يوصف اليمنيون كما قال عنهم رسول الله «صلى عليه وسلم»: "أتاكم أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوباً" في استقباله للمهاجرين والأنصار. وقال: «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية» ولم يشذ عن القاعدة الإنسانية والشهادة النبوية إلا هذه الفئة الباغية الضالة، فئة الحوثيين في صعدة وأولئك الذين يتداعون لمساندتهم في وسائل الاعلام ويختفون وراءهم لإحداث وتوسيع الفتنة التي ما كان لها أن تخرج من جبال حيدان ومران عام 2004. فقد تعامل الشعب مع كل الظروف الطارئة بشجاعة وحكمة وبفضل ذلك دحر وهزم الأخطار بتلاحم لم ولن يحدث مثله في أي مكان، واليوم يتكرر المشهد الرائع الذي يتمثل بقوافل الدعم الشعبي للقوات المسلحة والأمن الذين يخوضون حرباً فُرضت علينا نتيجة التسامح الذي أعطي لمن لا يستحقون إلا القوة والقسوة البالغة كونهم، ومن أول وهلة، ظهروا فيها كأعداء ظاهرين بأسلحتهم وتفاصيل عملياتهم العدائية لكل شيء بما يعكس انشدادهم إلى عهود الظلام البغيضة الرافضة لأي تقدم وتطور، وإلا ما دمروا المشاريع والمنشآت التي تخدم المواطنين كالمدارس والطرق والمشافي والاتصالات والمياه والمزارع، وبما أنهم قدموا الدليل الميداني على حقدهم الدفين على الشعب الذي لولا ثورته على العهد الإمامي الذي كان يضطهد الجميع ما نعموا بالحرية والأمان أينما ذهبوا بعكس ما كان يتوقعه البعض من انتقام منهم كأذيال عفنة لذلك العهد الكهنوتي، فقد استحقوا أن يكونوا منبوذين ومراقبين في كل تحركاتهم، فاستغلوا الفرص الكثيرة لإعادة تواصلهم وحبك مؤامراتهم وتقلدوا المناصب والوظائف المهمة من أعلاها إلى أدناها في المجالين المدني والعسكري، لأنهم تظاهروا بالولاء للوطن وللثورة وللقيادة السياسية إلى أن جمعوا الأموال والأسلحة وأقاموا علاقات مع جهات خارجية للعمل معاً من أجل زعزعة الاستقرار وبث الفتن والكراهية وحشد كل حاقد وموتور من الوحدة والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وللمناضلين الأحرار الشرفاء سواء الذين استشهدوا أم الذين مازالوا على قيد الحياة، وهي أفعال لا يمارسها إلا أخبث الخلق ضد خلق الله من البشر والشجر والحجر وتشهد عليهم مزارع وقرى ومدن محافظة صعدة وحرف سفيان. من هنا وجد اليمنيون أن محاربة هؤلاء مسألة حياة أو موت، إلا بعض المرتزقة الأيديولوجيين والمشبعين بالمناطقية والانفصالية وكأنها موجودة تحت كل شعرة وتحت كل حجر. وهذه القضية الشعبية تعبر عن الضيق من استمرار مثيري الفتن كونهم يعرقلون مسيرة التنمية ويسعون إلى أن يقتل الأخ أخاه، والأب ابنه لا لسبب سوى الانتقام من كل من يدين التآمر والتمرد ويجاهر بحبه لبلاده وثورته ووحدته كقدر مشروع وأداء لأمر الله بالتعاون على البر والتقوى ضد الإثم والعدوان.