في يوم تليفزيوني واحد شعرت بالإشفاق على اثنين من السياسيين اليمنيين وهم يتحدثون مباشرة إلى قناة الجزيرة .. مبعث الإشفاق أن المذيع وزميلته تعاملا مع الضيفين كما لو أنهما لم يحلاّ الواجب في أحد صفوف التعليم الأساسي. لقد حاول الضيف اليمني أن يبدو عاقلاً بعض الشيء، فإذا بقارئ النشرة يقمعه ولسان حاله... خلاص... خلاص... ياتقول كلام يؤكد بأن الفتنة في اليمن مستمرة ولن تبقي أو تذر، وإلا فسنقطع عليك بفجاجة ... خلاص .. طفي، الحطب غالي.. شكراً كنت معنا من صنعاء. وأراد السياسي اليمني الثاني أن يقول في نشرة أخرى... الحقيقة إن الشارع خرج من تلقاء نفسه. فحاصره المذيع بالقول: وأيش عملكم كسياسيين. فقال: معانا مقرر حزبي خاص ومعانا هبّة لم يحن قطافها، فقطع عليه المذيع بصورة أوحت لي أن السياسي اليمني مجرد عامل فلبيني بينما الكفالة عند المذيع... ياأصحابنا بكل المحبة وبدون نفاق من صحفي يحبكم في الله وفي الوطن... أدعوكم فقط لأن تقيموا الوضع من خلال النظر في الذي يراد ممن يتحدث إلى نشرات لا ترتاح إلا إذا بدأ الخبر بالفعل «اندلعت». إن أمامنا فسحة داخل البلاد لأن يكون عندنا دستور أفضل وقوانين أحسن وإدارة تراعي مصالح الناس وتفضح الفساد، بعد أن وصلت الرسائل من كل حدب وصوب، فقط لنتكلم مع بعض بصدق... وجرأة موضوعية واستلهام لمطالب الناس حسب أهميتها . وسيكون الشعب حكماً عادلاً بين الجميع.