ما أجمل وما أروع يوم أن يثبت الإنسان على المبادىء السامية، والقيم النبيلة، التي اتخذها سبيلاً، وارتضاها منهاجاً، والتي لا تتعارض ومبادئ الدين الحنيف، وأجمل من ذلك أن يظهر هذا الثبات أمام سيول الفتن، وأمواج المحن، وأعاصير الأزمات، ولم يزده ذلك إلا ثباتاً وصموداً. وإذا كان البارودي الشاعر يدعو إلى الجهاد في سبيل “الرأي” قائلاً: قف دون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد فإن الجهاد في سبيل نصرة المبدأ والقيمة آكد وأوجب، والثبات على ذلك أهم وأولى. وفي الجمعة الفائتة احتشد الملايين من أبناء الوطن الأوفياء،معلنين بل مؤكدين ثباتهم على مبادئهم الوطنية، وقيمهم الاجتماعية، التي عرفت عنهم على مر العصور وتعاقب الدهور، والتي اشتهروا بها في جميع الأقطار، ومختلف الأمصار!! نعم...أعلنها أبناء الوطن الشرفاء من ميدان السبعين في العاصمة الحبيبة صنعاء، ومن عموم محافظات الجمهورية، أعلنوها صراحة، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، إنهم ثابتون على مبادئهم وقيمهم، ثبوت جبال اليمن الشمّاء، لاتهزهم الرياح المفتعلة من قبل أحزاب المشترك والمتمثلة في معاقبتهم بقطع الكهرباء،والديزل، والبترول، والغاز وكذلك رياح التجار المتمثلة في رفع الأسعار، نعم. لم يهزهم ذلك، بل زادهم ثباتاً وصموداً، كيف لا..وعقيدتهم غرست فيهم أن الموت دون الذود عن حياض المبادىء السامية، والقيم النبيلة...عز وشرف وذكر حسن مدى الأزمان!! أجل ..أبناء الوطن ثابتون على مبدأ “الوحدة” الذي طالما انتظروا تحقيقه بفارغ الصبر،ثابتون على مبدأ الجمهورية ثابتون على مبدأ الشورى...ثابتون على مبدأ الديمقراطية..ثابتون على مبدأ التعددية الحزبية، ثابتون على مبدأ التداول السلمي للسلطة ..ثابتون على مبدأ الحوار..ثابتون على مبدأ الشرعية الدستورية..ثابتون على قيم الإخاء والاتحاد والاجتماع والمحبة والألفة والتسامح..ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتنازلوا عن هذه المبادىء والقيم العظيمة ، لأنها أساس معاشهم...وسبب أمنهم واستقرارهم!!إذن ..فجمعة “الثبات”أثبتت للجميع كم هو الشعب اليمني عظيم عظيم.