي والتداول المحدود.إلى آفاق أرحب واوسع..فهل من يلتقط هذه البادرة؟.