وكأن عندنا عاصمة من صدق. مساء أمس الأول انتهى اتصال هاتفي مع زميلنا خالد عمر إلى اتفاق على اللقاء في بوفية تحتل زاوية تربط شارع الشهيد علي عبدالمغني بالقصر الجمهوري (أكرر) شارع القصر وشارع الشهيد . كعادتنا في الاستعجال طلب منا المباشر تحديد مانريد .. ولعله كان يعرف بما ستفضي إليه الأمور (صرنا أربعة ولهذا كان لابد أن تختلف الأذواق حتى لاتبور السلعة). برتقال كبس ولكن كيف برتقال ومن يدري قد يكون الطعم حامضاً؟ .. علّق أحدنا وما الداعي فكل شيء يثير الحموضة.. طيب عصير جزر وكل واحد وظروفه ..رد آخر بلاش عصير الجزر لأن في الطلب انتقاصاً من الكفاءة في بلد يدعي فيه الكل.... !!. خلاص بلاش برتقال وبلاش جزر واحد زنجبيل (مشنون) وثلاثة «شاهي» وما إن أحضر المباشر فناجين الشاي والزنجبيل وهدأ الخلاف الذي جرى فيه استبدال المغذيات بالمسهرات حتى كبست على أنوفنا رائحة القمامة المتراكمة .. لاحظوا أننا مانزال في نقطة تقاطع بين شارع القصر الجمهوري وشارع الشهيد علي عبدالمغني بالعاصمة صنعاء . أدرك القائم على إيرادات البوفية أن الروائح تزكم الأنوف فوجه بإشعال عيدان (الند) أمام كل طاولة ربما لأن شرف أي بوفية مثل عود الكبريت ولابد من التغلب على الرائحة الطاردة برائحة جاذبة .. غير أن الرائحة القادمة من الخارج كانت الغالبة شأنها شأن أمور كثيرة في حياتنا . وقبل أن يكتمل تناول الشاي والزنجبيل قلت: عفواً ياحسن الوريث وأنت ياإبراهيم الذماري فنحن على مرمى روائح لا تقاوم وكانت وجهتنا «سوق الملح» .. حيث لم نكن نتصور ونحن نمشي أن تجتمع علينا ثنائية الرائحة الجاثمة على جوانب الطريق وظلام كهرباء يعاني مسئولوها ومخربوها من قطيعة كاملة مع الخجل .. وفي لحظة وداع اضطرارية غادر كل منا عائداً إلى بيته بعد ساعتين من ارتباك الإجابة على سؤال: هل نحن حقاً في عاصمة اليمن ؟ هل حقاً عندنا أمانة عاصمة ، أم فقط عاصمة بلا أمانة ؟ ولماذا عندنا وزارات للأشغال لاتشتغل ؟ جمعتكم معطرة بثنائي عودة كمبوديا و«ند» مكة..!!