مستبشرين ومؤملين بالله خيراً، بأن يتم أمرنا وينجز خلاصنا، فإنه يتوجب علينا ألا نركن إلى أن أمورنا قد أنجزت، وأن ثورتنا قد تمكنت، فما هو آت ليس بأسهل مما قد فات، فهذا الأسبوع هو أسبوع الحسم، وللحسم احتياجات، فينبغي ألا نتقاعس أو يصيبنا الخمول. ولنعلم أن هذا الأسبوع هو أسبوع الفصل وأسبوع الفرقان، الأسبوع الذي سيفرق بين ماض أليم ومستقبل عظيم، هذا الأسبوع ينبغي له أن يمر دون عراقيل من أعداء التحول الديمقراطي والسلمي؛ لأنهم مهما فعلوا أو حاولوا لن يمروا بفعلهم، فالعيون مركزة عليهم، والعالم يراقبهم، والكل ينتظر مكرهم، والكل مستعد للتعامل معهم بالطريقة المناسبة للتعامل مع أمثالهم. فالكل يعلم أنهم يفقدون سلطة كرسوا جهودهم طوال ثلاثة قرون لأن تبقى بأيديهم، والكل يعلم أن أصحاب المشاريع الضيقة والمصالح الأنانية لن يجعلوا هذا الأسبوع يمر كما ينبغي له، وأنهم سيحاولون حتى الرمق الأخير التشبث بمشاريعهم ومحاولة الإبقاء عليها، لكنهم لن يفلحوا؛ لأن الثورات لا تتراجع عن تحقيق أهدافها، والهدف الأول للثورة سيكون هذا الأسبوع حاسماً في تنفيذه بشكل عملي ودستوري، فمن لم تتح له فرصة المشاركة في المظاهرات فهاهي الفرصة قد واتته من جديد، وسلاحنا في ذلك ليست الصدور العارية التي لم يحترمها الأقزام وإنما سلاحنا كروت عليها اسم مرشح توافقي، نرجو من خلاله تجاوز مرحلة انتقالية صعبة، تؤسس من خلالها لدولة مدنية حديثة، ضحى الشهداء بأرواحهم من أجل قيامها، وليس من أجل شيء آخر يدعيه آخرون. إذاً فالوصول إلى السبعين سيكون سالكاً هذه المرة ودون خسائر إن شاء الله من خلال الأيدي والبطائق لا من خلال الأقدام والأجسام، في مقدمة طبيعية للوصول بالأجسام والأقدام وصولاً أسطورياً احتفالياً بعد نجاح الانتخابات التوافقية وصعود رئيس شرعي بشكل دستوري يؤمن سلطة حقيقة وانتقالاً حقيقياً، ووصولاً شرعياً لرئيس يحكم اليمن منذ بداية التاريخ. نعم تتعدد الوسائل لتحقيق هدف ما، وللوصول إلى مبتغى، لكن الحكيم من يختار الوسيلة المثلى التي تضمن له الوصول في أفضل الظروف وأجودها وأقلها تكلفة. والواحد العشرون من هذا الشهر أحد هذه الوسائل الممكنة، بل هو أفضلها على الإطلاق؛ لتحقيق أول أهداف الثورة، وللتأسيس القوي لتحقيق بقية أهدافها، لذلك فإننا أمام أسبوع حاسم بكل المقاييس، وبكل ما للأسماء والمسميات من معنى، وهو يمر علينا ثقيلاً، ويمر على أولئك الذين يضمرون الشر للوطن، ويتمسكون بحبال واهية للعودة عن الثورة والاستمرار فيما كانوا عليه من تخلف وفساد بسرعة ومرارة ومعاناة أشبه بساعة رمل تنتهي فيها الحياة بمجرد انتهاء الوقت المخصص؛ لامتلاء الرمل للحيز الذي يتواجد فيه المحكوم عليه بالهلاك بمرور الوقت. وأخيراً أعود وأقول: نحن سابقاً لم نزحف إلى السبعين لا خوفاً وجبناً، بل حكمة نحن نتصف بها ونفاخر بها أمام العالم؛ لأن الواصف خير الخلق محمد “صلى الله عليه وسلم”، وها نحن سنزحف إلى السبعين عبر صناديق الاقتراع، والحسم الذي لطالما توعدنا به الجميع ها هو قادم، وإن تأخر فاحسم عند النضوج وأجدى وأنفع من الحسم قبله. [email protected]