أنا مدين لمن دعاني لحضور أمسية فنية نجمها المطرب عبدالباسط العبسي، ومناسبتها احتفاء مؤسسة العفيف الثقافية بأسبوع الشاعر محمد عبدالباري الفتيح. } وأن تتم دعوتك من عزيز لحضور فعالية غناء فهي فكرة ذكية قد تعني مساعدتك على الخروج من حالة الجفاف العاطفي إلى تشنيف أذنيك بالكلمة النابضة والنغم الحالم.. } بالمناسبة عندما يحضر الشاعر كاتب الكلمات ليسمع شعره الغنائي بصوت المطرب فلا ينفع أن تكون أنت نصف مستمع.. يعني تركز على اللحن دون الكلمات أو العكس.. وإنما كن المستمع الكامل الذي يرضي الكاتب والمغني.. وهو ماحاولت أن أعمله أمس في مؤسسة العفيف الثقافية.. } وحتى أضع القارئ أمام الصورة كاملة فقد ساءني تواضع عدد الحاضرين بالنظر إلى مايجب أن يكون.. ولا غرابة فهذه هي ثقافة القات وأن تمنع مؤسسة مضغ القات داخل جدرانها فإن في الحضور اليسير بركة.. } المطرب عبدالباسط عبسي كما عهدناه مطرب عالي الإحساس وهو يغني: «ياطير يللي عني مولي.. بلغ سلامي.. شوقي لخلّي.. ويارب حتى الطيور قد ملّت الأوكار.. وحسنك لعب بالعقول..» إلى آخر روائعه من أغنيات الحب والحزن والغربة والشجن والخوف على طريقة «شارجم بنفسي البحر لو غدر بي..» } على أن اللافت أن عبدالباسط نفسه أظهر عدم اقتناعه بما قدمه على ما فيه من الروعة والإحساس الجميل ربّما لأن فنانينا اعتادوا على الغناء في طقوس لا يغيب عنها القات . } ثم ماذا ؟ لقد غادرت فعلاً شرنقة الجفاف العاطفي ولكن إلى إيحاءات حزينة بصوت عبدالباسط.. وحسرة من اجتماع الإحساس العالي للفنان مع الحضور المنخفض للجمهور.. } ولقد كانت فرصة للسلام على الأستاذ أحمد جابر عفيف الذي أرجو أن تدعوا له بالجمع بين الصحة وطول العمر..