أعجبني جداً ما قاله ذلك الشاب على حائطه في الفيسبوك وكانت مسيرة الحياة على مشارف العاصمة: لقد عملتم يا أبناء تعز ما لم يفعله الآخرون , لكن حذار ان يتولاكم الغرور , فحين تتحدثون فليكن باسم اليمن , ذلك عين العقل , بالمقابل فهناك من يطرح أن أبناء تعز لا بد أن يكون لهم ( مؤتمر للمصالحة والمسامحة) ويستدعي في ذلك عقدة الاضطهاد التي يشعر بها كثيرون من ( التعزيين ) انطلاقاً من (اصحاب مطلع واصحاب منزل ) . وكله ربما يكون حقاً يراد به باطل , كيف؟ هناك من يعزز الاعتقاد أن تعز مضطهدة, مظلومة , منتهكة حقوقها , وهناك بالفعل من يمارس سياسة في ذلك الاتجاه , لكنك لو امعنت النظر , لوجدت هذا وما يمثله يدفع به ويعززه لكي لا يتواصل الظلم ببعضه , ويشكل في النهاية سيلاً جارفاً لمقاومته في البلاد كلها , فمن يمارس الاضطهاد والظلم وينتهك الحقوق , في حقيقة الامر يجزىء البلاد جزراً صغيرة , ويعمل بخبث على أن يحسس كل جزء بأنه المظلوم لوحده وانه المضطهد لوحده , ويدفعه للانكفاء على نفسه تحت وطأة الشعور بالظلم فيصبح لكل جزء هواجسه تجاه الآخر المظلوم ايضاً, و لأن المسئول من هذا الجزء الذي من (مطلع) فيتم الايحاء بأن الجزء يمارس الظلم بينما هو في حقيقة الامر مظلوم . وانظر الى طول البلاد وعرضها، اذهب الى خولان ستجد الفقر والفاقة بطالة تطحن النا س لا تبقي ولا تذر , في الوقت الذي يتم الايهام أن فلاناً الحاكم بأمره بمنطقة منزل من سنحان , بينما سنحان معظمها فقير ومحروم واسألوا محمد وهاس ستجدونه مشلولاً في بيته يكاد لا يحصل على الكفاف!!! تم خداع الناس بأصحاب مطلع وأصحاب منزل وفي حقيقة الامر كلهم مظلومون , ولذلك فالقول بمؤتمر للمصالحة والمسامحة لأبناء تعز لا ضرورة له , وان اردتم فأعيدوا الشريط الى قبل يومين ستجدون ذمار ضربت اروع امثلة الوطنية اليمنية حين استقبلت القادمين في مسيرة الحياة العظيمة من تعز بأحضان الوطن المظلوم كله، ولذلك فاليمنيون موحدون بأنهم مظلومون جميعاً ينخر الفساد حياة اصحاب مطلع ومنزل , واذا كان هناك من اصحاب ( مطلع ) من يظلم فهو ظالم هنا وهناك , لكن التخلف عزز الاعتقاد أن أصحاب ( منزل ) هم المظلومون لوحدهم , وإن أردت فاذهب الى الجوف , صعدة , عدن , عمران , صنعاء ستجد الكل مظلوماً !!! نصل الى نتيجة مفادها أن اليمنيين متصالحون بفضل الفساد الذي ينخرهم , ومتصالحون رغماً عمن يظلم الجميع يظهر بعضلاته مفتوناً عند اهل منزل بإيهامهم أن أصحاب مطلع كلهم ظالمون , في الاخير الكل مظلوم, والكل عليه ان يناضل في سبيل الدولة المدنية التي يستظل بظلها اصحاب مطلع واصحاب منزل، أصحاب المصلحة الحقيقية في المدنية التي نريدها , ويتساوى في ظلها اليمنيون كلهم , غير الدولة المدنية لا نريد وعبرها وحدها نصل الى دولة المواطنة المتساوية والتي لا تأتي بسهولة بل بنضال دؤوب على صعيد الاقتصاد والثقافة وعبر الشروط كلها التي تهيئنا للوصول اليها .. وفي الطريق اليها.. على اليمنيين ألا يخدعهم احد بحكاية مطلع ومنزل , فالعقد الاجتماعي الذي نريده نريد أن يجمع في ظله الطالعين والنازلين. [email protected]