لقد خسر الوطن ركناً وثيقاً من أركان النظام السياسي في اليمن, ورجلاً من أوفى الرجال, كان عظيماً في فعله وتسامحه, وكان كبيراً في مواقفه الوطنية التي عرفه بها اليمنيون كافة, ومن الرجال الذين أخلصوا لأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وناضلوا من أجل إعادة لحمة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م, ومن الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه, وكان شديد التمسك بأهداف ومبادئ الميثاق الوطني. إن خسارة اليمن في الرجال العظماء من أعظم الخسائر؛ فالأستاذ الجليل المناضل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني من أعظم الرجال الذين طالتهم أيادي الغدر والخيانة والإجرام والإرهاب, ذلك الحدث الجلل الذي استهدف رئيس الجمهورية وكبار رجالات الدولة اليمنية لم يكن يستهدف رأس الدولة وأركانها, ولكنه استهدف الدولة اليمنية الحديثة. إن خسارة اليمن في الأستاذ الجليل المناضل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني خسارة نوعية؛ لأن الرجل قامة وطنية بحجم يمن الثاني والعشرين من مايو المجيد، ارتسمت في ملامحه خارطة الجمهورية اليمنية. وكان مرجعية وطنية عظيمة, يذكره كل الشرفاء والوطنيين؛ لأنهم كانوا يجدونه حيث يحتاج الوطن لأبنائه النبلاء والعظماء, الذين يفدون الوطن بالروح وكل غالٍ ونفيس, فما غاب الرجل عن المواقف الوطنية يوماً, ولم يفتقده العظماء من أبناء اليمن، وفي مقدمتهم رمز الأمة وصانع مجدها الرئيس الشهيد الحي علي عبدالله صالح وكل الشهداء الأحياء الذين أنجاهم الله سبحانه وتعالى من ذلك الحادث الإجرامي الإرهابي في جامع النهدين بدار الرئاسة في جمعة رجب الحرام. إننا نشعر بكبير الخسارة, ولكن عزاءنا أن الهامة الوطنية قدم نفسه فداءً لوطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، فهو مع الشهداء والصديقين بإذن الله, فهكذا الشرفاء والنبلاء والعظماء المؤمنون ينالون الشهادة وهم في بيت من بيوت الله, ولذلك سيظل مثالاً عظيماً تتناول سيرته العطرة الأجيال؛ لأنها تؤكد أن حب الوطن من الإيمان، ونسأل الله له الرحمة والغفران، وأن يسكنه فسيح جناته, إنا لله وإنا إليه راجعون.